لاكازيت-أوباميانج.. أهداف الصداقة

تحليل- أحمد مختار

موسم متقلب جداً لآرسنال، من الصعب وصفه بالسيء ومن المستحيل ربطه بكلمة الأفضل أو حتى الجيد جداً، فالفريق يعاني كثيراً خارج ملعبه كما جرت العادة، هزائم متتالية في بطولة الدوري وابتعاد -ولو مؤقت- عن المركز الرابع المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا، لكن في المقابل هناك تحسن واضح في الدوري الأوروبي، سواء من ناحية الأداء أو النتائج في المراحل الإقصائية حتى الآن.

من المجحف وصف إيمري بالسيء عطفاً على ما قدمه فريقه هذا الموسم، فتدعيمات آرسنال أقل من الآخرين، بالإضافة إلى انخفاض مستوى الحرس القديم بالكامل، وارتكاب الدفاع هفوات فردية كارثية لا دخل فيها للطاقم الفني من قريب أو من بعيد. في المقابل يحتاج المدرب الإسباني إلى عمل أكبر في الشق الهجومي بالأخص، فآرسنال لم يعد كالسابق فيما يخص صناعة الفرص وشن الهجمات، لدرجة ظهوره بصورة عقيمة للغاية في أكثر من مباراة مؤخراً.

انتشرت إحصائية مهمة عبر “تويتر” بتاريخ أول شهر أبريل الماضي، تتحدث عن قوة الحسم بالنسبة لأرسنال حيث تبلغ نسبة تحويل التسديدات إلى أهداف 23.1 %، ليتفوق الفريق على فرق أخرى قوية خلال آخر سنوات البريمرليج.

المثير للاهتمام حقاً في هذه الإحصائية أن آرسنال من أقل الفرق التي تسدد على المرمى، فقط 281 تسديدة حتى أول أبريل بكل البطولات، و351 تسديدة فقط على المرمى حتى هذه اللحظة في بطولة الدوري.

نسبة ضعيفة للغاية خصوصاً عندما تتحدث عن آرسنال المعروف بقوته الهجومية على مدار تاريخه، حتى في المواسم التي لم يفز فيها الفريق بأي شيء. أسباب عديدة وراء “العقم” الهجومي للمدفعجية هذا الموسم، جزء بالتأكيد يعود إلى أوناي إيمري نفسه، المدرب الذي ما زال يجرب أكثر من خطة دون التركيز على رسم واحد أساسي.

لعب آرسنال هذا الموسم في الدوري على سبيل المثال بخطط 4-2-3-1، 3-4-2-1، 3-4-1-2، 4-4-2، 3-5-2، 4-3-1-2، ورسومات أخرى، في محاولة للتغلب على الضعف الواضح في بعض المراكز، أسفل الأطراف على سبيل المثال سواء كأظهرة أو كأجنحة، خصوصاً بعد إصابة بيليرين القوية وتباين مستوى إيوبي هبوطاً وتصاعداً دون سباق إنذار.

آرسنال لا يضم أظهرة قوية هجومياً، بالإضافة إلى عدم وجود جناح حقيقي على الخط، لاعب يستطيع القطع من الثبات إلى الحركة، ويستلم الكرة خلف المدافعين وأظهرة الخصم، بمعنى أنهم يفتقدون إلى الجناح الحركي السريع الذي يناسب تحولات بطولة بقيمة وتكتيك الدوري الإنجليزي. أسفل الأطراف ليست المشكلة الوحيدة هذا الموسم، بل تراجع مستوى لوكاس توريرا أيضاً مقارنة بما قدمه في البدايات.

النحلة اللاتينية فاجئت الجميع بمستوى خارق بداية الموسم لكنه تراجع بوضوح مؤخراً، ربما الأمر لياقي بحت لفارق السرعات بين الدوري الإيطالي “بطولته السابقة” والدوري الإنجليزي، بالإضافة إلى تكيف المنافسين مع طريقة لعبه وأسلوبه داخل الملعب، كما حدث بالنص مع جورجينيو ارتكاز تشيلسي القادم من نابولي، دون نسيان اللعب بثنائي محوري في معظم المباريات، مما جعل الحمل مضاعفاً على توريرا وزميله الأخير سواء تشاكا أو جيندوزي، خصوصاً عند ملاقاة الفرق التي تلعب بارتكاز ثلاثي، أو سريعة للغاية في لعبة التحولات التي تحتاج إلى مجهود إضافي من ثنائي المحور في التغطية طولاً وعرضاً.

المهم أن ارتكاز آرسنال غير مميز في خلق الفرص من الخلف، سواء توريرا مؤخراً أو تشاكا أو جيندوزي، الأخير الذي يحاول أكثر من زملائه فيما يخص التمريرات الكاسرة للخطوط واللعب إلى الأمام، وإن كان ينقصه الجودة التي تسمح له بتحويل ما يفكر فيه إلى واقع ملموس داخل الملعب.

آرسنال بلا ارتكاز هجومي حقيقي -بعد إصابة رامسي-، ومن دون أظهرة/ أجنحة هجومية على الخط، وبالتأكيد مع مستوى أوزيل الكارثي هذا الموسم لدرجة صناعته هدفين فقط في 23 مباراة شارك فيها بالبريمرليج، لذلك بات الحمل مضاعفاً على الثنائي ألكسندر لاكازيت وبيير أوباميانج.

يستحق الثنائي “لاكازيت-أوباميانج” التقدير على ما قدماه سوياً هذا الموسم، فآرسنال فعلياً يفتقد إلى العامل الإبداعي في الوسط والأطراف، لذلك تتعقد مهمة هجومه في قلة الفرص التي تصل سواء من الأطراف أو العمق، لذلك يبذل ثنائي الهجوم مجهود مضاعف في عودته إلى منطقة الوسط، تحوله تجاه الأطراف، وحتى رجوعه لنصف ملعبه، كل هذا من أجل المساعدة في عملية البناء والتمرير والحيازة الإيجابية.

أمام فالنسيا بالدوري الأوروبي على سبيل المثال، سجل لاكازيت وأوباميانج أهداف آرسنال خلال المباراة، لكن ليس بالضرورة أن يحصلا على المديح نتيجة لغة الأرقام فقط، فأوباميانج استلم الكرات على الأطراف كثيراً، لم يتمركز كمهاجم صريح أو حتى مساعد، بل لعب دور الجناح بنجاح واضح، في كونه يتمركز أكثر على الأطراف أثناء الاستحواذ، يحاول التسجيل ويصنع في نفس الوقت لزميله بالثلث الأخير.

لاكازيت أيضاً لاعب استثنائي فيما يتعلق بالتسجيل والصناعة في آن واحد، لأن الفرنسي لا يكتفي أبداً بالتمركز داخل الصندوق أو حتى بالثلث الأخير ككل، بل يعود خطوات للخلف وكأنه صانع لعب حقيقي ولاعب وسط إضافي. يلعب بظهره، يجيد اللعب من لمسة واحدة ولمستين، ويستخدمه إيمري كمحطة رئيسية في الاستلام والتسليم، مع تحركه المثالي في الجانب المظلم للمدافعين، من الخلف إلى الأمام دون سابق إنذار.

تستحق ثنائية “لاكازيت-أوباميانج” التقدير والرصد والدراسة هذا الموسم، لكن ماذا سيحدث في حالة حصول آرسنال على ميركاتو صيفي قوي؟ ونجاح الفريق في جلب مدافع جديد، أجنحة على الخط، لاعب وسط مكان رامسي، وعودة أوزيل إلى سابق عهده؟ ربما من الآن يمكن الرهان على حصول واحد منهما على هداف البريمرليج دون تردد!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى