الأحمر الصغير ..متى نقلب الصفحة؟!

كتب- خميس البلوشي

لم يكتمل الحلم الجميل لمنتخبنا الوطني للناشئين في نهائيات كأس اسيا في ماليزيا حيث خرج من دور الثمانية أمام نظيره الياباني الذي صعد إلى المربع الذهبي وضَمن بالتالي تواجده في كأس العالم المقررة العام القادم في بيرو..

الجماهير العمانية تابعت وبكل حسرة خروج الأحمر الصغير من السباق الآسيوي وتعاطفت مع دموع اللاعبين على ضياع فرصتهم المونديالية وكيف أن الوداع كان صعباً وقاسياً في نفوس هؤلاء الصغار الطامحين ..

علاقة الجماهير العمانية بالأحمر الصغير علاقة خاصة جداً منذ تسعينيات القرن الماضي حيث ارتبطت هذه الجماهير بمنتخب الناشئين في بداياته الأولى عندما حقق أكبر الإنجازات المتمثّلة في الفوز بكأس آسيا مرتين والوصول للمونديال ثلاث مرات.

وكانت هذه الجماهير تضع ثقتها في الأحمر الصغير الذي صنع أياما جميلة وأحداثاً أجمل وصنع في تلك الفترة فرحة لم تتكرر بعد أعوام ١٩٩٥ و١٩٩٧ و٢٠٠١ قبل أن تغيب الكرة العمانية عن المونديال الصغير منذ تلك السنوات رغم كل المحاولات التي كانت..

نعود إلى مسار الأحداث في المشاركة الأخيرة لنجد أن منتخبنا الصغير تأهل لكأس آسيا من بوابة أصحاب المركز الثاني في التصفيات، وفي نهائيات ماليزيا فاز على اليمن وتعادل مع الأردن وخسر من كوريا الشمالية وتأهل كثاني المجموعة ثم اصطدم بالمنتخب الياباني الذي حقق الفوز والأفضلية في تلك المباراة..

كان بكاء اللاعبين الصغار حسرة على ضياع فرصة الوصول للمونديال وهي حسرة مشروعة لأن الوصول إلى ذلك التجمع العالمي حلم جميل لكل لاعب صغير وهؤلاء الصغار اليوم يمثلون جيلاً عمانياً جديداً سمع ولم يرَ ما حققه محمد عامر ورفاقه في سنوات مضت غير أنهم في الحقيقة فعلوا كل ما بوسعهم والأحلام الكبيرة تحتاج إلى واقع كبير لكي نصل إليها..

لا نستغرب اليوم من ضياع حلم الأحمر الصغير في نهائيات ماليزيا لأننا منذ أن فزنا بكأس آسيا عام 2000 في فيتنام بجيل أحمد حديد وعماد الحوسني وإسماعيل العجمي ومشاركتنا بعد ذلك في مونديال ترينيداد وتوباغو عام 2001 لم نحقق أي شيئ في فئة الناشئين قارياً ودولياً وذهبت كل المحاولات هباء منثوراً.

علينا اليوم ألا نلقي باللوم على المنتخب وأجهزته الفنية والإدارية فقط فالحال أصعب من أي حلم نسعى لتحقيقه ..دعونا نقول كلاماً واقعيا لا جدال فيه مفاده أن الفئات السنية في أنديتنا لا تجد الاهتمام الكافي خاصة من الجوانب الفنية بكل مافيها.

ومع كل أسف نحن أيضاً لا نملك مسابقات قوية للفئات السنية وكل ما نراه هو مباريات معدودة في أيام معدودة لا تخدم توجهات المنتخبات السنية وتضع الحمل الثقيل والمسؤولية الأثقل على كاهل الأجهزة الفنية للمنتخبات من أجل إعادة صقل المواهب المختارة وترقيتها فنياً في جوانب كثيرة حتى تستطيع أن تكون في منظومة فريق جيد يمكنه المنافسة خارجياً..

كيف لنا أن نبحث عن منتخب للناشئين يكون قوياً ويفوز بكأس آسيا ويتأهل لكأس العالم وحال دوري الناشئين بالشكل الذي تعرفونه؟!

وكيف نحمل الأجهزة الفنية مسؤولية أي إخفاق ومنافسات دوري الناشئين بذلك الضعف الذي نعيشه ؟!

علينا أن نعيد صياغة المشهد من جديد بداية بإعادة مراكز الناشئين ودعم مدارس تعليم كرة القدم التي انتشرت في معظم محافظات السلطنة مروراً بدعم الأندية من أجل أن تهتم بهذه الفئة اهتماماً أكبر يتجاوز العمل المتواضع الذي تقوم به.

وكذلك الاتحاد مطالَب بفكر جديد لتنظيم دوري للناشئين وبقية المراحل السنية بشكل أفضل يتيح لهؤلاء الصغار الظهور بمستويات أقوى وتقديم أنفسهم لمدربي المنتخبات بشكل أجمل ويتنافسون تنافساً حقيقياً على التألق من أجل الفوز بالألقاب المحلية مع أنديتهم والحصول على مقعد في المنتخبات الوطنية..

علينا في الحقيقة أن نعلم أن كل ما يحدث في الفئات السنية ومنذ سنوات وسنوات لا يتعدى الاجتهاد لعله يصيب في سنة ويخيب في سنة أخرى ولا يتغير أي شيء بعد ذلك..

الحقيقة المزعجة أننا لا نملك رؤية واضحة في قطاع المراحل السنية على مستوى الأندية والمنتخبات ولا نملك خططاً نستطيع أن نقول بأنها ستوصلنا للهدف بعد عدة سنوات..

نحن ومع كل أسف لا نعطي ولا نقدم أي اهتمام للفئات السنية في عالمنا الكروي المحلي مادياً وفنياً ونعتبر العمل معهم الجزء الأسهل في منظومتنا ونعتبر مسابقاتهم سهلة لا تحتاج إلى مباريات كثيرة.

والأهم أن ينتهي في الوقت المحدد حتى تتفرغ الأندية للفريق الأول ومسابقاته حيث موازنات بمئات الآلاف للبحث عن الإنجازات..

نتفق أن طرق النجاح كثيرة ولكن في البداية يجب أن نغير قناعاتنا بأن العمل مع هؤلاء الصغار بالصورة الصحيحة المنظّمة يصنع لنا أياماً أجمل في المستقبل المنظور فهل سنقلب الصفحة قريباً؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى