حلم المونديال تبدد للأسود الثلاثـة .. ماذا عن المستقبل ؟

 


 

 (د ب أ)-توووفه

 

بدأ المنتخب الإنجليزي يجني ثمار استقرار الأجهزة الفنية وتحول جاريث ساوثجيت من قطاعات الناشئين إلى منصب الرجل الأول.

ونجح منتخب الأسود الثلاثة في التأهل إلى المربع الذهبي لمونديال روسيا في عام استثنائي لمنتخبات الشباب في البلاد حيث فازت إنجلترا بكأس العالم للشباب تحت 20 عاما وكأس أوروبا للناشئين تحت 17 و19 عاما.

ساوثجيت الذي قاد حركة التطوير وتولى تدريب منتخب الشباب تحت 21 عاما، كان على رأس حملة اطلقت في 2014 لإحداث ثورة كروية في البلاد تحت شعار “الحمض النووي الإنجليزي”.

الركن الأساسي لهذا النظام يتضمن تقديم هوية للمنتخبات الوطنية وتبني طريقة لعب محددة وفلسفة عامة للجميع.

وقال مات كروكر رئيس تطوير اللاعبين والمدربين باتحاد الكرة الإنجليزي أن القاعدة الأساسية “الحمض النووي الإنجليزي” تتضمن ستة بنود أساسية لتسهيل نشر الفلسفة بين اللاعبين.

وأضاف كروكر “هناك اتساق بين فرقنا واللاعبون أصبحوا أكثر ثقة لدى تحولهم للمنتخب الأول، أعتقد أن لدينا فريق أكثر ترابط من أي وقت مضى”.

وتبنى ساوثجيت روح التغيير في كأس العالم على مستوى اللاعبين وطريقة اللعب.

وقال ساوثجيت بعد الهزيمة أمام كرواتيا 1 /2 في المربع الذهبي لكأس العالم الليلة الماضية “التقدم الذي أحرزناه على مستوى الأداء والعمل الجماعي بات واضحا”.

وأشار “الفريق قليل الخبرة عليه أن يمر ببعض الأشياء لكي يصبح أفضل، لكي يصبح فريقا قادر على الفوز، وحواجز عليك أن تعبرها، لقد تجاوزنا الكثير من تلك الحواجز”.

وأوضح “منتخب إنجلترا يرغب في أن يصبح الفريق الذي يتجاوز دور الثمانية والدور قبل النهائي والمباراة النهائية، لقد أثبتنا لأنفسنا ولبلادنا أنه هذا الأمر يمكننا تحقيقه، سيكون هناك مؤشرات جديدة ومستوى للتوقعات ، الكثير من لاعبينا وصلوا للساحة الدولية في سن صغير”.

ويقتسم المنتخب الإنجليزي مع نظيره الفرنسي المركز الثاني في قائمة الفرق الأصغر عمرا في المونديال.

قائمة ساوثجيت ضمت 11 لاعبا ممن شاركوا في يورو 2016، لكنه نجح في تحقيق نتائج غير متوقعة في روسيا.

وبجانب الفلسفة الجديدة، وضع المدرب هيكل فني جديد، قرارات صارمة تم اتخاذها بحق اللاعبين، حيث قرر ساوثجيت الاستغناء عن قائد فريقه في يورو 2016 والحارس جو هارت، واستبعد لاعبين مثل كريس سمالينج وجاك ويلشير، ولم يخش استدعاء لاعب لا يمتلك أي خبرة دولية مثل ترينت الكسندر ارنولد مدافع ليفربول البالغ من العمر 19 عاما.

وقال جوردان هندرسون لاعب وسط ليفربول “أكبر شيء أحضره ساوثجيت معه منذ اليوم الأول هو الهوية، والطريقة التي نود أن نظهر بها كفريق”.

وتابع “لقد أجرينا مناقشات في وقت مبكر حول موعد توليه منصب المدير الفني، وكنا على وفاق منذ البداية، أعتقد أن بإمكان الجميع مشاهدة روح العمل الجماعي داخل الملعب”.

واستفاد ساوثجيت من كون 15 لاعبا بفريقه يلعبون تحت قيادة مدربين أجانب في أنديتهم، مثل لاعبي مانشستر سيتي الذي يقوده المدرب الإسباني بيب جوارديولا ولاعبي توتنهام الذي يقوده الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو ولاعبي ليفربول الذي يقوده الألماني يورجن كلوب أو لاعبي مانشستر يونايتد الذي يقوده البرتغالي جوزيه مورينيو، كما شارك كل هؤلاء في دوري أبطال أوروبا.

ولكن جزء كبير من النضج الذي وصل له ساوثجيت يعود إلى تجربته كمراقب للمدربين بجانب عمله في مجال تدريب وتطوير اللاعبين.

وقال ساوثجيت “لقد شاركت في كل الخطط ، منذ فئة المراحل السنية، مشاهدة النجاح الذي حققته الفرق الصغيرة بمثابة جائزة هائلة”.

خروج منتخب إنجلترا من يورو 2016 على يد ايسلندا في مثل أهمية الخسارة أمام كرواتيا.

وأشار ساوثجيت “هناك الكثير من اللاعبين الشباب شاركوا مع الفريق قبل عامين تعرضوا لخيبة أمل هائلة، لكننا تخطينا ذلك وحاولنا أن نتحلى بالإيجابية والنظر إلى المستقبل”.

وختم مدرب إنجلترا بالقول “لكننا شعرنا بأنه من المهم أن نتعلم من تلك التجربة، ومعرفة الأسباب الحقيقية لما حدث، لقد مرت عشرة أعوام منذ أن فزنا بمباراة في الأدوار الاقصائية، لذا رأينا أن هناك الكثير من الجوانب التي تحتاج إلى تطوير”.

التجربة في مونديال روسيا ستضيف إلى الثقة المتزايدة في صفوف المنتخب الإنجليزي ومع نجاح قطاعات الناشئين والشباب فإن المستقبل يبدو مشرقا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى