كتب- أ.د. حسني نصر
في وقت تتراجع فيه الصحافة المطبوعة بشكل واضح في جميع دول العالم تقريبا، تزدهر في المقابل المنصات الصحفية الإلكترونية العامة والمتخصصة، وعلى رأسها المنصات الرياضية التي تلبي حاجة الجمهور المتزايدة لمتابعة الأنشطة الرياضية المحلية والإقليمية والعالمية والحصول على الأخبار والتقارير والتحليلات التي تقرب صورة مختلف المنافسات الرياضية إليهم.
مع كامل التقدير للصحافة الرياضية في السلطنة ورموزها البارزين، فإن المنتج الورقي لها المتمثل في الملاحق والصفحات الرياضية الورقية لم يعد يناسب جمهور الإعلام الرياضي الجديد، الذي تخلى عن المطبوع الورقي بشكل واضح لصالح الإعلام الرقمي الجديد المتمثل في المواقع الرياضية الإلكترونية وحسابات شبكات التواصل الاجتماعي المرتبطة بهذه المواقع.
ورغم أن السلطنة عرفت الصحافة الإلكترونية في فترة مبكرة عبر مواقع الصحف الورقية، فإن هذه المواقع ظلت لفترة طويلة مواقع مرآة، تقوم على نقل المحتوى الورقي إلى الموقع دون الاستفادة من خصائص النشر الإلكتروني.
من هنا كانت هناك حاجة ماسة لصحيفة رياضية إلكترونية تتجاوز قيود النشر الورقي المعروفة، وتخاطب الجمهور الذي نشأ في عصر الإنترنت باللغة التي يفهمها ..
لغة الإعلام الجديد القائمة على التحديث المستمر والفوري للأخبار، لغة تعدد الوسائط التي تشمل إلى جانب النص والصورة الثابتة الملفات الصوتية والفيديوية، التي أصبح لا غنى عنها في الصحافة الرياضية الجديدة.
حتى مطلع هذا العام كانت الخريطة الصحفية الرياضية الإلكترونية في السلطنة تقتصر تقريبا على مواقع الصحف اليومية العامة سواء الصحف الأربعة التي تصدر باللغة العربية أو الصحف الثلاثة التي تصدر باللغة الإنجليزية.
وكانت هذه المنصات تعتمد وما تزال على المنتج الصحفي المعد للصحيفة الورقية والذي يخلو تقريبا من خاصية التحديث الفوري للأخبار والمعلومات،
وكذلك خاصية التفاعل مع الجمهور الذي يميز الصحافة الإلكترونية بشكل عام.
لهذا كان الجمهور العماني يلجأ إلى المواقع الرياضية العربية التي توفر المحتوى الرياضي العربي والعالمي المحدث والمدعم بلقطات الفيديو ووقائع الأحداث الرياضية المهمة.
كان الجمهور يبحث عن موقع صحفي رياضي يوفر كل هذه الخصائص ويوفر في الأساس متابعة فورية للأحداث الرياضية في السلطنة.
جاءت صحيفة “توووفه” الرياضية لتشغل الفراغ الرياضي الإلكتروني الذي كانت تعاني منه الصحافة الرياضية في السلطنة.
لذلك فإنها تمثل تجربة جديدة كأول موقع صحفي رياضي متكامل في السلطنة، يتابع الأحداث الرياضية لحظة بلحظة ويقدمها في وسائط متعددة، ويوفر المحتوى على المنصات الأخرى المساعدة مثل شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة.
تجربة “توووفه” تستحق الدعم من جميع الأطراف المتصلة بالصحافة والرياضة في السلطنة، كونها تمثل إضافة مهمة للخريطة الصحفية، خاصة وأنها نجحت في نقل كل الأحداث الرياضية المحلية إلى جانب الأحداث الرياضية العالمية، وتقديمها للقارئ في قالب صحفي مهني جذاب يوظف كل الإمكانات التي توفرها شبكة الإنترنت.
لم يعد القارئ العماني الذي يهتم بالدوري المحلي ينتظر إلى اليوم التالي لكي يعرف نتائج المباريات من الصحف الورقية، كما لم يعد مضطرا إلى البحث عن صور وفيديوهات هذه المباريات في مواقع أخرى، مثلما لم يعد مضطرا إلى الخروج إلى مواقع رياضية عربية أو عالمية للبحث عن نتائج منافسات الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، ودوري أبطال أوروبا، والمنافسات العالمية المهمة.
لقد جمعت “توووفه” كل ذلك في موقع واحد تفاعلي، وما زالت تضيف المزيد من الخدمات التي جعلت منها قبلة لجماهير الرياضة في السلطنة.
هذه التجربة المتميزة تؤكد قدرة أبناء السلطنة على الإبداع في البيئة الصحفية الإلكترونية، ومنافسة المواقع العربية المشابهة، وهو ما يؤكد ضرورة دعمها حتى تواصل مسيرتها في خدمة الصحافة وخدمة الرياضة العُمانية.
