بعد الصمت ..إلى أين المسير؟! 

كتب – خميس البلوشي

كان حراكاً  كبيراً – جماهيرياً وإعلاميا ً- ذلك الذي رافق ختام مشاركة السلطنة في دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في أندونيسيا وخرجنا منها بمشاركة فاشلة تحمل الرقم ( صفر) حيث لم نحقق أية ميدالية رغم  اختيار المنتخبات عبر لجنة مختصة .

وعادت البعثة تجر ذيول الخسائر والانكسار في الوقت الذي صمتت فيه الجهات المسؤولة عن الرياضة صمتاً غير مبرر يوحي للمتابعين بالرضا عما حدث وأقصد هنا وزارة الشؤون الرياضية واللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية ومعهم الأندية التي هي في الأساس الجمعيات العمومية للاتحادات.

هو في الحقيقة ليس بصمت الحكمة ولا صمت القوة ولا صمت الواثق ولا صمت المنتصر ولا صمت الترفع عن الرد بل هو صمت العاجز عن الاعتراف بالخطأ وصمت المتخوف الوجِل من المناقشة والجدل الْحَسَن الذي يمكن أن يضع النقاط على الحروف.

هذه الجهات الرياضية جميعها أصبحت في وضعية الصامت الذي ليس لديه ما يقوله أو يدافع عن وضعه وموقفه فانتهت كما هو واضح الحكاية والعتب الجماهيري والإعلامي من مبدأ أن الزمن كفيل بتجاوز كل الصعاب ونسيان مافات وكأننا لا نملك الرغبة في الاعتراف بالخطأ ومحاولة إصلاحه لكي نحقق النجاحات في الاستحقاقات القادمة .

لم يكن ذلك العتب والغضب  الجماهيري والإعلامي من منطلق رمي التهم على الآخرين لكنه نابع من رغبة أكيدة لإظهار الحقيقة ومعرفة أوجه القصور  في هذه المشاركة ” الصفرية” .

وقبل كل ذلك كانت غصة في القلوب ونحن نواصل العجز عن رفع علم السلطنة على منصات التتويج التي غادرناها منكسرين للدورة الثانية على التوالي في القارة الآسيوية  .

كان ضجيجاً  إيجابياً لمن أراد أن يسميه ضجيجاً في الوسط الرياضي، حاول فيه الجميع معرفة  أسباب الفشل المتكرر والمتسبب فيه ومسار رياضتنا الحقيقي  وإلى أين الاتجاه.

كان ضجيجاً إيجابياً لأن الجماهير أصبحت أكثر وعياً وتعرف كل ما يدور في رياضتنا وكيف تدار وتعرف كيف يفوز الآخرون ويصلون إلى الميداليات في الوقت الذي نعود نحن فيه بالخيبة تلو الاخرى .

انتهت المساحة الزمنية حسب تعداد الأيام لكن الجماهير لن تنسى هذه اللحظات الحزينة المليئة بالإخفاق  .

كانت الجماهير تنتظر ردود أفعال واضحة من المختصين ، فالوزارة  اكتفت بالرد بشكل غير مباشر من خلال نشر تقرير صحفي يوضح الدعم الكبير الذي تقدمه الحكومة للرياضة من مبدأ رفع اليد عن أي إخفاق والتنصل من أية مسؤولية في الوقت الذي خيم الصمت غير المدروس على الاتحادات الرياضية  ومعها اللجنة الاولمبية العمانية التي كانت تتصدر مشهد المشاركة بكل ثقة قبل أن تتبرأ وفي لحظة خاطفة من المسؤولية وأصبحت في خانة الضعيف المسكين الذي لاحول له ولاقوة.

لن يتغير أي شيء في رياضتنا لأننا نخجل من التحاور والاعتراف بالفشل والبحث عن أسبابه وكيفية علاجه ولن يتغير شيء في رياضتنا مادام تفكير القائمين عليها يعتمد على اُسلوب الصمت وقت الإخفاقات والضجيج الإعلامي وقت الانتصارات  والبحث عن المديح والتلميع في كل محفل .

الجماهير العمانية تدرك اليوم أن القادم ليس بأجمل من الحاضر لأنه لا يوجد في الأفق نورٌ قد تثق به  وتدرك أكثر أن المضي في نفس الطريق بنفس هذا  الأسلوب والتفكير سيقودنا إلى انكسارات قادمة وأن النجاح إن  تحقق سيكون ضعيفاً وغير  مكتمل.

بعد ما حدث في مشاركة السلطنة في أسياد أندونيسيا وما أعقبها من صمت يدعونا للقول وبكل تجرد بأن مؤسساتنا الرياضية والقائمين عليها أبطالٌ وقت الانتصارات ومظلومون ضعفاء وقت السقطات.. وكان الله في العون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى