ميركاتو برشلونة.. ما هو أهم من خطط إرنستو فالفيردي!

تحليل- أحمد مختار

 

“جمهور الريال هو جمهور متطلب كجمهور برشلونة وغيرهم، لكن الفرق أن جماهير البيرنابيو تطلب من اللاعبين تقديم كل شيء، لا يمكنهم تشجيع لاعب كسول لأن مرجهم هو خوانيتو، روح خوانيتو وكاماتشو هي ثقافة ريال مدريد، بينما برشلونة يعتمد ثقافة كرويف والتي تتركز حول الدوران، التمركز، فهم اللعبة وأن لا تخسر الكرة”.

برشلونة أكثر تعقيدا، أكثر نادي متطلب في العالم، مدريد لا يمتلكون نفس نوعية كرة القدم الأنيقة، إذا قام مدافعهم بتشتيت الكرة في المدرجات، من الممكن أن يمر الأمر دون ضجيج. و لكن في كامب نو إذا فعلت ذلك ستسمع الجماهير تصفر ضدك، و ذا يحدث منذ زمن كرويف”.

يتحدث تشافي هيرنانديز في حوار سابق مع صحيفة البايس الإسبانية، ليشرح بإيجاز شديد قيمة اللمحة الفنية بالنسبة لجمهور البارسا، وهذا ما غاب عن النادي بالسنوات الأخيرة، ليس بسبب رحيل نيمار أو غيره، ولكن لقلة سطوة خط الوسط، وغياب فعاليته في التحكم بالمباريات، لينخفض أداء الفريق ككل في الخطوط كافة.

فقد برشلونة رونقه في بعض المباريات الكبيرة، نتيجة انخفاض مستوى خط وسطه، وعدم قدرته على الخروج بالكرة تحت الضغط، مع انتهاء مصطلح الشمولية برحيل تشافي هيرنانديز، واكتفاء كل لاعب بوظيفة محددة قائمة على التخصص، بوسكيتس أمام الدفاع، راكيتتش يقوم بالتغطية، وإنييستا ثم كوتينيو للزيادة الهجومية، لكن من دون المركز 6 الذي يعرف تكتيكيا باسم “La Pausa” أي اللاعب القادر على التحكم في نسق المباريات، وتقليل أو تسريع اللعب وفق حاجة الفريق ورغبة المدرب.

لا يزال فالفيردي في حاجة ماسة إلى لاعب وسط إضافي، حتى بعد قدوم آرثور ميلو، لاعب يمكن توظيفه كارتكاز مساند بجوار بوسكيتس، وفي نفس الوقت حول الدائرة، على مقربة من الارتكاز الدفاعي، وخلف الوسط الهجومي الثالث. وفي حالة تكفل كوتينيو بالشق الهجومي في المنتصف، فإن البارسا يجب أن يدافع بالكرة لا من دونها، لذلك فهو يحتاج إلى إعطاء الثقة لآرثور، الذي يريد وقت أطول للتكيف مع أجواء الليغا وأوروبا، وفي نفس الوقت الكرواتي راكيتتش قوي في التغطية، وضعيف للغاية في الصناعة والتمرير بين الخطوط.

نتيجة لهذه المعطيات المهمة، ترتبط عودة كرة برشلونة الجميلة بإضافة لاعب وسط من طينة تشافي هيرنانديز، الحلقة المفقودة منذ سنوات، والقطعة الأهم من ديمبلي، كوتينيو، مالكوم، وحتى إنييستا نفسه. ولا يوجد أفضل من بيانيتش أو تياجو ألكانترا، لأنهما من الارتكازات الصريحة، ربما أكثر وضوحا من رابيو لاعب باريس على سبيل المثال، الذي يميل للمركز 8 كلاعب وسط ثالث، وليس وسط متكامل كنجم يوفنتوس ولاعب بايرن.

لنترك الخيال قليلا ونركز على الواقع الملموس، بعد تعاقد برشلونة الرسمي مع مالكوم، لاعب بوردو وهدف روما، ووجود مفاوضات قوية مع بعض الأسماء الأخرى، خصوصا دي يونج أياكس أو رابيو باريس سان جيرمان. وإذا حاولنا توقع خطة فالفيردي بالموسم القادم، لن نبتعد كثيرا عن خطتي 4-2-3-1 و 4-3-3 غير المتماثلة، الرسم الذي حاول الاعتماد عليه عند قدومه، لكن انخفاض مستوى سواريز وإصابة ديمبلي، مع بعض العوامل الأخرى التي أجبرته على التحول إلى 4-4-2.

4-3-3  غير المتماثلة تعني وجود جناح على خط واحد، وعدم وجود جناح على الخط الثاني، بمعنى اللعب بديمبلي أو مالكوم على اليمين، مع دخول ميسي في العمق، وملأ الفراغ الهجومي يسارا، إما بتحول سواريز لليسار، أو صعود كوتينيو من الوسط إلى الطرف، بالتبادل مع انطلاقات ألبا على الخط، لذلك تعرف هذه الخطة بأنها غير متماثلة، لكن سوء لمسة سواريز الأولى، وعدم قدرته على شغل مركز الجناح، ستجبر الجهاز الفني على التحول إلى 4-4-2 من دون الكرة، بتواجد سواريز وميسي بالأمام، وتمركز كوتينيو وواحد من مالكوم أو ديمبلي على الأطراف.

تبقى مشاكل 4-4-2 أو 4-2-3-1 حاضرة، فالبارسا سيعاني كثيرا تحت الضغط، وسيفشل راكيتتش في الخروج بالهجمة، مع التأثر بلعبة التحولات التي تبرز مشكلة بوسكيتس الوحيدة، بالدفاع الضعيف من دون الكرة أثناء المرتدات، بالإضافة لعدم قدرة كوتينيو على الركض المستمر عبر نصفي الملعب دفاعا وهجوما.

سواريز لا يمس في برشلونة، لكنه يقدم مستوى متباينا من فترة لأخرى، أحيانا يعمل بشكل جيد، وأوقات أخرى تجده خارج المنظومة، مع انخفاض مردوده بوضوح في مباريات الشامبيونزليج، وسوء لمسته الأولى، وقلة حركته نظرا لزيادة وزنه وكبر سنه. ورغم أن فالفيردي سيفكر ألف مرة قبل استبعاده من التشكيلة الأساسية، إلا أن هذا الحل يجب أن يُطرح داخل مكاتب برشلونة الفنية، لأن المهاجم الدولي لا يدافع ولا يضغط مثل السابق، وميسي فقط مسموح له بهذه الرفاهية في كامب نو.

ماذا لو لعب ميسي كمهاجم وهمي؟ سؤال يعيدنا إلى حقبة جوارديولا، عند تمركز بيدرو على اليمين كنصف جناح ونصف وسط، ولعب دافيد فيا على اليسار كساعد هجومي. ومع امتلاك فالفيردي لكلا من مالكوم وديمبلي، فإن هذا الأمر ليس بالمحال، البرازيلي يمكنه التمركز على اليمين، والفرنسي يعود إلى اليسار كما كان يفعل رفقة دورتموند، مع الحفاظ على ثلاثي صريح بالمنتصف، بضم كوتينيو للداخل لتمركز جناح صريح مكانه على الخط الجانبي.

تسيطر خطة 4-4-2 دياموند على الأجواء التكتيكية، ولا يوجد فارق كبير بينهما وبين 4-3-3 على طريقة كرويف وجوارديولا، فالبارسا لعب سنوات طويلة بمهاجم “كروكي” على الورق فقط، ولاعب وسط رابع أمام ثلاثي الارتكاز، بعودة ميسي خطوات للخلف، على مقربة من كوتينيو، آرثور/راكيتتش، وبوسكيتس، وفتح الملعب بثنائي من الأجنحة، مع التأكيد على حقيقة واحدة، كل شيء سيكون أفضل، إذا تعاقد برشلونة مع لاعب وسط بالمركز 6!

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. ربما تتم حل معضلة المركز 6 بشيء بسيط أيضا كما كان مقترح مع باولينيو
    بما أن راكيتيتش ضعيف في الخروج بالكرة و قوي بالالتحامات ، لماذا لا يتم تقديم بوسكيتس مكان راكيتيتش في الخطة ال4-3-3 مؤقتا حتى يتأقلم أرثور ؟ ،بوسكيتس لديه القدرة على التحكم بالكرة و صناعة اللعب إذا أعطيت له الفرصة للتقدم أكثر بالمقابل إلزام راكيتيتش بالبقاء بالخلف مهما حدث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى