“الأبطال” في مسقط

كتب– فاضل المزروعي

يتواجد في مسقط أفضل خمسة منتخبات للهوكي في آسيا تتقدمها الهند وباكستان أعرق وأقدم منتخبات اللعبة، حيث تمثلان مهد اللعبة التي نشأت في جنوب القارة الآسيوية ثم انتشرت إلى شرقها ووسطها ثم إلى العالم كله.

نجحت السلطنة ممثلة باتحاد الهوكي في استضافة كأس النخبة الآسيوية “هيرو تروفي” أو كأس الأبطال الآسيوية، بمشاركة الهند وباكستان وماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية بالإضافة لمنتخبنا مستضيف البطولة.

وتعد هذه المنتخبات الأفضل، ليس آسيويا فحسب بل عالميا فالهند وباكستان بطلا العالم لمرات كثيرة، بينما دخلت ماليزيا واليابان وكوريا في خط المنافسة آسيويا، حيث حقق اليابانيون في أغسطس الماضي لقب الألعاب الآسيوية على حساب ماليزيا بعد إقصاء الهند وباكستان.

استضافة السلطنة لحدث رياضي كبير مثل هذا، لا يمكن أن نقلل منه خصوصا إذا عرفنا أن شعبية اللعبة جارفة في القارة التي ننتمي إليها، أضف لذلك وجود جالية كبيرة جدا من البلدان الآسيوية المشاركة .

كما أن البطولة بمثابة أدوار نهائية للقارة الآسيوية، وهي عند مشجع الهوكي وعشاقها توزاي بطولات القدم وقد تفوقها..

أيضا اسناد البطولة للسلطنة من قبل الاتحاد الآسيوي بعد منافسة مع ملفات الهند وكوريا وماليزيا يعد مكسبا كبيرا للسلطنة واتحاد اللعبة ، فالاستضافة حدث استثنائي .

وقد جاءت استضافة هذه البطولة حسب ما ذكره رئيس الاتحاد من جانب ترويجي سياحي للسلطنة التي تعيش نموا في الجوانب الاقتصادية والتنموية والسياحية.

بل وتذهب إلى أبعد من ذلك فهي تعكس للعالم مدى الأمن والأمان الذي تعيشه السلطنة وسط عالم مضطرب بالأحداث.

مثل هذه البطولات تستقطب جماهير من فئة النخبة كما حدث في البطولة الحالية التي شهدت حجوزات خاصة لرجال أعمال من المنطقة وبعضهم قدم من أوروبا .

كما قدمت جماهير عاشقة للعبة من قارات شتى لحضور البطولة وبالتحديد “الكلاسيكو العالمي” بين الهند وباكستان الذي امتلأت خلاله المدرجات ونفذت التذاكر.

ومن بين هؤلاء الجماهير عدد كبير يزور السلطنة للمرة الأولى، إلى جانب نقل البطولة من قبل قناة “ستار” صاحبة حق الرعاية إلى أكثر من مليار مشاهد يتردد من خلالها اسم مجمع السلطان قابوس الرياضي ومسقط والسلطنة لعدة مرات أثناء النقل المباشر مع تقارير مصاحبة عن المدينة، جل هذه وسائل ترويج للسلطنة مباشرة وغير مباشرة .

أما من الجانب الرياضي، فبلاشك ستثري البطولة اللعبة من جوانب عدة تنظيمية وفنية، فهي تتيح للمنتخب الاحتكاك بمنتخبات أعلى منه تصنيفا وأفضل منه فنيا وتساهم في انتشارها محليا وربما تشجع الجاليات المقيمة على إقامة مناشط للعبة تنعكس إيجابا على لعبة الهوكي محليا.

استاء البعض جدا من نتائج المنتخب خاصة اللقاء الأول مع الهند المرشح القوي للفوز باللقب بعد الخسارة الكبيرة 0/11، وطالب الاتحاد بالاستقالة وترك إدارته دون مراعاة ما قام به الاتحاد من جهد كبير لاستضافة البطولة التي تأتي للمرة الأولى إلى الشرق الأوسط بعدما ظلت طوال نسخها الماضية تنظم من قبل دول جنوب وشرق آسيا.

لم ينظر هؤلاء إلى الأصداء التي ستتركها الاستضافة بعد انتهاء المنافسات وتحقيق الأهداف التي من أجلها جلب الاتحاد البطولة للسلطنة .

نعترف جميعا أن لعبة الهوكي ليست وليدة اليوم في السلطنة ، فهي من أعرق الألعاب على الإطلاق، ورغم تلك السنوات لم يحقق المنتخب الوطني النتائج المرجوة.

نعترف أن النتائج دون الطموح، لكن ما يحدث نتاج فترات متغيرة وليس مسؤولية الاتحاد الحالي الذي لا نخلي مسؤوليته في تطوير المنتخب والارتقاء به.

لكن من يتابع حال الأندية التي تخلت عن اللعبة بداعي التكلفة وتطالب الاتحاد بصرف مستلزمات الفريق من مضارب وكرات وملابس كشرط للعودة لتفعيل نشاطها، ومن يدرك أن المصاريف التي ساهم بها الاتحاد لدعم فرق الهوكي بالأندية صرفت في كرة القدم.

ومن يدرك أن اللعبة ألغيت من الدورات المدرسية ، ناهيك عن تقليص الموازنة في ظل زيادة تكاليف اللعبة، قد يسوق العذر للاتحاد.

أخيرا.. كثيرا ما نطالب بجلب أحداث رياضية قارية وعالمية لأرض السلطنة ، ومثل هذه الأحداث من المفترض أن ينظر إليها بآفاق واسعة بعيدة عن نتائج المنتخبات أو الفرق ، فمنذ أيام اختتمت بطولة ودية في المنطقة صرف عليها عشرات الملايين.. لم يفز المنتخب المستضيف بها !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى