كانو .. الدرع الذي يحمي وسط عمان 

توووفه – عمر الصالحي 

 

هنالك علاقه أبدية بين الشطرنج وكرة القدم، تجعل كل منهما يتقاسم الإثارة والذكاء “الفطنة” في أوقات معينة والتي من شأنها أن تحسم تفوق خصم على آخر في جزئيات بسيطة، هي كبيرة في نظر من ينظرون بعين التجرد.

فكل منهما يعتمد على أساليب “وتكتيكات” معينة للفوز، ولكل منهما أيضاً أدوات (لاعبين) يسهمون في ذلك ،فهم من يتحركون لإعطاء أفضلية في اللقاء أو الشوط لحسم تلك المنافسة في نهاية المطاف.

في كرة القدم العمانية ظهرت الكثير من الأسماء اللامعة التي لم تكتف بمهارتها فقط بل ذهبت إلى حد النجومية الخليجية والعربية وحتى الآسيوية.

من شواطئ صور إلى نجومية ملاعب الخليج وآسيا 

أحمد مبارك “كانو” أحد أبرز النجوم الذين رجحوا كفة منتخبنا الوطني فنياً ومهارياً لسنوات عديدة، لم يتوان بفرض إيقاعة على المنتخب رغم تغير جلدة الفريق “الذهبي” الذي عشقة الجميع.

لايزال كانو بإصراره المعهود يمارس مايحبه في وسط الملعب، التحام، افتكاك، بناء، توجيه ، يتحرك يميناً ويساراً لسد الفراغات لا ييأس لايكتفي بذلك بل يشارك ويسجل أيضاً.

شكل كانو منهجية اللاعب الأصعب في المواجهات الفردية لدى بعض اللاعبين الخليجيين وذلك ما أكده البعض في منافسات بطولات الخليج بوجه الخصوص.


التشيكي “ميلان ماتشلا”

“كانو” يعد أحد مكتشفات العجوز التشيكي ميلان ماتشلا والذي صقل مهارته الفنية وشكلها بما يتناسب مع أحد أهم المراكز النادرة والحساسة في صفوف أحمرنا العماني ، وكان أيضاً يصب اهتمامه لهذا المركز لاعتماده على الرسم 3-5-2  ما يتطلب ذلك الأمر إلزاماً.

كما أن إصرار الفرنسي الراحل “عبدالكريم ميتسو” على جلبه لنادي الغرافة في بداياته إبان تجربته الأولى مع العين الإماراتي ووعده له بإرساله لنادي مرسيليا الفرنسي لهو دليل آخر على جودة اللاعب الكبيرة وما يتمتع به من مقومات قل ماتشاهدها في ملاعبنا العربية.

خوضه للعديد من التجارب والتي وضعته ضمن قائمة اللاعبين الأكثر احترافاً في آسيا دليل آخر على جودته الفنية واحتياجات الأندية لنجم يمتلك تلك المقومات المميزة.

مسيرة حافلة

خاض “كانو” العديد من التجارب الخليجية المميزة بدأها في الدوري الإماراتي، وصولاً للقطري والكويتي والسعودي بقائمة تطول من أسماء الأندية التي مثلها.

بقي”كانو” بنفس الإصرار المعهود والعزيمة العالية التي طغت على مشواره الكروي رغم اعتزال جل من صاحب تميزه طوال مشواره الكروي.

كما عاصر “كانو” جيلين مختلفين، عُرف الأول بنجوميته وانسجام لاعبيه، ظلت الجماهير تصدح بهم إلى يومنا وظل كانو بنفس الخطى والتميز.

أحمد كانو وسعد سهيل

عطاء منقطع النظير 

ورغم تقدم كانو في العمر وحساسية مركزه الذي يتطلب لاعباً يميل للحيوية المستمرة لازال كانو بنفس النسق والروح المعنوية التي تضفي البريق في وسط منتخبنا منذ بداية الألفية الجديدة إلى أن أصبح بعمر 33 سنة.

دور محوري

الدور المحوري الذي سيشغله “كانو”  في بطولة آسيا القادمة عميق جداً إذا ما تم ربطه بقيادته للفريق على أرضية الملعب وعطاءاته التي ستشكل أيضاً فارقاً كبيراً في مواجهة نخبة منتخبات آسيا التي تمرس على مواجهتها في سنواته الطويلة مع الأحمر العماني.

ديناميكية الأداء 

كانو يميل للحركية والديناميكية، قريباً من المرمى تارة وقريباً من خط الهجوم تارة ورغم ذلك لاتجده يفقد تمركزخ الصحيح، يعود سريعاً ويشغل عدة مراكز أخرى بجانبها.

يمتاز “كانو” أيضاً بجودة الضغط العالي على الخصم وسرعة افتكاكه للكرة عند خسارتها من الفريق في مناطق حساسة، إضافة لذلك الحس الجيد في توقع المناطق المراد تغطيتها .

ثنائية “الذهب”

بعد الثنائية المميزة التي جمعته مع أحمد حديد والتي شكلت أحد أبرز نجاحات الأحمر “الذهبي” لأكثر من عقد من الزمان، بزغت ثنائية أخرى كشفت عنها بطولة الخليج الأخيرة بينه وبين “المحارب” حارب السعدي ستضفي لهما إمكانية أخرى للتعبير عن مستوياتهما المتميزة .

ماذا يريد فيربك من الثنائي

فنياً ينتهج فيربك فكرة تواجد لاعبين بنفس الخصائص العامة لنصرة أفكاره الخاصة كما أن هنالك فرضية أخرى لتواجد الثنائي معاً في بطولة آسيا القادمة للتركيز على الجانب الدفاعي لاغير وترك الجانب الهجومي لآخرين.

وذلك ما وضح جلياً على فكرة الهولندي فيربك مما سيفتح الباب لانتظار الثنائي في بطولة آسيا بشكل مختلف ومميز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى