حكيم شاكر والسويق .. كثير من الحب وقليل من الثقة

 

 

توووفه – وليـد العبـري

 

اسم حكيم شاكر دُون في سجلات الكرة العمانية ليضاف للمدربين العراقيين المؤثرين في تاريخ أندية كرة القدم بالسلطنة وهو يضاف للراحل ناطق هاشم ومظفر جبار وثائر عدنان وغيرها من الأسماء التي قدمت من بلاد الرافدين. حكيم لمع اسمه لموسمين؛ فكأس جلالة السلطان قابوس في موسم 2016-2017 هو قائد عملياتها ودوري هذا الموسم مع أصفر الباطنـة هو من سيسجل باسمه، رغم أن العمل والتأسيس قام به الروماني بلاتشي، شاكر يختلف ربما عن المدربين السابقين العراقيين في تاريخ الدوري المحلي بسبب قيمة الإنجازات التي حققها مع المنتخبات العراقية بمختلف مراحلها وهو ما يجعله قيمة كبيرة جدا للدوري المحلي.

انتدبه السويق في بداية نوفمبرمن عام 2016 بعد أن كانت سفينة الأصفر في موسم 2016-2017 على وشك الغرق في غياهب الهبوط ليحل مكان المغربي عبدالرزاق خيري الذي أثار الجدل وصدق حكيم شاكر الوعـد حيث تمكن من مساعدة الفريق من أجل الوقوف مجددا على قدميه وتجاوز أزمة الهبوط وكان قريبا في فترة من الفترات من ملامسة فرق القمـة وتوج موسمه الأول بلقب أغلى وغادر في ملابسات لم تُكشف آنذاك.

الحكيم العراقي بالرغم من أنه كان بعيدا عن دكة السويق في بداية هذا الموسم لكنه كان قريبا جدا من قلوب “السويقاويين” من خلال تبادله الدائم لرسائل الود عبر وسيلة التواصل الإجتماعي “تويتر” فقد كان أكثر المتحمسين للفريق لمواصلة نتائجه القوية هذا الموسم وحينما بدأ الفريق في التقهقر أيضا كان حكيم شاكر في طليعة من أخذوا بيد الأصفر من خلال التحفيز المستمر والإشادة بجهود إدارته الحاليـة التي عمل معها في الموسم الفائت ولحظة السقوط الكبير للأصفر وغروب شمس الروماني بيلاتشي كان حكيم ينتظر عند الباب لأخذ المشعل.

 

حكيم شاكر عاد للسويق مجددا في نهاية مارس الماضي والبداية كانت مع تعثر متوقع في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي أمام المالكية البحريني بهدفين مقابل هدف وحيد وهي الخسارة الخامسة تواليا والمباراة آنذاك لم تكن تشكل أي أهمية لأصفر الباطنة بعد أن فقد حظوظه كليا تبعها بخسارة أخرى في العراق أمام القوة الجوية بهدفين، بعد ذلك بدأ قطار السويق في السير بثبات وقاد الحكيم العراقي الفريق نحو استعادة توازنه أولا وبعد ذلك تمكن من التشبث ببطولة الدوري محققا أربعة انتصارات متتالية على حساب المضيبي والشباب وقطبي محافظة ظفار الزعيم والنصر، ثم التعادل مع النهضـة وبعد ذلك عاد الأصفر لممارسة هوايته في تمزيق شباك منافسيه والبداية كانت مع مسقط ثم الإطاحة بالسلام والتي كانت بمثابة تأكيد أحقية السويق بلقب الدوري للمرة الرابعة في تاريخه، وكان السقوط فيما بعد أمام مرباط غير مؤثر واستعاد التوازن فيما بعد من خلال ثلاثية نظيفة بمرمى العروبة وهذه كلها أرقام تؤكد قيمة العمل الذي قدمه المدرب العراقي في فترة زمينة وجيزة فقط وهذا يثبت نظرية أن ابن الرافدين كان يعلم جيدا أن السويق يعاني من أوجاع ووحده من كان يمتلك العلاج.

 

بعد أن يطوي الموسم صفحته في الثالث من شهر يونيو القـادم يقفز سؤال مهم الأذهان وهو كيف ستكون الأمور؟ هل سنرى سيناريو الموسم الماضي يتكرر أيضا بعد أن اكتفى السويق برسالـة شكر وتقدير للمدرب وأسقط ورقة “الثقـة” من خلال الاتجاه لمدرب أجنبي آخر وهو الروماني إيلي بلاتشي؟  سؤال يطرح نفسه بقوة رغم أن هناك هذه المرة عدة اعتبارات ستوضع أو “وضعت” أصلا في الحسبان.

حكيم شاكر لم يخف لـ “توووفه”  عتاب “المحبة” للقلعة الصفراء في نهاية الموسم الماضي حينما توجهت له بسؤال ظل الجميع يطلب وينتظر إجابته بالحوار الذي نشرته الصحيفة في الثامن من إبريل الماضي .. هل أنت راضٍ عن طريقة خروجك الموسم الماضي من الفريق والعودة أيضا؟ . إذ رد العراقي: سأكون صريحا معكم فأنا لحد الآن أجهل سبب عدم استمراري مع الفريق للموسم الثاني على التوالي ولكن هناك أمر مهم فأنا مدرب محترف وعلي التعامل مع كل المتغيرات باحترافية وكانت لدى مجلس الإدارة رؤية خاصة بضرورة التعاقد مع مدرب أجنبي وهذا ما حدث، ولكن حينما عُرض علي العودة وافقت وتفاجأت كثيرا بالحفاوة التي وجدتها من قبل مجلس إدارة النادي والجماهير”.

ما يتضح جليا أن هناك غصة يحملها حكيم شاكر حيال نهاية الموسم الماضي والتي توجت بأغلى كأس فكيف ستكون النهاية هذا الموسم والتي ستكون بتتويج بلقب رابع للدوري ؟ .. هل بكثير من الحب والثقة أم بكثير من هذا وقليل من ذاك ؟ .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى