العالم يترقب حفلا مثيرا لجوائز الفيفا

 (د ب أ)-توووفه

تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء العالم غدا الاثنين صوب العاصمة البريطانية لندن لمتابعة ليلة التتويج لعام كروي مثير عندما يقيم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حفله السنوي لتوزيع جوائز “ذي بيست” أو “الأفضل” في عالم كرة القدم لعام 2018 .

ويحظى الحفل هذا العام بنكهة مثيرة حيث يقام للعام الثاني على التوالي في لندن بعدما اعتاد الفيفا إقامته في مدينة زيورخ السويسرية كما يقام هذا العام بعد شهرين فقط على انتهاء فعاليات بطولة كأس العالم 2018 بروسيا.

وللعام الثالث على التوالي ، سيقدم الفيفا جائزة منفصلة عن جائزة الكرة الذهبية التي تقدمها مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية الرياضية لأفضل لاعب في العالم.

وبعد فوز البرتغالي كريستيانو رونالدو بالجائزة في العام الماضي ، ينتظر عشاق الساحرة المستديرة منافسة شرسة بين اللاعب البرتغالي المخضرم وزميله السابق الكرواتي لوكا مودريتش والنجم المصري الشهير محمد صلاح على الجائزة هذه المرة.

وترك كل من اللاعبين الثلاثة بصمة رائعة في الشهور الماضية حيث لعب رونالدو ومودريتش دورا بارزا في فوز الريال بلقب دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي بخلاف الفوز بلقب كأس العالم للأندية في أبو ظبي خلال كانون أول/ديسمبر الماضي.

وربما اجتذب رونالدو كثيرا من البريق خلال مسيرته مع الريال في الموسم الماضي قبل انتقاله هذا الصيف إلى يوفنتوس الإيطالي لكن مودريتش يتفوق عليه بقيادته المنتخب الكرواتي بجدارة إلى المباراة النهائية لكأس العالم 2018 بروسيا.

وفي المقابل ، كان للنجم المصري المتألق محمد صلاح دور هائل في وصول ليفربول إلى المباراة النهائية في دوري أبطال أوروبا بالموسم الماضي وإن خسر النهائي أمام ريال مدريد.

وتوج صلاح هدافا للدوري الإنجليزي في الموسم الماضي برصيد 32 هدفا كما توج بلقب أفضل لاعب في المسابقة بنفس الموسم.

كما لعب صلاح دورا كبيرا في عودة المنتخب المصري إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب طويل عن النهائيات منذ 1990 .

وجرى التصويت على جائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم هذه المرة مثلما حدث في 2016 و2017 وبشكل مغاير عن الماضي حيث أصبحت نسب التصويت مقسمة بالتساوي على أربع جهات هي مدربي المنتخبات الوطنية في كل أنحاء العالم وقادة هذه المنتخبات ومجموعة منتقاة من الصحفيين وكذلك الجماهير عبر الانترنت بنسبة 25 بالمئة لكل فئة.

وعلى عكس ما كان عليه الحال في الأعوام الماضية ، يغيب عن الصراع على أبرز جوائز العام هذه المرة النجم الأرجنتيني الشهير ليونيل ميسي نجم برشلونة والذي يقتسم مع رونالدو الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بهذه الجائزة برصيد خمس مرات لكل منهما.

كما تخلو القائمة النهائية للمتنافسين من النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا أغلى لاعب في التاريخ والذي ينشط حاليا في صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي.

ولعبت الإصابة دورا في ابتعاد نيمار عن المشهد بعدما حرمته من المشاركة مع سان جيرمان في المباريات لنحو ثلاثة شهور في نهاية الموسم الماضي كما خرج اللاعب مع المنتخب البرازيلي مبكرا من المونديال الروسي بالهزيمة أمام المنتخب البلجيكي في دور الثمانية.

ولم يقدم ميسي في الموسم الماضي نفس الإنجازات مع برشلونة التي ساعدته في الماضي ليفوز بجائزة الكرة الذهبية أربع مرات متتالية من 2009 إلى 2012 أو الثلاثية التاريخية (دوري وكأس أسبانيا ودوري أبطال أوروبا) إضافة للقبي كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية وهي الألقاب الخمسة التي كفلت له الفوز بالجائزة في 2015 حيث اقتصرت إنجازاته مع برشلونة في الموسم الماضي على الفوز بلقب الدوري الإسباني كما خرج اللاعب مع المنتخب الأرجنتيني مبكرا من المونديال الروسي بالهزيمة أمام نظيره الفرنسي في دور الستة عشر.

ويقترب رونالدو من مودريتش في رصيد الإنجازات في 2018 حيث ساهم اللاعبان في فوز ريال مدريد بألقاب دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية.

وعلى مستوى المنتخبات ، لعب مودريتش مع المنتخب الكرواتي في المونديال الروسي دورا يفوق كثيرا ما قدمه رونالدو مع المنتخب البرتغالي.

وربما خرج صلاح مبكرا مع المنتخب المصري من الدور الأول (دور المجموعات) في المونديال الروسي ولكن اللاعب قدم في الموسم الماضي مع ليفربول ما يستطيع من خلاله المنافسة على اللقب حيث حطم عددا من الأرقام القياسية وقدم مستويات رائعة فنيا وبدنيا مع ليفربول إضافة لتألقه مع المنتخب المصري.

وتبادل ميسي ورونالدو الفوز بجائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم في عامي 2008 و2009 وحصل الآخر على المركز الثاني حيث فاز رونالدو بالجائزة في 2008 وحل ميسي ثانيا وانعكس الأمر في العام التالي.

ومع دمج جائزة الفيفا مع جائزة الكرة الذهبية لمجلة “فرانس فوتبول” بين عامي 2010 و2015 ، تكرر هذا الأمر في خمس مرات حيث فاز ميسي بالجائزة في 2011 و2012 و2015 وحل رونالدو ثانيا في هذه السنوات وفاز رونالدو بالجائزة في 2013 و2014 وحل ميسي ثانيا في المرتين فيما كان الاستثناء الوحيد من تبادلهما المركزين هو عام 2010 حيث خلت القائمة النهائية للمرشحين من اسم رونالدو.

وفي ذلك العام ، احتكر نجوم برشلونة القائمة النهائية وفاز ميسي بالجائزة أيضا متفوقا على زميليه الأسبانيين أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز.

وكانت جائزة الكرة الذهبية المقدمة من المجلة الفرنسية قاصرة على أفضل لاعب في أوروبا ولكنها امتدت بشكل تلقائي وتدريجي في السنوات الأخيرة لتصبح لأفضل لاعب في العالم في ظل استحواذ الأندية الأوروبية على أفضل اللاعبين في كل أنحاء العالم ومن مختلف الجنسيات.

وفي ظل التضارب بين الجائزة التي يقدمها الفيفا لأفضل لاعب في العالم بعد استفتاء يشارك فيه مدربو وقادة جميع منتخبات العالم وجائزة “فرانس فوتبول” التي تأتي نتيجة استفتاء بين أبرز المحررين الرياضيين في أوروبا والعالم ، كان من الطبيعي أن تندمج الجائزتان خاصة بعدما كانتا تتفقان في كثير من الأحيان على لاعب واحد في كل عام.

واستمرت الشراكة بين الفيفا و”فرانس فوتبول” لستة أعوام متتالية من 2010 إلى 2015 قبل فض هذه الشراكة في 2016 ليعود الحال إلى ما كان عليه في 2010 .

وفي العامين الماضيين ، فاز رونالدو بجائزة الفيفا وحل ميسي ثانيا واحتل الفرنسي أنطوان جريزمان مهاجم أتلتيكو مدريد المركز الثالث في 2016 وحل نيمار ثالثا في العام الماضي.

وللعام الثالث على التوالي ، يدخل المدرب الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني السابق لريال مدريد في منافسة شرسة على لقب أفضل مدرب في 2018 .

وخسر زيدان هذا الصراع في 2016 لصالح الإيطالي كلاودو رانييري المدير الفني السابق لليستر سيتي الإنجليزي فيما كانت الجائزة من نصيب الأسطورة الفرنسي زيدان في العام الماضي بعدما قاد الريال لموسم استثنائي 2016 / 2017 .

ويصارع زيدان على الجائزة هذه المرة مع مواطنه ديدييه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي الفائز بلقب كأس العالم 2018 بروسيا والكرواتي زلاتكو داليتش الذي قاد المنتخب الكرواتي لنهائي المونديال الروسي.

وقاد زيدان الريال للفوز بلقب دوري الأبطال للموسم الثالث على التوالي ليصبح أول مدرب يفوز باللقب في ثلاثة مواسم متتالية.

وكان زيدان فاز بالجائزة في العام الماضي بعدما أصبح الريال أول فريق يحرز لقب دوري الأبطال لموسمين متتاليين منذ أن نجح ميلان الإيطالي في هذا عام 1990 .

ولكنه هذه المرة سيجد منافسة حامية الوطيس مع ديشان وداليتش لاسيما في عام استحوذ فيه المونديال على معظم الاهتمام إضافة لتفوق داليتش وديشان على مدربي كأس العالم في روسيا وبلوغ النهائي عن جدارة.

وبعدما غابت عن القائمة النهائية للمرشحات على جائزة أفضل لاعبة في العالم بالعام الماضي ، تعود البرازيلية مارتا للصراع على الجائزة في 2018 حيث تتنافس مع الألمانية جنيفر ماروزان والنرويجية أدا هيجربيرج نجمتي فريق ليون الفرنسي.

وتوجت مارتا ، الفائزة بالجائزة خمس مرات سابقة من 2006 إلى 2010 ، مع المنتخب البرازيلي بلقب كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) للسيدات فيما فازت منافستاها بلقبي الدوري الفرنسي ودوري الأبطال الأوروبي للسيدات مع فريق ليون.

ويشهد الحفل غدا أيضا الإعلان عن الفائز بجائزة أفضل مدرب أو مدربة في عالم كرة القدم النسائية لعام 2018 .

وانحصر الصراع على هذه الجائزة في العام الماضي بين ثلاثي لم يسبق لهم الفوز بالجائزة وهم سارينا فيجمان مدربة المنتخب الهولندي بطل أوروبا وجيرار بريشو المدير الفني لفريق ليون ونيلس نيلسن المدير الفني للمنتخب الدنماركي.

وتوجت فيجمان بالجائزة في العام الماضي كما تعود للمنافسة بقوة على الجائزة هذا العام مع الفرنسي رينالد بيدروس الفائز مع ليون بلقبي الدوري الفرنسي ودوري أبطال أوروبا للسيدات واليابانية أساكو تاكاكورا التي قادت منتخب بلادها للفوز بلقب كأس آسيا للسيدات.

كما يشهد الحفل توزيع جائزة اللعب النظيف وجائزة “بوشكاش” التي تقدم لصاحب أفضل هدف في عام 2018 .

ويتنافس على جائزة بوشكاش هذا العام عشرة أهداف للاعبين محمد صلاح ورونالدو والويلزي جاريث بيل لاعب الريال والأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني والروسي دينيس تشيريتشيف واليوناني لازاروس كريستودولوبولوس لاعب آيك أثينا اليوناني والأوروجوياني جورجي دي أراسكايتا نجم كروزيرو والأسترالي رايلي ماكجري لاعب نيوكاسل جيتس الأسترالي والفرنسي بنيامين بافارد والبرتغالي ريكاردو كواريزما.

وللعام الثالث على التوالي ، يقدم الفيفا جائزة لأفضل مشجعين طبقا للحظة أو واقعة مميزة يمربها أي مشجع او مجموعة من المشجعين ، ويحسم الصراع عليها من خلال استفتاء على موقع الفيفا بالانترنت.

وبعدما انحصرت المنافسة في قائمة المرشحين للجائزة في العامين الماضيين على مشجعين من أوروبا ، دخل المشجع التشيلي سيباستيان كاريرا في منافسة شرسة مع جماهير بيرو وكذلك جماهير الفريقين في مباراة اليابان والسنغال بكأس العالم على جائزة هذا العام فيما خلت القائمة من جماهير أوروبا هذه المرة.

وكان كارير سافر لمسافة نحو 1500 كيلومترا على متن حافلة في رحلة استغرقت يومين لتشجيع فريقه بويرتو مونت في المباراة أمام مضيفه كوكويمبو في دوري الدرجة الثانية بتشيلي.

وكانت المفاجأة هي تواجد كاريرا بمفرده في المدرجات المخصصة لمشجعي الفريق الضيف. وبعد نهاية المباراة بفوز بويرتو مونت 2 / 1 ، توجه لاعبو الفريق إلى كاريرا وأهدوه الفوز.

ويتنافس كاريرا مع جماهير بيرو وكذلك مع جماهير المنتخبين السنغالي والياباني على الجائزة وذلك على سلوك جماهير بيرو في المونديال الروسي وسلوك جماهير السنغال واليابان في المباراة بين الفريقين في المونديال.

وللعام الثاني على التوالي ، يقدم الفيفا في حفله السنوي جائزة أفضل حارس مرمى في العالم لعام 2018 ويتنافس عليها البلجيكي تيبو كورتوا المنتقل من تشيلسي الإنجليزي إلى ريال مدريد الإسباني في صيف هذا العام والفرنسي هوجو لوريس حارس مرمى توتنهام الإنجليزي والدنماركي كاسبر شمايكل حارس مرمى ليستر سيتي الإنجليزي.

وقدم كل من الحراس الثلاثة أداء راقيا مع منتخب بلاده في المونديال الروسي الذي توج فيه لوريس مع المنتخب الفرنسي باللقب كما قدم الحراس الثلاثة أداء متميزا مع أنديتهم على مدار الشهور الماضية.

ويعلن الفيفا بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) خلال حفل الغد التشكيلة المثالية لعام 2018 وذلك بعد الإعلان في العاشر من أيلول/سبتمبر الحالي عن قائمة تضم 55 لاعبا للاختيار من بينهم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى