موسم جاريث بيل

–  أ.د. حسني نصر

هل يكون هذا الموسم الكروي الأوروبي موسم النجم الويلزى المدريدي جاريث بيل؟ هذا هو السؤال الذي يفرض نفسه الآن، بعد البداية الرائعة للاعب الموهوب سواء مع ناديه الإسباني أو مع منتخب بلاده، علي صعيد التهديف وصناعة اللعب، والتي توجها بإحرازه عشرة أهداف في آخر تسع  مباريات آخرها  الهدف الثاني الرائع الذي سجله مساء أمس في مباراة بلاده الأولى في الدوري  الأوربي في مرمي منتخب جمهورية إيرلندا، والهدف الرابع الذي صنعه لزميله روبرتس، وهو ما يؤكد أن النجم الكبير قد يكون له شأن آخر هذا الموسم ليصل إلى مرحلة التتويج بالألقاب الفردية على غرار رونالدو وميسي.

جاريث بيل الذي كان علي وشك الرحيل من ريال مدريد العام الماضي بسبب كثرة إصاباته وابتعاده عن التشكيلة الأساسية  كثيرا، عاد ليؤكد قيمته العالية في نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي بإحرازه هدفي الفوز على ليفربول واختياره أفضل لاعب في المباراة رغم أنه لعب آخر 30 دقيقة فقط، ثم بدأ الموسم الجديد  بأفضل صورة، وسجل وصنع الأهداف في مباريات الريال الثلاثة الأولى.

في تقديري أن جاريث بيل إذا استمر علي هذا المستوى فمن المتوقع أن ينهي الموسم مرشحا لمختلف الجوائز الأوروبية والدولية كأفضل لاعب في أوروبا وربما  العالم. السر في مستوى بيل الحالي الذي يرشحه لاستعادة مكانته العالمية بين نجوم الصف الأول، يتمثل في رحيل رونالدو،  وهو نفس السر في عودة كريم بنزيما  إلى التهديف، فقد تحرر الاثنان من وجود رونالدو الذي كان يضغط عليهما كثيرا ويمنعهما من العمل لحسابهما الخاص، وبعد أن كانا يقومان بالعمل من أجل رونالدو وإتاحة كل فرص التسجيل له، أصبحا يعملان من أجل  الفريق كله، يساعدهم في ذلك صناع اللعب المهرة، الذين يخلقون فرص التهديف مثل اسينسيو ومارسيلو وايسكو ومودريتش وكروز وكاربخال.

استمرار بيل في مستواه المتميز هذا الموسم يتوقف على ابتعاده عن الإصابات، فاللاعب صاحب الـ29 عاما الذي انتقل من توتنهام الإنجليزي إلى الريال في  سبتمبر 2013 في صفقة كانت الأكبر وقتها، وفاقت صفقة انتقال رونالدو من مانشستر يونايتد، له تاريخ طويل ومؤلم مع الإصابات، حيث بدأ بإجراء جراحة في الركبة في يونيو 2009 منعته من اللعب لأكثر من شهرين، وكثرت إصاباته بعد انتقاله للريال، لدرجة أنه لم يستطع أن يكمل موسما واحدا دون إصابة ودون أن يغيب عن مباريات الفريق، ومع ذلك كان حاسما في المباريات التي لعبها، وأشهرها بالطبع مباراة نهائي كأس الملك مع الغريم التقليدي برشلونة في 2014 التي سجل فيها هدف الفوز الأسطوري، بالإضافة إلى نهائيات دوري أبطال أوروبا التي فاز بها الريال أربع مرات في آخر خمس مواسم، منها ثلاثة متتالية آخرها العام الماضي، وكان لبيل في كل منها نصيب من أهداف الفوز.

من المهم لمحبي كرة القدم أن يستمر جاريث بيل ورفاقه في التألق لتبقي المتعة حاضرة في الدوري الإسباني بعد رحيل رونالدو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى