منتخب التانجو النسائي من “النسيان” إلى المونديال

 

(د ب أ)- توووفه

 

قبل ستة شهور، فاجأت لاعبات المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم متابعي بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2018) في تشيلي من الإشارة بأيديهم إلى آذانهن في إشارة إلى مطالبتهن بضرورة منح كرة القدم النسائية في الأرجنتين بعض الاهتمام والرعاية.

والآن، يبدو أن الفريق سيجبر المسؤولين عن كرة القدم في بلاد التانجو على منح الكرة النسائية القدر المناسب من الرعاية والاهتمام حيث شق الفريق طريقه بجدارة إلى بطولة كأس العالم 2019 المقررة في فرنسا.

ويعود المنتخب الأرجنتيني بهذا إلى الظهور في المونديال بعد غياب طويل حيث كانت مشاركته الماضية في 2007 .

ويمثل بلوغ الفريق مونديال 2019 خط النهاية للافتقاد إلى الموارد المالية والمساواة بشكل كبير مع منتخبات الرجال.

وكان المنتخب الأرجنتيني تأهل للمونديال الفرنسي بالفوز على نظيره البنمي 4 / صفر ذهابا والتعادل معه 1 / 1 إيابا في الدور الفاصل.

وعلى مدار عقود ، عانت كرة القدم النسائية في بلاد النجم الشهير ليونيل ميسي من الإهمال والنسيان. ولهذا ، حرصت اللاعبات على التقاط صورة وهم يضعن أيديهن في إشارة إلى الأذن بعد الفوز بالمركز الثالث في كوبا أمريكا 2018 بتشيلي.

وقبلها بعام واحد فقط ، كتبت اللاعبات خطابا إلى الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم يستنكرن فيه افتقاد الكرة النسائية للموارد والدعم المالي كما أشرن إلى إمكانية القيام بإضراب.

وعانت اللاعبات في الأرجنتين طويلا من الحصول على بدلات انتقالات هزيلة للغاية من أجل الذهاب للتدريبات التي كانت تقام في معظم الأحيان على ملاعب من النجيل الاصطناعي. وفي بعض الرحلات ، كانت اللاعبات تضطر للنوم في الحافلة.

ورغم وجود مركز تدريبي متميز وفخم للاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم بإحدى ضواحي العاصمة بوينس آيرس ، كان هذا المركز مجهزا لمنتخبات الرجال فقط دون أي تجهيزات للمنتخبات النسائية.

ومع الصورة التي التقطها الفريق في كوبا أمريكا خلال نيسان/أبريل الماضي ، بدأ التغيير تدريجيا بعدما أنصت المسؤولون للفريق بقيادة المدير الفني كارلوس بوريلو.

واعترف كلاوديو تابيا رئيس الاتحاد الأرجنتيني للعبة قبل شهور قليلة : “يجب أن ندعم كرة القدم النسائية”.

وربما كان هذا الاعتراف خطوة جيدة على طريق التغيير في واقع الكرة النسائية ببلد يحظى فيه منتخب الرجال بحماس كبير وشغف جامح من قبل الجماهير.

وكانت كوبا أمريكا 2018 في تشيلي بمثابة نقطة تحول في تاريخ المنتخب الأرجنتيني الذي لا يحظى بالطبع بنفس المكانة التي يحظى بها منتخب رجال التانجو على الخريطة العالمية بل إن منتخب التانجو النسائي يقل كثيرا في مستواه عن مستويات منتخبات أخرى لها باع طويل في الكرة النسائية وفي مقدمتها المنتخب الأمريكي.

ومع فوزه بالمركز الثالث في كوبا أمريكا 2018 ، حصل المنتخب الأرجنتيني على بطاقة التأهل لمسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأمريكية المقررة العام المقبل في ليما كما تأهل للملحق الفاصل أمام منتخب بنما من اتحاد كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) على بطاقة التأهل للمونديال الفرنسي.

وبهذا ، لحق المنتخب الأرجنتيني بنظيريه البرازيلي والتشيلي إلى المونديال الفرنسي.

وهذه هي المشاركة الثالثة للمنتخب الأرجنتيني في المونديال بعد مشاركته في نسختي 2003 و2007 علما بأنه خرج في كليهما من الدور الأول (دور المجموعات) للبطولة.

وتتصدر استيفانيا بانيني قائمة نجمات الفريق حيث يطلق عليها لقب “ميسي الكرة النسائية بالأرجنتين”.

وتركت بانيني فريق واشنطن سبيريت الأمريكي لتنتقل إلى ليفانتي الإسباني. وقالت بانيني إن التأهل لكأس العالم يمثل خطوة هائلة “لتواصل كرة القدم النسائية بالأرجنتين نموها وتطورها”.

ورغم الطفرة التي شهدتها كرة القدم النسائية في الأرجنتين خلال السنوات الماضية، ما زالت بعيدة بشكل كبير عن الشهرة التي تحظى بها اللعبة على مستوى الرجال.

وتشهد بعض المدارس نشاطا لكرة القدم على مستوى الفتيات ولكن كرة القدم النسائية لا تتواجد في كل الأندية مثلما هو الحال بالنسبة للرجال.

ويشهد دوري الدرجة الأولى للكرة النسائية في الأرجنتين مشاركة 16 فريقا من بينها فرق ريفر بليت وريسينج وبوكا جونيورز وسان لورنزو.

وأكد تابيا قبل أيام قليلة : “نشعر بالسعادة والإثارة لمواصلة تطور كرة القدم النسائية في بلدنا” مشيرا إلى ضرورة تحفيز جميع الأندية على أن يكون لديها فرقها النسائية وحثها على المشاركة في البطولات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى