السويق والنصر… تعادل الخاسىرَيْن

تحليل- عمر الصالحي

في عالم كرة القدم جزئيات بسيطة كفيلة أن تحقق بها تفوقك على أرضية الملعب ولكن تبقى الأدوات ( اللاعبون ) الجزء الأهم في حسم نتيجة اللقاء. هنا التحليل الفني للقاء نادي السويق والنصر ضمن الجولة الثالثة من دوري عمانتل.

اعتمد الفريقان على نفس الرسم التكتيكي 4-2-3-1 باختلاف الأسلوب المتبع لكل فريق.

أُجبر نادي السويق على الاعتماد على إرسال كرات طويلة خلف مدافعي النصر لامتصاص اندفاعهم وتواجدهم في المناطق الأمامية وتقليل الضغط الحاصل في منتصف ملعب أصفر الباطنة، وشهدت المباراة منذ الدقيقة الثالثة أولى محاولات النصر بتسديدة أخرجها الحارس، وحاول السويق الرد باستغلال نقطة تفوقه “سرعه لاعبيه” في Counter Attack، ونجحت الفكرة في إبعاد التكتل الهجومي للنصر وتشكيل محاولات بسيطة للسويق في الشوط الأول ولكنها لم تنجح في هز الشباك.

في المقابل نادي النصر اعتمد على الزيادة العددية في منطقة الوسط واللعب ب ( Zonal Marking ) لمنع لاعبي السويق من التفوق في مرحلة البناء الخلفي، ولكن جودة إخراج الكرة كانت نقطة مميزة لدى لاعبي السويق ليحتدم الصراع على الكرة في وسط الملعب كثيراً.

وبعد محاولات عديدة من نادي النصر تمكن من استغلال كرة ركنية في الدقيقة “37” هي واحدة من كرات ركنية عديدة، وتسجيل الهدف الأول بعد خطأ من حارس السويق والمدافعين الذين فشلوا في الرقابة الفردية ( man to man ).

هدف التعديل المبكر للسويق في الدقيقة “49” كانت نقطة التحول الأولى التي استغلها مدرب الفريق علي الخنبشي جيداً لفرض إيقاعه في اللقاء بعد تغير الرسم التكتيكي إلى 4-4-2 بدخول المهاجم وليد السعدي بجانب محسن الغساني، ومحاولة توسيع عرض الملعب لاستغلال فارق السرعة التي كانت من مصلحته بوضع ياسين الشيادي في الرواق الأيمن ومازن السعدي في الرواق الأيسر، وتشكلت على أثرها العديد من الهجمات الخطرة توالياً، مع الاعتماد أيضا على التمرير المباشر لتجاوز الكثافة المفروضة من لاعبي النصر في وسط الملعب، وشكلت الكثير من الفرص السانحة كانت أبرزها  تسديدة وليد السعدي في الدقيقة”82″ وتسديدة محسن في الدقيقة “91” بفضل سرعة نقل الكرة.

أما النصر حاول جاهداً بتغييرات مدربه إعادة التوازن للقاء بتبديلات متتالية، كانت أبرزها دخول دانيل ايتور لاستغلال الفراغات المتروكة خلف الظهير الأيمن للسويق عمار الشيادي ودخول عمر المالكي بواجبات هجومية بحته للصناعة والزيادة العددية في مناطق السويق، ولم يتمكنوا سوى من تشكيل كرات خطرة قليله جداً أبرزها كرة الدقيقة “86” التي ذهبت بجوار القائم، وكانت آخر المحاولات إدخال الحبسي كورقة هجومية لاستغلال مهارة اللاعب الفردية، ولكن كل التغييرات لم تنجح بسبب افتقاد الفريق للجملة التكتيكية المناسبة لإيصال الكرة للمناطق الأمامية بجودة عالية، فلم تعدو تلك المحاولات عدا كونها مجرد اجتهادات فردية.

السويق خسر بالتعادل رغم تفوقه في الشوط الثاني وبعدما فرض أفضليته في جزئيات كبيرة كانت كفيلة بحسم اللقاء لصالحه، وكان إهداره الفرص المحققة هي السمة التي طغت على اللقاء، في الجانب الآخر نادي النصر تفوق في جزئيات أخرى بعيدة لم تساعده في فرض إيقاعه كالصراعات الهوائية والكثافة العددية في مناطق الوسط، وخسر معركة الثنائيات التي ذهبت للسويق وشكلت للأخير نقطة التفوق الأبرز في المباراة رغم التعادل بطعم الخسارة لكلا الطرفين في النهاية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى