القاهرة..البداية والإنجاز  

كتب- فاضل المزروعي

حقق المنتخب الوطني للكرة الطائرة برونزية البطولة العربية في سابقة تاريخية للعبة والمنتخب بتحقيقه ميدالية ملوّنة وصعود منصات التتويج بالبطولات العربية للمنتخبات للرجال، حيث سبق للكرة الطائرة تحقيق الذهب عربيا في منافسات الشواطئ.

من المصادفة أن يتحقق الإنجاز في العاصمة المصرية القاهرة التي استضافت الحدث العربي، وتأتي الصدفة كون بدايات تأسيس المنتخبات الوطنية جاءت من القاهرة في بداية الثمانينيات.

فالحكاية تعود إلى أكثر من 38 عاما، عندما استقطبت الشؤون الرياضية في عام 1980 المدرب المصري المقدم حسين الغمري لتشكيل أول منتخب عماني رسمي للكرة الطائرة، حيث لم يكن هناك منتخب رسمي قبل ذلك وكانت المشاركات السابقة تأخذ الطابع غير الرسمي.

وبدأ العمل عام 1980 بعدما تم تكليف المرحوم حامد حمدان ليكون مساعدا للغمري، وقام الرجلان بالبحث عن أفضل العناصر وأنسبها للعبة من مدراس محافظة مسقط لتشكيل النواة الأولى للمنتخب من خلال فحوصات واختبارات بدنية للعناصر المختارة منها طول القامة والقفز والمرونة وغيرها.

ورغم أن بداية العمل والتأسيس في مسقط، إلا أن المحطة الخارجية الأولى كانت في مصر وبالتحديد في القاهرة التي استضافت عدة معسكرات للمنتخب الوطني حديث التكوين.

وتواصلت المعسكرات في مصر على فترات متقطعة حتى بعد رحيل المقدم حسين الغمري.

ومنذ ذلك الحين مرت الطائرة العمانية بمراحل عدة ومنعطفات كثيرة، وصلت لذروتها في منتصف الألفية الثانية عندما تحقق للسلطنة جيل جيد يعتبر الجيل الذهبي للطائرة.

جيل تمكن من تحقيق فضيتين خليجيتين وبرونزية الألعاب الخليجية الأولى بالبحرين وخامس الألعاب العربية بالدوحة ،لكنه لم يسجل أي حضور قوي على المستويين العربي والآسيوي.

وهنا لا ننسى دور المدرب الوطني في التأثير الإيجابي على رحلة المنتخب الوطني الماضية، إذ كان له الأثر الكبير في تحقيق عدد من النتائج الإيجابية كمدرب أو كمساعد للمدرب.

ورغم المشاركات السابقة للطائرة العمانية في البطولات التي استضافتها القاهرة، لم يحقق المنتخب أي نتائج تذكر، حتى جاء الخبر السعيد في النسخة الحادية والعشرين من البطولة العربية بإحراز الميدالية البرونزية.

جاء ذلك بعد تحقيق نتائج إيجابية بالفوز على منتخبات فلسطين والأردن والعراق والجزائر، والخسارة من البحرين الوصيف ومنتخب مصر البطل.

ومن الصدف أيضا أو من حسن الطالع.. أن يكون ضمن الوفد أحد اللاعبين الذين مثلوا اللبنة الأولى لتشكيل المنتخبات الوطنية وهو يقوم بدور آخر، حيث شارك مع المنتخب “البرونزي” أحمد عبدالله السعيد عضو مجلس الإدارة ورئيس الوفد وهو شاهد على البدايات وعلى الإنجاز.

ختاما.. تتفشى في الفترة الأخيرة ظاهرة التشكيك في الإنجازات الرياضية، فهناك من يسعى للاستهانة وتقليل الإنجازات التي تتحقق، حيث أصبحت منصات التواصل الاجتماعي وسيلة سهلة للتعبير عن مثل هذه الآراء التي تثبط الهمم، دون تقدير للجهود التي بذلت.

والمحزن أن معظم هذه الآراء تأتي من أشخاص لم يعيشوا يوما دور الإداري ولا المدرب ولا اللاعب حتى يشعروا بحجم الجهد والتعب البدني والذهني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى