سيميوني وحرسه الإمبراطوري على أعتاب إنجاز تاريخي أخر لأتلتيكو مدريد 

 

 

 (د ب أ)-توووفه

 

يعتبر فريق أتلتيكو مدريد الإسباني أحد الفرق التي تدور في فلك البطل الواحد، وهنا يقوم بهذا الدور المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني، ولكنه ورغم ذلك نجح خلال السنوات الماضية بإحاطة نفسه بما يشبه “الحرس الملكي أو الإمبراطوري” ويسعى في الوقت الراهن إلى التتويج بلقب قاري جديد ليستمر في إضافة المزيد من المجد للنادي المدريدي.

وكان أتلتيكو مدريد قبل وقت ليس بالطويل لديه تاريخ كبير يفوق إنجازاته في الحاضر، ولكن تولي سيميوني مسؤوليته الفنية في كانون أول/ديسمبر 2011 شكل حدا فاصلا في مسيرة هذا الفريق الذي تحول من كيان اعتاد على السقوط إلى أخر لا يسعى إلا إلى الانتصارات.

وكان نهائي بطولة الدوري الأوروبي في بوخارست في 2012 هي نقطة الانطلاق الحقيقية لهذا الفريق عندما فاز 3 / صفر على أتلتيك بيلباو الذي كان يقوده المدرب الأرجنتيني مارسيلو بيلسا.

والآن وعلى أبواب نهائي أخر في ثاني أهم البطولات القارية للأندية، هناك خمسة لاعبين يحملون على كاهلهم مسؤولية تحقيق إنجاز جديد لأتلتيكو مدريد وهم: دييجو جودين وجابي وكوكي وفليبي لويس وخوانفران.

وقد يكون خوانفران هو اللاعب الوحيد من بين هذا الخماسي المذكور الذي قد يغيب عن التشكيلة الأساسية لأتلتيكو مدريد في مباراته المرتقبة غدا الأربعاء أمام أولمبيك مارسيليا في نهائي بطولة الدوري الأوروبي 2018.

وقال سيميوني في الأسبوع الماضي: “نعمل هنا منذ ست سنوات وتمكنا من الحفاظ على الاحترام بفضل المجهود المبذول في مثل هذه المحافل، في رأيي بالنسبة لي كمدرب أرى تحقق ذلك بفضل حسن الطالع، لا يحظى به الجميع عندما يكون عليهم اتخاذ قرارات بشكل مستمر، أنا ممتن للاعبين الذين رافقونا”.

وأرسى المدرب الأرجنتيني نظاما صارما داخل أتلتيكو مدريد، وبات الجميع يدور في فلكه ولا يخرجون عن المسار الذي رسمه لهم، فمن تسول له نفسه القيام بشيء مغاير يجد نفسه عادة خارج جدران النادي.

ويعد جودين هو امتداد سيميوني داخل الملعب، فهو الرجل الذي يثق به المدرب الأرجنتيني بجانب جابي، فكلاهما يضطلعان بمهمة تنفيذ خطة محددة، وخلال الكثير من الأحيان يتعدى دورهما إلى مهمة قراءة مجريات المباريات والتصرف حيال ذلك بشخصية قوية.

وفليبي لويس هو الأخر أحد اللاعبين الكبار المفضلين لسيميوني، وربما لا يصل إلى نهائي الغد وهو في كامل لياقته البدنية، حيث أنه تعافى لتوه من إصابة ألمت به في وقت سابق، ولكنه يمثل بالنسبة لمدربه قيمة كبيرة نظرا لخبرته العريضة في المباريات النهائية.

وعلى جانب موازي هناك كوكي أيضا أحد اللاعبين الذين شهدوا نهائي بوخارست رغم أنه شارك فيه في الوقت بدل الضائع.

وكان اللاعب الإسباني آنذاك أحد الوجوه الجديدة الصاعدة التي تحولت مع مرور الوقت إلى قيمة كبيرة في عالم كرة القدم وهو لاعب أخر يشبه سيميوني في شغفه بالصرامة التكتيكية، التي يفضلها عن الارتجال.

ويشكل كوكي سلاحا إضافيا بالنسبة لأتلتيكو مدريد في مباراة الغد كونه يستطيع أن يشغل أي مركز في منتصف الملعب.

ويعتبر خوانفران هو اللاعب الوحيد من بين هذا “الحرس الإمبراطوري” الذي فقد في الموسم الأخير جزءا كبيرا من أهميته بالنسبة لسيميوني، حيث تنازل عن مكانه في التشكيلة الأساسية لأتلتيكو مدريد لصالح الكرواتي شيمي فرساليكو.

ورغم ذلك، يعد خوانفران/33 عاما/ لاعبا مثاليا لسيميوني داخل غرفة خلع الملابس فهو أحد اللاعبين الذين يتميزون بإعمال العقل في كل المواقف.

وقال خوانفران، الذي مدد تعاقده لعام إضافي مع أتلتيكو مدريد نزولا على رغبة سيميوني: “سأمنح كل ما في قلبي، المدرب يعرف أنني سأبذل حياتي”.

وكلمات الظهير الإسباني المخضرم هي مثال صارخ على ما صاغه سيميوني داخل أتلتيكو مدريد: فريق صلب يعتمد في ذلك على مجهوده وعلى أفكار مدربه ولاعبين يسخرون مهاراتهم الفردية لخدمة الفريق ككل، وهاهم الآن وبفضل ذلك على أعتاب نهائي قاري جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى