هل الدوري مقياس؟

كتب– فاضل المزروعي

مع كل دوري قوي، يخرج منتخب قوي .. وذلك لأن المسابقة القوية تفرز عناصر جيدة تستفيد منها المنتخبات سواء على مستوى الاحتراف أو الهواة.

ودائما ما تعمل المؤسسات المسؤولة عن كرة القدم على رفع مستوى المسابقات المحلية لتطوير أداء المنتخب وتحسين مستواه، كما تجد التأثير المباشر على المنتخبات في حال تحسن مستوى المسابقات المحلية والعكس صحيح.

وبطبيعة الحال هناك استثناءات مسببة في بعض الحالات، كوجود منتخبات قوية مقابل مسابقات محلية ضعيفة، لكن هذه المنتخبات استفادت من تواجد عناصرها في مسابقات أخرى أقوى وأفضل من مسابقاتها المحلية.

والأمثلة كثيرة في أفريقيا وبعض دول أمريكا الجنوبية وأستراليا وكذلك أوروبا الشرقية التي تستفيد من نشاط لاعبيها في أفضل وأعرق المسابقات الأوروبية.

دورينا طوال السنوات الأخيرة لم يثبت على حال، فهو يتطور خطوات للأمام لكن ببطء شديد لا يواكب الدوريات القريبة على المستوى الإقليمي ولا القاري.

بينما تنشط المسابقات الأخرى بدرجة مقبولة تسهم على الأقل في رفد المسابقات الرئيسية بعناصر ومواهب مجيدة ومتميزة.

لذلك تمثل المسابقات أو الدوري المقياس الحقيقي للأندية واللاعبين.

ومن المسلّم به أن اختيار اللاعب للمنتخبات الوطنية يأتي من واقع ما يقدمه مع ناديه في المسابقة التي ينشط بها سواء محليا أو خارجيا.

فبعد إعلان القائمة الأخيرة للمنتخب الوطني، خرجت بعض التحفظات من قبل بعض الإعلاميين والجماهير على القائمة بسبب استدعاء أسماء وتجاهل أسماء أخرى.

ترى تلك الآراء ضرورة تواجد بعض الأسماء في قائمة المنتخب الوطني الأول الذي يستعد لنهائي كأس آسيا بالإمارات 2019.

تساءل البعض.. هل يشاهد المدرب وجهازه الفني مباريات الدوري والمسابقات الأخرى؟

ليس ردا على السؤال، لكن تعليقا عليه، شاهدنا المدرب ومعاونيه وحتى مدير المنتخب في كثير من مباريات الدوري والكأس.

وتعدى الأمر إلى متابعة بعض اللاعبين المحترفين في أنديتهم ومتابعة مبارياتهم هناك وتقييم أدائهم بابتعاث معاوني المدرب.

أما فيما يخص القائمة، فهي من اختيار المدرب وقد تكون بالتشاور مع الجهاز الفني المساعد.

لكن المسؤولية الأولى والأخيرة تقع على المدرب وهو مسؤول عن اختياراته لأنها تمثل في النهاية قناعاته لا يتدخل فيها حتى الاتحاد الذي يجب عليه عدم التدخل في قناعات المدرب.

ما يجب أن يقوم به الاتحاد هو تقييم أداء المنتخب والمدرب من فترة لأخرى، وأخيرا تقييمه من واقع النتائج التي يحققها في المشاركات الرسمية.

كثيرا ما تم طرح اسم محمد الغساني نجم وهداف صحم والمنافس على لقب هداف الدوري في أكثر من موسم، حيث سبق أن تم استدعاؤه للمنتخب الوطني في السنوات الأخيرة.

الغساني من اللاعبين المميزين في خط الهجوم ولاعب هداف لديه ملكة تهديف عالية، لكننا نعود ونقول إن عدم اختياره قناعة مدرب، ليس بسبب مستواه فحسب، بل ربما لأسباب أو رؤية أخرى للمدرب.

وقد يكون اللاعب ضمن الخيارات الثانوية للمدرب ويضعه تحت عينه، وقد يكون ضمن قائمة الخمسين لاعبا المبدئية المرفوعة للاتحاد الآسيوي واحتمالية استدعائه في أي وقت واردة سواء عن قناعة أو لضرورة فنية أو لحالة طارئة وهذا وارد في كرة القدم.

يبقى على اللاعب مواصلة اجتهاده وعطائه في الملعب والمحافظة على مستواه، وهذه الرسالة يجب أن تصل لكل لاعب يملك طموح تمثيل المنتخب الوطني وارتداء قميصه وتمثيله خارجيا.

على اللاعب أن يعمل بجد ما دام يرى أنه يستحق أن يكون من ضمن نخبة الكرة في السلطنة والتنافس الشريف مطلب ووسيلة للارتقاء بالمستويات الفنية، ولكل مجتهد نصيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى