السعادة تغمر ألمانيا.. ومهام صعبة بانتظار لام

 

 (د ب أ) – توووفه

 

بعد الفوز بحق استضافة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2024) ، سادت مشاعر السعادة الأجواء في ألمانيا لتنظيم البطولة الأوروبية للمرة الثانية، لكن سيكون على فيليب لام أن يتبع خطى “القيصر” فرانز بيكنباور ، عندما يبدأ مهامه في رئاسة اللجنة المنظمة للبطولة ، كما أن مهاما صعبة ستكون بانتظار راينهارد جريندل رئيس اتحاد الكرة الألماني.

وتكررت تجربة أسطورة الكرة الألماني بيكنباور من جديد ، حيث كان لام قائدا للمنتخب الألماني المتوج بلقب كأس العالم 2014 بالبرازيل ، والآن يتأهب مدافع بايرن ميونخ السابق البالغ من العمر 34 عاما لتولي مسؤولياته في رئاسة اللجنة المنظمة ليورو 2024 بألمانيا، وهو المنصب الذي تولاه بيكنباور في اللجنة المنظمة لكأس العالم 2006 بألمانيا.

ويتوقع بشكل كبير أن يجرى الإعلان عن تولي لام ، الذي كان سفيرا لملف ألمانيا لطلب استضافة يورو 2024 ، رئيسا للجنة المنظمة للبطولة ، علما بأن لام نفسه صرح قائلا “لا أعرف تحديدا صفتي الآن”.

وأضاف “الشيء الأكثر أهمية كان حصول ألمانيا على حق استضافة البطولة الأوروبية والحصول على فرصة العمل سويا من أجل احتفالية كروية هائلة مع جميع الأوروبيين… فالعمل لم ينته ، وإنما هو مستمر.”

وحظي الملف الألماني بثقة كبيرة من جانب اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) ، حيث حصلت ألمانيا على 12 صوتا مقابل أربعة أصوات للملف التركي ، خلال عملية التصويت التي جرت أمس الخميس بمقر اليويفا في مدينة نيون السويسرية.

وجميع الملاعب العشرة المقترحة قائمة بالفعل، ومن المحتمل أن تحتاج فقط لعملية تجميل هنا وهناك، ولكن لم يتم اتخاذ قرارا بشأن الملعب المستضيف للمباراة النهائية، ورغم أن ميونخ وبرلين هما المتنافستان الطبيعيتان، لكن جريندل قال إنه لن يتسرع في اتخاذ القرار.

وكانت المؤشرات تدل على نيل ألمانيا حق الاستفاضة، بعدما أثبتت كفاءتها في تنظيم البطولات الكبرى، حيث استضافت نسختين لكأس العالم عامي 1974 و2006، وكذلك بطولة الأمم الأوروبية عام 1988، وبدا أيضا أن الاعتبارات الاقتصادية لعبت دورا في مساعدتها، مع توقع المزيد من العائدات بفضل تمتعها بعدد من الملاعب ذات الطاقة الاستيعابية الضخمة، بالإضافة لغموض مستقبل الاقتصاد التركي.

وغمرت السعادة ألمانيا بعد حصولها على شرف تنظيم اليورو، حيث قادت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الطريق بقولها “إننا نتطلع لبعض المباريات المثيرة في البطولة، ورؤية الزائرين من جميع دول أوروبا”.

ورغم المشهد السياسي المتغير الذي أبرزته الاحتجاجات اليمينية المتطرفة الأخيرة في المناطق الشرقية، فإن ألمانيا ستسعى لتحقيق نجاح آخر يضاهي ما تحقق في مونديال 2006، الذي كان يطلق عليه “القصة الخيالية الصيفية”.

لكن صحيفة (سودويتشه تسايتونج) الألمانية حذرت في افتتاحيتها بعددها الصادر اليوم الجمعة بعنوان “لا قصة خيالية من فضلك”، حيث سلطت الضوء على قضية عام 2006 بشأن المدفوعات المريبة التي مازالت موضع تحقيقات السلطات الحكومية، والتي قلصت كثيرا من شخصية الأيقونة الألماني فرانز بيكنباور.

كذلك لم يكن اتحاد الكرة الألماني بعيدا عن الشبهات في تلك القضية، حيث اضطر فولفجانج نيرسباخ للاستقالة من رئاسة الاتحاد، مما دفع جريندل لخلافته.

وتعرضت إدارة جريندل لانتقادات، كما أثيرت بعض الملاحظات حول تناوله لقضية صانع الألعاب الألماني مسعود أوزيل، ويعتبر اتحاد الكرة الألماني هدفا لاحتجاجات أندية بطولة الدوري (بوندسليجا) حول التوسع التجاري في المسابقة والمنتخب الألماني، ولم يتم البدء حتى الآن في بناء أكاديمية الاتحاد الجديدة.

ومع قرب انتخابات رئاسة اتحاد الكرة الألماني العام المقبل، تحدى جريندل البروتوكول أمس الخميس، بعدما تحدث عن يوم جيد للاعبين المحترفين والهواة في ألمانيا دون إبداء الاحترام الواجب لتركيا.

ولا يمكن لجريندل أن يرتكز على أمجاد ألمانيا التي حصلت على شرف تنظيم (يورو 2024)، حيث سيشمل عمله أيضا إعادة تشكيل المنتخب الألماني بعد كارثة مونديال 2018.

وكان تنظيم ألمانيا ليورو 2024 خبرا جيدا في هذا الصدد.

وقالت صحيفة (كوريير) النمساوية “بعد ثلاثة أشهر فقط من الخروج الموجع لأبطال العالم السابقين من دور المجموعات، يمكن أن يحتفل الاتحاد الألماني لكرة القدم على الأقل بفوز مهم مرة أخرى على أرض الملعب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى