ذهب لن يفقد بريقه أبدا.. بوفون  أسطورة “كرارا” الخالدة

 


توووفه-خالد الحارثي 

كرارا..تعد هذه المدينة من أهم مراكز إنتاج الرخام في إيطاليا ويعرف هذا النوع من الرخام باسم رخام كرارا، وهو رخام أبيض اكتسب شهرته بلونه الأبيض النقي ويتم استخراجه من جبال الألب القريبة
كذلك يوجد هناك حارس أسطوري ظهر بين حنايا الرخام! أعجوبة إيطاليا والعالم..

بوفون ولد بكرارا بتاريخ 28 يناير 1978، وفي عمر الـ13 عاماً التحق بوفون بأكاديمية بارما العريق، وهناك بدأ لعب كرة القدم في مركز خط الوسط، قبل أن يتحول للعب في حراسة المرمى،  وبوفون أغلى حارس في التاريخ بصفقة بلغت 52 مليون بعد تألقه في بارما من عام 1995 حتى 2001، وتميز في تلك الفترة وأثبت أنه قادم بكل اقتدار إلى الخشبات الثلاث،ليسطر بعدها اسمه ضمن أعرق الحراس في العالم وأفضلهم.

وهنا نستذكر جلياً نقطة تحول حارسنا الدولي العماني المحترف علي الحبسي من مركز الهجوم إلى مركز الحراسة في بدايته، وقد وصف الحبسي بوفون بأنه حالة استثنائية وأسطورية في تاريخ حراسة المرمى عبر التاريخ داخل الملعب وخارجه وطريقة تعامله مع الجماهير وثبات مستواه في المستطيل الأخضر جعلت منه مدرسة خاصة تدرس في هذا المجال.

وقال الحبسي عنه: “جماهير يوفنتوس لن تنسى وفاء هذا الحارس الذي رفض كل الإغراءات التي انهالت عليه لحظة تهبيط الفريق الإيطالي للدرجة الثانية وفضل الوفاء للأبيض والأسود والبقاء بين صفوفه ليصنع معه بعد ذلك تاريخا جديدا يضاف للإنجازات الشخصية والجماعية السابقة للحارس”.

وأضاف: “يحسب للحارس تألقه في المواعيد المهمة سواءً في الدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا ومع المنتخب الإيطالي وهو يترك فريقه في قمة عطائه بعد أن عاش سنوات طويلة بحلوها ومرها مع السيدة العجوز”.

 

آخر سطر.. 

وسط تصفيق حار ودموع في ملعب اليوفنتوس، ومع آخر سكوديتو يحمله وهو الرقم القياسي للاعب بالدوري الإيطالي بمجموع 11لقبا، تنتهي مسيرة هذه الأسطورة الكروية بعد شارك في 639 مباراة محلياً في الدوري الإيطالي، وهو صاحب أطول دقائق بشباك نظيفة بمعدل 974 دقيقة محليا،  ولعب أوروبياً في دوري الأبطال مع يوفنتوس 115 مباراة.

بوفون (الرخام الأبيض) الذي أبدع وتميز، قائد سرق أغلب قلوب العالم والعاشقين والمحبين والمتابعين للمستديرة، إن أمر وداعه شيء صعب جداً أن يحصل خاصة على  يوفنتوس بعد 17 موسما قضاها معه، فكيف سيكون الحال بعده؟

مواقف وإنجازات..

بوفون كلاعب مر على كثير من المواقف خلال مسيرته الكروية، وتعكس أصعب المواقف المعدن الأصيل لهذا اللاعب والتزامه بمبدأ الصبر والوفاء. وحين هبط نادي يوفنتوس تساءل الناس كيف لحارس يتميز في كأس العالم يرضى أن يلعب في الدرجة الثانية؟ وقد قال: “حتى لو عاد بي الزمن سأكرر ذلك”. ثمة من تضحيات.. بوفون كان قادراً على الانتقال لأي نادٍ في العالم رغم ذلك بقى وفياً لليوفنتوس!

إنجازات بوفون كبيرة خلال مسيرته لأن الذهب لا يرضى إلا بالذهب فاز جيجي بلقب الدوري الإيطالي 11 مرة، وحمل لقب الكأس في أربع مناسبات وحمل السوبر الإيطالي في خمس مناسبات ودولياً حقق كأس العالم. ومع بارما حقق كأس إيطاليا  والسوبر الإيطالي والدوري الأوروبي كذلك.

و في آخر المطاف فإنّ بوفون إنسانٌ رائع ..
هو رمزٌ للروعة ولجمال الأخلاق
إنسان عالي الهمة ..
هو قفاز الحراسة لمبادئ تحقيق الانتصار
فهل خالطنا الشك في ذلك؟!
وهل .. لا زلنا مقتنعين بأن القفاز هو الذي سَقط فحسب؟!!
بوفون أكبر من ذلك بكثير!!
والقصة أعمق بمراحل
انظروا إلى القصة من جديد ..
هذا ما نريده نحن
إنسانٌ مجاهد لأبعد الحدود
مسكونٌ بالحدود
لا ليعود ..
بل ليظل رمزًا بأن الطموح يحققه العمل الجادّ
والأحلام تضيء في زوايا الطريق
ونحن من يمضي لها
لنحملها على عاتقنا
فتلك مسؤولية استلهمناها من قصة بوفون
شكرًا (بوفون) .. قفاز اليوفنتوس الخالد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى