الخليفي.. وكابوس ريال مدريد

كتب- أ. د. حسني نصر

 

يعلم القطري العربي ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جرمان جيدا المثل العربيالشهير الذي يقول “إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب”، كما يعلم المثل الأخر الذي يقول “من كان بيته من زجاج فعليه ألا يرمى الناس بالحجارة”. ومع ذلك فقد ضرب الخليفي بكل ما تعلمه من الثقافة العربية عرض الحائط في لحظة غير مناسبة، عندما استدرجته صحيفة “ماركا” الإسبانية، وشجعته علي الهجوم علي نادي ريال مدريد الإسباني، وتوجيه الاتهامات له دون مبرر منطقي.

لم تكن مناسبة تدشين شراكة جديدة للنادي الباريسي مع شركة “نايكي” لتدشين القميص الذى يحمل اسم لاعب السلة الأمريكي الشهير “مايكل جوردون”، مساء أمس الخميس، تستدعى الهجوم علي أحد أو البحث عن عداوات جديدة للخليفي والنادي الباريسي الذي لا تنقصه العداوات، خاصة وأن بيت الخليفي وناديه من زجاج، وما زال يخضع حتى الآن لتحقيقات يجريها الاتحاد الأوروبي حول انتهاكه لقواعد اللعب المالي النظيف في انتقالات اللاعبين.

لم نعهد علي الخليفي الدخول في صدامات مباشرة لفظية أو فعلية من قبل، لذلك يبدو ما قاله في حواره مع “ماركا” مفاجئا، خاصة وان اتهامه لنادي ريال مدريد بالسعي إلى الحصول علي خدمات لاعبه البرازيلي الشهير نيمار من وراء ظهر النادي الباريسي، هو نفسه الاتهام الذي وجهه له برشلونة عندما تواصل مع نفس اللاعب قبل عامين من وراء ظهر النادي الإسباني، وأغراه بفسخ عقده، ودفع له الشرط الجزائي القياسي البالغ 222 مليون يورو، و الذي اشعل سوق انتقالات اللاعبين في أوروبا. ولذلك فإن الرد الجاهز علي الخليفي سيكون “ألم تفعل أنت ذلك مع نفس اللاعب من قبل؟”. وإذا كنت تقول إنه “ليس من العدل أن يتحدث أحد مع لاعبيك من وراء ظهرك”.. فهل كان من العدل أن تتحدث من قبل مع نيمار من وراء ظهر برشلونة؟

وبصرف النظر عن أن مخاوف الخليفي من رحيل نجمه البرازيلي إلى ريال مدريد لا أساس لها، خاصة بعد أن بدأ الموسم وانتهت فترة الانتقالات. وبصرف النظر أيضا عن أن ريال مدريد نفي في بيان رسمي في مطلع يوليو الماضي تقديم أي عرض لنيما ر أو للنادي الباريسي، فإن ريال مدريد يبدو هذا العام، علي الأقل، في غير حاجة ملحة إلى نيمار، في ظل تألق نجومه الحاليين. كما لا يريد النادي الملكي أن يُحدث المبلغ الكبير الذي قد ينفقه علي استقدام نيمار، وراتبه الذي تردد أنه لن يقل عن 45 مليون يورو في العام، في شق صف الفريق، خاصة أن النادي ضحى بنجمه الأول رونالدو، الذي ما زال يتفوق علي نيمار أوربيا وعالميا، ولم يوافق علي رفع راتبه إلى 30 مليون يورو.

المؤكد أن الهجوم علي ريال مدريد، ورئيسه، وكذلك على رئيس رابطة الدوري الإسباني الذي اتهم النادي الفرنسي ونادي مانشستر سيتي بانهما وراء تضخم وعدم استقرار سوق انتقالات اللاعبين لوقوف دول وراءهما، لن يصب في مصلحة الخليفي وناديه، بل أنه قد يزيد من متاعبه، ويفتح العيون أكثر عليه، كما يفتح الباب لتكرار التساؤل عن حقيقة تمويله، ومخاطر هذا التمويل علي الأندية الأخرى في أوروبا، وكذلك مدى التزامه بقواعد اللعب المالي النظيف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى