الضابط يترجّل رسميا

كتب – فاضل المزروعي

أعلن النجم الخلوق هاني الضابط ترجّله عن صهوة جواده، وقرر اعتزال اللعب رسميا محليا ودوليا، ليتوقف عن العطاء بعد ما يقارب 25 عاما، حقق خلالها كثيرا من الأرقام والإنجازات التي سجلت باسمه وطبع عليها”من صنع هاني الضابط”، لأن ما حققه الضابط لم يحققه سواه.

الضابط الذي عرف كهداف منذ ظهوره الأول في الملاعب، كان ضابطا لأخلاقه قبل لعبه، فخلال عقدين ونصف من اللعب لم يتحصّل فيها سوى على بطاقتين صفراوين، بينما لم يتحصل على أية بطاقة حمراء، وهذا بحد ذاته إنجاز قد يدخل اللاعب ضمن موسوعة (جينيس) للأرقام القياسية إذا ما تم تتبع ذلك، لأن أشهر نجوم الكرة كانوا يخرجون عن طورهم بسبب الضغوط ويتحصلون على بطاقات حمراء وملوّنة والأمثلة كثيرة.

هاني الضابط ولد هدافا، فمنذ بدايته مع القلعة الحمراء نادي ظفار كانت هوايته التهديف، فحصد لقب هداف بطولة الخليج للناشئين وهداف منتخب الناشئين، ولا تزال أهدافه في نهائي كأس العالم للناشئين بالإكوادور عالقة في مخيلتنا، حيث كان سببا في تأهل المنتخب آنذاك إلى الدور قبل النهائي وحصوله على المركز الرابع على العالم.

بعد تفرّس الضابط في الناشئين، تواصلت موهبته التهديفية مع الفريق الأول بالنادي والمنتخبات الوطنية وتّوج جهوده بعدة ألقاب منها هداف كأس الخليج وهداف العالم في 2001، بعد أن تربع على قائمة هدافي تصفيات كأس العالم 2002 التي أقيمت في كوريا الجنوبية واليابان برصيد 15 هدفا.

تاريخ هاني الضابط حافل ومن الظلم اختزاله في أسطر قليلة، فهو من ضمن الجيل الذهبي للكرة العمانية، وهو أيضا من ساهم في تأهل منتخب كرة القدم الشاطئية مرتين لكأس العالم، ولعب مونديالي الشواطئ بإيطاليا والبرتغال عامي 2011 و2015.

نعود إلى المبادرة الطيبة لمؤسسة الحضري التي تبنت تنظيم حفل اعتزال للنجم هاني الضابط، وتحملت أعباءه بكل ما سيسفر عنه من تكاليف في قرار صادف أهله، وجاء من قبل شخصية مبدعة هو اللاعب حسين الحضري، الذي جاءت مبادرته من باب الوفاء ورد الجميل والمسؤولية، كما وصفها الحضري الذي زامل الضابط في نادي ظفار وتعلّم منه الكثير ويعده أحد أمثلته في الملاعب.

المبادرة لاقت دعما كبيرا من الذين يكنّون الاحترام والتقدير للضابط، وكان أبرزها دعم رئيس اتحاد كرة القدم ووزارة الشؤون الرياضية، ونادي ظفار بيت اللاعب الأول، والدعم الإعلامي والجماهيري الذي اتضح من خلال حضور مؤتمر إعلان الاعتزال الرسمي.

الحضري ومن خلال كلمته في اللقاء الإعلامي أوضح رغم تشرف مؤسسته بإعلان تنظيمها حفل الاعتزال، إلا أن تنظيم الاحتفالية ليس حكرا على المؤسسة، ودعا المؤسسات الرسمية والخاصة، وحتى المبادرات الفردية للتعاون من أجل تنظيم محفل أو كما قال “كرنفال” يليق باللاعب وإنجازاته.

ونحن ندعو الجميع للمبادرة من أجل إنجاح المهرجان، فالضابط أيقونة عمانية قدمت الكثير وأفرحت الكثير، والاحتفالية قد تكون رمزية للضابط إلا أنها تمثل حافزا لكل نجوم المنتخبات الوطنية مستقبلا، خصوصا وأننا لم نشهد حفل اعتزال لنجومنا الرياضيين منذ سنوات، وأعتقد آخرها كان للنجم السابق يونس أمان.

خلال اللقاء الإعلامي ناشد عدد من الحضور النجم هاني بالبقاء قريبا من كرة القدم والملاعب، وأن يتقمص دورا جديدا مستقبلا، من جانبه أكد أنه لن يبتعد معلنا أن الدور الجديد سيكون إداريا، وهو قرار صائب يستطيع من خلاله أن يكون ملهما ومحفزا وموجها لعدد من النجوم مستقبلا ولسنوات طويلة والاستفادة من خبرته الطويلة.

القرار صائب لأن مجال التدريب يعد مجازفة فقد احترقت نجوم كروية عدة بسبب خوضها مجال التدريب وانطفت بسبب النتائج السلبية والتي أثرت على نجوميتهم وتواروا عن الأنظار.

ختاما.. نأمل أن يكون الحفل “كرنفالا” بمعنى الكلمة، ونأمل أن نرى من خلاله تكريما لنجوم قدموا الكثير للكرة العمانية ممن عاصروا هاني الضابط ولشخصيات ومدربين كان لهم تأثير مباشر في نجاح مسيرته الكروية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى