مفاتيح تأهل ريال مدريد “الدرامي” لنصف نهائي دوري الأبطال على حساب يوفنتوس

 

على الرغم من خسارته في عقر داره وأمام جماهيره على ملعب “سانتياجو برنابيو” بنتيجة (1-3) على يد يوفنتوس الإيطالي في إياب ربع نهائي دوري الأبطال أمس الأربعاء، إلا أن ريال مدريد الإسباني استطاع أن يحجز مقعده في نصف النهائي للمرة الثامنة على التوالي لسابق فوزه في مباراة الذهاب الأسبوع الماضي على ملعب “أليانز ستاديوم” بثلاثية نظيفة.

وكان الفريق الملكي متأخرا حتى الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع بثلاثة أهداف نظيفة، وهو ما كان يعني امتداد المباراة لشوطين إضافيين، قبل أن يسجل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من ركلة جزاء أثارت حفيظة لاعبي يوفنتوس.
وفيما يلي أبرز ملامح مباراة الإياب بين الفريقين:

1- العامل النفسي عقب خروج برشلونة المفاجئ على يد روما:

لم تكد تمر سوى دقيقتين من موقعة البرنابيو، إلا وكان بطل إيطاليا متقدما في النتيجة بهدف مبكر برأس الكرواتي ماريو ماندزوكيتش، ليبدأ مسلسل انتفاضة روما أمام برشلونة في “الأوليمبيكو” خلال المباراة التي سبقتها بيوم يترسخ في الأذهان، ويلعب العامل النفسي دوره، ويتسرب الخوف داخل نفوس لاعبي الريال خشية أن يتجرعوا من نفس الكأس الذي ذاقه البرسا.
بينما كان المشهد متناقضا تماما في صفوف “البيانكونيري”، حيث ساهم هذا الهدف في منحهم جرعة معنوية كبيرة والإيمان بحظوظهم في تعويض تأخرهم بثلاثة أهداف للمرة الأولى في هذه البطولة.

2- دفاع متفكك ومتوتر:

وتعرض الخط الخلفي لنادي ريال مدريد لضربتين موجعتين بغياب القائد سرخيو راموس بداعي الإيقاف، وناتشو فيرنانديز للإصابة. ولجأ الفرنسي زين الدين زيدان لخيار الاعتماد على الشاب خيسوس باييخو العائد لتوه من الإصابة والذي يخوض أول اختبار له مع الفريق في ‘التشامبيونز’، إلى جانب الفرنسي رافائيل فاران.

ولكن افتقد الفريق في هذا المركز تحديدا لشخصية راموس القيادية في الشد من أزر زملائه، لاسيما في الدقائق الحرجة، وهو ما لم يتمكن الثنائي من تعويضه، ليظهر دفاع الفريق مهلهلا ومهددا في كل هجمة خطيرة ليوفنتوس، ظهر هذا جليا في الأهداف الثلاثة.

كما أن مشاركة مارسيلو في الجانب الهجومي دائما ما كانت تخلق مشاكل للفريق من خلال المساحات خلفه، مع العلم أن الأهداف الثلاثة جاءت من ناحيته اليسرى، بينما لم يكن الحال أفضل في الجانب الآخر من الملعب حيث فشل داني كارباخال في القيام بالتغطية العكسية بشكل جيد في لقطة الهدف الثاني لماندزوكيتش.

3- مباراة للنسيان لكيلور نافاس:

إذا ما كان هناك لاعب في صفوف الفريق الملكي ليس لدية الرغبة في الاحتفال بتأهل الفريق لنصف النهائي، فهو الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس، الذي قدم واحدة من أسوأ مبارياته أمام يوفنتوس، حيث تسبب في الهدفين الثاني والثالث للفريق الإيطالي.

ففي لقطة الهدف الثاني كان بإمكان الحارس الدولي أن يمسك برأسية ماندوزكيتش لاسيما وأنها كانت في زاويته إلا أن رد فعله البطيء وسوء تمركزه لم يمنحاه الفرصة للإمساك بكرة تعتبر في متناول حارس بقيمة فريق مثل ريال مدريد.

نفس الأمر تكرر في الهدف الثالث السهل، إثر عرضية في المتناول من دوجلاس كوستا خرج لها نافس للإمساك بها ولكنه لم يتحكم بالكرة لتفلت من يده ويقتنصها بليز ماتويدي ويسجل هدف معادلة نتيجة مباراة الذهاب، وكاد أن يتسبب في إقصاء الفريق من البطولة لولا ركلة جزاء رونالدو المسجلة في الوقت المحتسب بدلا من الضائع.

ولعل هذا الأداء المتذبذب لنافاس، لاسيما في المواجهات الكبرى، هو ما يفسر الشائعات المستمرة برغبة إدارة النادي في استقدام حارس من العيار الثقيل لحماية عرين الفريق.

4- الاعتراف بالخطأ وتداركه سريعا:

جانب الفرنسي زين الدين زيدان الصواب في التشكيل الذي بدأ به المباراة وهو ما كلفه التأخر بهدفين في الشوط الأول، قبل أن يتدارك الخطأ في الشوط الثاني.

ويكمن خطأ زيدان تحديدا في الدفع بالويلزي جاريث بيل منذ البداية والمعروف بعدم قدرته على أداء الواجبات الدفاعية بشكل كبير لتدعيم الظهيرين، قبل أن يدرك سريعا أين يكمن الخلل في الفريق ويدفع بالثنائي الشاب لوكاس فاسكيز وماركو أسينسيو القادرين بالتأكيد على أداء الجانبين الهجومي والدفاعي دون أي مشاكل.

وأعاد هذان التغييران الاتزان الدفاعي للميرينجي، وهو ما وضح في عدم ظهور خطورة واضحة لـ”البيانكونيري” في الشوط الثاني باستثناء لقطة الهدف الثالث الذي جاء من خطأ فردي لنافاس.

5- ركلة جزاء لوكاس وكريستيانو رونالدو المنقذ:

مع اقتراب عقارب الساعة من النهاية، بدا في الأفق أن المباراة في طريقها لشوطين إضافيين، بدأ دور جماهير “سانتياجو برنابيو” في الظهور، فضلا عن كبرياء اللاعبين الذي ساهم في الانتفاض خلال الدقائق الأخيرة التي ضغط فيها الفريق بقوة وأسفر عن احتساب ركلة جزاء إثر مخالفة من مهدي بنعطية ضد لوكاس فاسكيز.

وهنا ظهر رونالدو المنقذ كعادته وبرودة أعصاب يحسد عليها رغم التوقف لمدة دقائق قبل تسديد ركلة الجزاء بسبب اعتراض لاعبي يوفنتوس عليها، إلا أن كل هذا لم يأخذ من تفكيره سوى لحظات انتهت بمجرد استعداده لتسديد الركلة بنجاح في الشباك والإعلان عن هدف تأهل الفريق للمرة الثامنة على التوالي في المربع الذهبي.

 


توووفه

وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى