ديربي مانشستر..احتمالية المؤامرة وحتمية الجودة

تحليل- محمد عصام

“لقد واجهنا فريقاً رائعاً للغاية، هذا هو المستوى الذي يجب أن نطمح للوصول إليه” ليست هذه تصريحات مدرب اليونايتد الحالي أولي جونر سولشاير بعد مباراة الأمس، بل في الحقيقة هي تصريحات مدربهم السابق دافيد مويس بعد الهزيمة ضد مانشستر سيتي بثلاثية نظيفة في مارس من عام 2014، الكلمات التي تم الاستهزاء بها، ورفضها جمهور حامل اللقب –حينها-، ولكن قدرتها على التعبير عن الوضع الحالي مثيرة للاهتمام.

المعضلة الأكبر أتت من تكهنات ما قبل المباراة، التي اقترحت أن مانشستر يونايتد لديه الاختيار بين التراخي وتسليم الثلاث نقاط لجاره السماوي، لأجل هدف أسمى هو منع دخول اللقب إلى خزائن ليفربول، أو الانتصار لكبرياء النادي، وطموح المركز المؤهل لدوري أبطال أوروبا، وحصد الثلاث نقاط.

دخل سولشاير بخطة 3-5-2، وبخمسة تغييرات على الفريق الذي تعرض لهزيمة قاسية في مواجهة إيفرتون مطلع الأسبوع، التشكيل الذي يعبر عن الصلابة الدفاعية، ووضع حجرا عملاقا يسد مجرى أسلوب السيتي المتدفق، ولكن في الحقيقة هو التكتيك الذي بدأ به الريد ديفليز سبع مواجهات لم ينتصر بأي منها.

ولمصداقية الحديث، فقد لعب مانشستر يونايتد بكامل روحه في المباراة، ولم يبخل اللاعبون بأي قطرة عرق على فريقهم، تحديداً في النصف ساعة الأولى، وحرموا جوارديولا من عادته المحببة بالتسجيل في الربع ساعة الأولى، كما فعل فريقه في ست مباريات من آخر سبع في كل البطولات.

كانت المواجهة في بدايتها بين مضخات أدرينالين من جانب اليونايتد ضد رهبة البدايات من جانب السيتي، الفريق الذي يعلم أنه لا مجال للتفريط في أي نقطة، والذي وقع في أكثر من مناسبة فريسة لفخ الضغوطات الذاتية، لذلك استهدف اليونايتد الضغط على فينسينت كومباني لإجباره على الأخطاء، كونه الحلقة الأضعف بين الأسماء الأقدر على التمرير في تشكيل السيتي.

لم تساعد ثلاثية الوسط أيضاً على منح الفريق إيقاعه المعتاد، حيث جاءت اختيارات جوارديولا متحفظة بوضع جوندوجان بجانب فيرناندينهو العائد من الإصابة، وثالثهم دافيد سيلفا، ثلاثي بمتوسط أعمار، ولياقة بدنية أقل، مع نقل بيرناردو سيلفا على الجناح الأيمن، ليفتقد الفريق السرعة المطلوبة.

 

سولشاير

“مان سيتي سيقوم بارتكاب الكثير من الأخطاء إذا فقدو الكرة لمنع المرتدات” كانت كلمات سولشاير قبل المباراة، ورغم أن السيتي هو أقل فريق ارتكاباً للأخطاء في البريميرليج في حين يحتل اليونايتد المركز الثالث، لكن ظهرت الأمور على هذا الشكل في الشوط الأول إلى حد ما، ليس من جانب واحد بل من الجانبين، معركة بدنية تحصل فيها السيتي على إنذارين، واليونايتد على إنذار، وجاءت الفرصة الأخطر من تسديدة سترلينج من مسافة قريبة ذهبت مباشرة بين يدي دافيد دي خيا.

بدأ الشوط الثاني حيث انتهى الأول، خمس دقائق من الكر والفر، إلى حين إصابة فيرناندينهو، ودخول ساني بدلاً عنه، مع نقل بيرناردو سيلفا إلى الوسط، سترلنج إلى اليمين، وجوندوجان في خانة الارتكاز.

هل كان هذا التغيير اضطرارياً؟ لا شك أن فيرناندينهو خرج مصاباً، لكن يبدو استعداد ساني مباشرة للدخول أن جوارديولا كان سيدفع به عاجلاً ليس آجلاً في كل الأحوال، الفارق في الاسم المغادر والذي حسمه فيرناندينهو بإصابته.

ربما وضع مشجعو السيتي أيديهم على قلوبهم بخروج فيرناندينهو، اللاعب الأقدر بين تشكيل الفريق على العرقلة، وإجهاض هجمات الخصوم، لكن بدأت فقرة جديدة بقيادة الصغير بيرناردو سيلفا في مركزه الجديد، بتسجيل هدف أول في شباك دي خيا، قبل أن يسجل ساني الثاني بعدها بعشر دقائق، بينهما كرة أصابت القائم وأخطأت المرمى من أجويرو، ليظهر السيتي أقرب لطريقته المعهودة.

لم يؤثر لاعب على مجريات المباراة مثلما فعل بيرناردو سيلفا، الأكثر ركضا (12.2 كم)، الأكثر تسديداً (3 تسديدات)، الأكثر مراوغة (5 مراوغات)، كما قال بيب عنه بعد المباراة “هذا الموسم بالكامل تحفة فنية منه”.

في النهاية، بمجرد أن دارت محركات السيتي انتهت الأمور بالنسبة لليونايتد، الفريق الذي يتلقى الهزيمة السابعة في آخر تسع مبارايات، ولم يستطع التسجيل منذ 280 دقيقة، ولم يستطع التسجيل من لعب مفتوح منذ قرابة التسع ساعات.

أذابت المواجهة الحائط بين مؤامرة متوقعة، والجودة الحقيقية للسيتزنز، وربما يميل المشجع المحايد للقصة الرومانسية لليفربول، لكن مانشستر سيتي يقدم موسماً محلياً لايقل عن سابقه، وقد يكتب نهاية محبطة لموسم استثنائي من ليفربول، مع بقاء جميع الاحتمالات قائمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى