محترفو عمانتل في أزقة الحواري

توووفه- عمر الصالحي

تشوب بعض مفاهيم كرة القدم في واقعنا الرياضي المرير الكثير من المغالطات، والتي طالما كشف الوقت عنها مما يؤدي لتوقف عجلة تنميتها و تطورها أو التحديث المستمر الذي يطالب به جل من يتابعها ويهتم بها.

وفي الوقت التي تعاني فيه بعض أنديتنا من وطأة النتائج السلبية، وسيل المشاكل الفنية والإدارية والمالية التي تتخبط في لجتها منذ عصور الكرة العمانية البائدة، يخرج بعض لاعبيها للعب في الفرق الأهلية مستغلين الترهل الإداري الذي يعصف بأروقة أنديتهم، ضاربين بحاجتها إليهم عرض الحائط؛ من أجل تمثيل تلك الفرق الأهلية التي تنشط في هذا الوقت من العام، وتشارك في بطولات كروية قد تصل شهرتها لأبعد مما يتوقعه البعض وبقوة إعلامية ودعائية تسويقية وتنافسية تتخطى البطولات المحلية الأخرى.

ولم يقتصر خروج اللاعب العماني لتمثيل الفرق الأهلية فقط، وإنما ذهب الوضع لأبعد من ذلك بمشاركة اللاعبين المحترفين في الأندية، بعدما أجازت قوانين بطولات الفرق الأهلية التابعة لبعض الأندية مشاركتهم، ما دفع تلك الفرق الأهلية للتعاقد معهم بمقابل مادي خيالي لتنشيط فرقهم التي تنافس على تلك البطولات الجماهيرية في عمومها.

كما صار لزاما على بعض الفرق الأهلية الجماهيرية محاولة اللحاق بالركب في الوقت الذي زادت حدة الاستعانة باللاعبين الأجانب، منهم من انتهى موسمه ومنهم من يبحث عن فرصة جديدة ومنهم من لازال متشبثاً بأمل المواصلة مع ناديه الذي لا يعيش أفضل فتراته عموماً في دوري عمانتل، قد يتفق أغلبهم في مشاركتهم من أجل المكتسبات المالية الكبيرة التي يتحصلون عليها والتي قد لايحصلون عليها في كل مباراة بدوري عمانتل مثلاً.

ورغم قانونية مشاركتهم بحسب المادة التي يجيزها أحد بنود بعض لجان الفرق الأهلية التابعة للأندية أو البطولات المختلفة، يفتح ذلك التمرير والإجازة بمشاركة الأجانب الكثير من التساؤلات عن مدى أحقيتهم بالمشاركة في الوقت الذي ينادي الجميع باستثمار المواهب المحلية، وما درجة الاستفادة التي تخرج لناديه والأضرار الناجمة جراء مشاركته في الوقت الذي يصارع فيه ناديه من أجل البقاء أو للمشاركة في موسم قد يبدو الأقسى لبعض الأندية.

ومن هؤلاء الثلاثي المحترف بنادي مسقط عبدالقادر فال الذي مثل أحد فرق ولاية السويق، وزميله الآخر مرتلا الحسن الذي نشط بنفس الولاية مع فريق آخر واللذين سجلا حضوراً لافتاً بالإضافة لزميلهما مصطفى كويات الذي سيلعب في أحد فرق مسقط بإحدى البطولات الرمضانية القادمة.

وبعيداً عن لغة الأرقام والحصر للأجانب ولتلك الأندية والفرق سيبقى صدى مشاركتهم في بطولات الفرق الأهلية كبيراً مع النجاحات التي يقدمونها مع فئة كروية قد لا يقبل فيها البعض مشاركتهم، والتي تهدم الكثير من التطلعات في ترسيم كرتنا المحلية بالشكل الأمثل لمستقبل رياضي جميل يحلم به الجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى