فرينكي دي يونج.. كل ما تريد معرفته عن نجم ميركاتو 2019!

تحليل- أحمد مختار

 

هل تعلم أن تشافي هيرنانديز لعب في بداياته كقلب دفاع صحيح؟ نعم تشافي أسطورة الوسط في الألفية الجديدة، وأحد أعظم لاعبي الدائرة في التكتيك الجديد، بدأ مسيرته الكروية مع برشلونة في مركز قلب الدفاع، خلال فترة تولي الهولندي، لويس فان جال، قيادة الفريق الكاتلوني.

وقتها ضمت تشكيلة البلاوغرانا كلا من، كلايفرت، ريفالدو، فيجو، إنريكي، كوكو، جوارديولا، سيرجي، رايزيجير، هيسب، وتشافي رفقة أبيلاردو في منطقة ثنائي الخلف.

يعتقد الكثيرون أن أسماء بقيمة تشافي، تشبه قطع الشطرنج، أي من الممكن تعويضها بقطع أخرى عند الحاجة، وهذا أمر غير صحيح من الناحية الفنية والعملية، لأن الإتيان بنجوم جدد تقوم بنفس أدوار الثنائي الرهيب، فكرة أقرب إلى المستحيل.

ومحاولة مقارنة الصغار بالأساطير تجربة في غاية الخطورة، لأنها تضع ضغوط إضافية على اللاعبين الصاعدين، قد تحرقهم بنار الشهرة وأضوائها سريعا، لكن تذكر بدايات تشافي تحديدا، مقدمة لا بد منها عند الحديث عن الهولندي الواعد، فرينكي دي يونج.

يقول صانع أمجاد ميلان في زمن فات، أريجو ساكي، بأنه حينما يشاهد تدريبات الناشئين الصغار في الكرة الإيطالية يشعر بالحسرة والحزن، شباب صغار في سن 14 و 15 سنة يلعبون كرة القدم بمباديء العصور القديمة.. المدافع يراقب المهاجم، والمهاجم يتحرك في الصندوق، ولاعب الوسط يجري في الإطار المحدد له، وكل هذه الخطوات تسير بالكرة نحو التخصص مع أن اللعبة بعيدة كل البعد عن التخصص في المهام لأن اللعبة ليست شيئا واحدا مهما كانت المعوقات.

نفهم من كلام ساكي بأن اللاعب الكبير يجب أن يكون ضد التخصص، بمعنى تمرده على قواعد اللعبة الحديثة، وتواجده خارج دائرة التصنيفات الثابتة والقوالب الجاهزة، من نوعية لاعب ارتكاز دفاعي فقط، خط وسط مساند، لاعب رقم 8، وهكذا، لذلك شارك تشافي كقلب دفاع مع فان جال، لاعب ارتكاز دفاعي مع غيره، رقم 6 رفقة بيب، وصانع لعب رقم 10 مع أراجونيس وحتى ديل بوسكي.

وربما يتفق فرينكي دي يونج مع هؤلاء الكبار قيمة وقامة، في كونه لاعب شمولي، يستطيع التألق كقلب دفاع، لاعب ارتكاز دفاعي، مساند، وحتى وسط هجومي عند الحاجة، وهذا ما أظهره مؤخرا رفقة أياكس ومنتخب هولندا.

منذ أقل من عام، فاز أياكس على فينورد بالكلاسيكو الهولندي، في مباراة تألق فيها دي يونج، رغم لعبه في مركز المدافع الصريح. ودخل فريق العاصمة برسم 4-3-3، مع شونه، دي بيك، وزياش في المنتصف، رفقة كلايفرت، نيرس، وهونتلار بالأمام.

ونجحوا في السيطرة على الشوط الأول بالكامل، لكن دون خطورة حقيقة، حتى جاء الحسم بفضل رؤية ولمسة الصغير فرينكي.

فالخصم فينورد لعب بطريقة دفاعية، وحاول مهاجموه عند الضغط غلق زوايا التمرير بالخلف، حتى لا تصل الكرة إلى دي يونج، حتى قبل وصولها إلى وسط وهجوم أياكس.

فشل لاعبو الارتكاز في الاستلام بحرية، كذلك كانت حركة الهجوم بطيئة بعض الشيء، ليظهر فرينكي من بعيد، بعد صعوده خطوات للأمام، وقيامه بدور لاعب الوسط “الريجستا”، الذي يبني اللعب من الخلف، ويصنع الفرص من أماكن بعيدة عن المرمى، لذلك بدأت تمريرة الهدف الأول عن طريقه، لتصبح المباراة أسهل على صاحب الأرض والجمهور.

مع منتخب هولندا في آخر مباراة ضد فرنسا، لعب دي يونج كلاعب وسط في مكانه الطبيعي، لكن ليس في خانة الارتكاز، ولكن كريشة بين العمق واليسار. ورغم خسارة فريقه بهدف لهدفين..

إلا أن الصغير لعب مباراة كبيرة، وكان نموذجيا في الخروج بالكرة من الخلف أثناء الضغط الفرنسي، نتيجة لمسته الأولى الرائعة، وثقته في الحيازة، ونقل الهجمة من جانب لآخر، إما بالحركة أو بالتمريرت القصيرة والعمودية. كل ذلك سهلا بالنسبة له، لأنه يملك القلب الشجاع الذي لا يهاب تحت الضغط.

فرينكي دي يونج

لعب دي يونج سريعا مع الفريق الأول لأياكس، خصوصا بعد رحيل كلاسين إلى البريمرليج. إحصائيا، يتفوق في دقة التمرير، عدد التمريرات بالمباراة، صناعة الفرص، التمريرات الحاسمة، مع قدرة على افتكاك الكرات، والقيام بالعرقلة المشروعة..

لذلك هو مشروع لاعب ارتكاز دفاعي ممرر، فيما يعرف تكتيكيا بالـ “هولدينج”، أو لاعب وسط مساند بالمركز 6 لربط الخطوط.

في تقييم موقع “سيتي وواتش” لموهبة دي يونج، أكد المحللون بأن الهولندي يجمع بين العديد من الأدوار التي يحتاجها لاعب خط الوسط الحديث. وقاموا بتشبيهه بكيفين دي بروين، لأنه لديه القدرة على الظهور حرفيا في أي مكان على أرض الملعب، سواء كان ذلك عميقا أو في مواقع أكثر تقدما.

يطلب الكرة في أي وضع على أرض الملعب، ولا يبدو خائفا تحت الضغط، مع تمتعه بالقوة البدنية التي تساعده على إجادة لعبة التحولات، بالقطع السريع من الوسط إلى الهجوم، والعكس.

لديه ذكاء ورؤية داخل الملعب، لكل من موقعه وتمركز زملائه، ومثل غيره من اللاعبين الهولنديين القدامى، يجمع دي يونج بين المرونة والقدرة الفنية. بالطبع هو أقل من غيره على مستوى المراوغة واللعب الجمالي، لكنه يعوض ذلك باللعب الذكي.

أنت أعطني كرة القدم الجيدة، فالكرة الجميلة أقبلها نعم، ولكن لخداع أربعة خصوم، أي أن الخداع أمر رائع ومحبب للجماهير، لكنه في النهاية لا يعطي بالضرورة كرة قدم جيدة. دي يونج لديه ما هو أهم من المراوغة، حيث أنه يملك النضج في فهم أهمية التمركز، مع سنه الصغير.

انتهى الميركاتو الصيفي دون طحين حقيقي في هولندا، لكن في يناير 2019 لن تكون الأجواء هادئة، لأن قدرات دي يونج ستجبر الجميع على طلبه، مع تطوره المذهل وتضاعف خبراته، لذلك ستكون الحرب من أجل ضمه على أشدها، في انتظار معرفة صاحب الحظ السعيد، الذي سيصل إليه في أقرب فرصة قادمة.


اقرأ أيضا: جلاكتيكوس الهلال.. بداية الغيث هاجس..!

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. الرائع مختار.. أشكرك على الحديث عن دي يونج
    هذا اللاعب تابعته منذ عام وأتوقع بأن يكون أفضل وسط بالعالم خلال عامين.

    دي بروين الجديد.

  2. تقرير فني رائع.
    شدتني المقدمة عن تشافي وفعلا دي يونج يلعب في قلب الدفاع كثيرا مؤخرا.

    لاعب مميز وأتوقع انتقاله إلى مانشستر سيتي أو برشلونة.

  3. افضل كاتب رياضي عبر السوشيال ميديا
    اعتقد حضرتك من تحدث عنه الاسطورة محمد أبو تريكة في ستديوهات bein sports. تستحق ودي يونج يستحق ايضا.

اترك رداً على علي يحيى إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى