اعترافات بلاتيني .. ولعبة الكرات الساخنة والباردة

 

 

توووفه –  حسام نصر

 

فضيحة كروية جديدة فجرها الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الفرنسي ميشيل بلاتيني، بعدما اعترف قبل أيام قليلة بالتلاعب في قرعة مونديال 1998، الذي استضافته بلاده وكان رئيس لجنته المنظمة، لتحديد مصير المباراة النهائية آنذاك.

وجاءت تصريحات بلاتيني خلال لقاء مع محطة إذاعية فرنسية، أقر خلاله بأن اللجنة المنظمة لكأس العالم 1998 قامت بحيلة وصفها بالصغيرة تهدف إلى منع التقاء منتخب البلد المستضيف فرنسا، وحامل اللقب، آنذاك، منتخب البرازيل خلال البطولة إلا في النهائي فقط.


بلاتيني يعترف بالتلاعب في قرعة كأس العالم 1998

وعلى الرغم من أن فرنسا والبرازيل كان المفترض أن يقعا في المجموعات بشكل عشوائي، إلا أن اللجنة قامت بتحديد مسار المنتخبين في دور المجموعات.

وبالفعل نجح المنتخبان في استكمال مشوارهما حتى النهائي الشهير، ليحقق منتخب الديوك الفرنسية أول ألقابه بالمونديال على حساب السيليساو بثلاثية نظيفة.

ولم ينس بلاتيني بالطبع أن يلتمس لنفسه العذر الذي بدا أقبح من الذنب، عندما أكد خلال اللقاء ذاته، أن دولا أخرى نظمت المونديال فعلت الأمر نفسه، وهو ما يشير إلى أن توجيه قرعة البطولات الكبرى تبدو ممارسة طبيعية وعملية منظمة بشكل أو بآخر، وهو ما يفسر ظهور تقارير صحفية في الأرجنتين بعد قرعة مونديال البرازيل قبل أربعة أعوام، تحدثت عن أن المراسلين الصحفيين تم إخبارهم بهوية المجموعة التي وقع فيها منتخب رفاق ميسي قبل إجراء القرعة.

وجاء اعتراف بلاتيني، الموقوف عن مزاولة أي نشاط رياضي لمدة أربع سنوات بسبب قضايا فساد، ليفتح أبوابا من التساؤلات تتعلق بنزاهة البطولات العالمية بصفة عامة، والأوروبية بشكل خاص في السنوات الأخيرة، مع انتشار تصريحات وتقارير إعلامية عديدة تؤكد أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” دائما ما استخدم طرقا مختلفة للتحايل في قرعة بطولاته لتحديد مسار الفرق والألقاب.

ولا يمثل اعتراف بلاتيني وحده، مؤشرا على منهجية التلاعب بقرعة البطولات الكبرى، بل أن جوزيف بلاتر الرئيس السابق للاتحاد الدولي “الفيفا”، ورأس الفساد الكروي في نظر الكثير والموقوف أيضا بسبب تحويلات مالية مشبوهة لبلاتيني تحديدا، كان قد أكد سابقا أن قرعة البطولات الأوروبية تم التلاعب بها من خلال الكرات الباردة والساخنة، لكنه حاول مرارا إبعاد التهمة عن بطولات الفيفا.

ولدى سؤاله من قبل صحيفة “لا ناسيون” الأرجنتينية بشأن المجموعة السهلة التي وقعت فيها الأرجنتين في مونديال البرازيل 2014، قال بلاتر إن “أي قرعة جرت في عهده كانت نزيهة من البداية وحتى النهاية”، لكنه يعرف “قرعة بطولات أخرى جرى التلاعب بها”.

وأوضح “بالتأكيد يمكن وضع علامة على الكرة، تسخين الكرات أو تبريدها”.

وقال “هذا لا يوجد في الفيفا، لكني شاهدت قرعة بطولات على المستوى الأوروبي حدث بها تلاعب، لكن ذلك لم يحدث أبدا في الفيفا، يمكن حدوث ذلك بالتأكيد ولكن في عهدي لم يحدث أبدا”.

تصريحات بلاتر يمكن أن تؤكدها واقعة غريبة حدثت مطلع الشهر الجاري، حينما أعلن الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” تتويج ليفربول الإنجليزي بلقب دوري أبطال أوروبا قبل أكثر من 20 يوما على المباراة النهائية، وهو الأمر الذي أكدته وسائل إعلام عالمية تحققت من الأمر.

وفي صفحة الفائز بلقب دوري أبطال أوروبا لموسم 2017/2018، وضع الموقع الرسمي لليويفا شعار ليفربول، وتحته كلمة “الفائز”، قبل أن يتم حذف الصورة من الموقع، وهو الأمر الذي أثار سيلا من التعليقات بشأن مدى مصداقية هذه البطولة، فيما ذكر آخرون أن الأمر يتعلق بخطأ تقني بسيط لا غير.

وفي وقت سابق، انتشرت صورة مثيرة للجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تفيد بأن فريق روما الإيطالي نشر عبر موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت عرض شراء تذاكر مباراة إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ليفربول الإنجليزي، قبل يوم من موعد القرعة الرسمية لنصف النهائي، غير أن الواقعة لم يتم التأكد من صحتها.

وكانت السنوات الأخيرة قد شهدت لغطا كبيرا بشأن استخدام الكرات الساخنة والباردة للتلاعب في قرعة “الشامبيونزليج” واختيار منافسين بعينهم لبعض الفرق، ودائما ما اتٌهم ريال مدريد تحديدا، المتربع على عرش البطولة برصيد 12 لقبا، بأن الاتحاد الأوروبي يحاول مساعدته من خلال توجيه القرعة لتجنيبه كبار القارة العجوز.

غير أن هذا الطرح تم دحره على الأقل هذا الموسم، بعدما واجه الفريق الملكي، معظم أبطال الدوريات الكبرى في أوروبا بدءا من باريس سان جيرمان الفرنسي في دور الستة عشر، مرورا بيوفنتوس الإيطالي في ربع النهائي، وصولا إلى العملاق البافاري بايرن ميونخ في المربع الذهبي.

فهل تفتح اعترافات بلاتيني بالتلاعب في قرعة المونديال، وما تم الكشف عنه من فضائح في بطولات أخرى الباب أمام الفيفا واليويفا لإجراء تحقيق شفاف حول عدالة إجراءاتهما؟ خاصة وأن الاعتراف سيد الأدلة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى