داني سيبايوس.. جوكر مدريد الذي يستحق معاملة أفضل

 

تحليل- أحمد مختار

لم يحصل على فرصة حقيقية مع زيدان، شعر بالندم بعد انتقاله إلى ريال مدريد، خصوصا بعد عدم مشاركته أساسيا، ولا حتى دخوله كبديل، ليفقد فرصة التدريب مع كيكي سيتيين، ويبتعد بعض الشيء عن حلم التواجد مع المنتخب الأول في إسبانيا. كانت هذه مشاعر داني سيبايوس في الموسم الماضي، لكن كل شيء تغير للأفضل.

بعد إعلان الفرنسي زيدان رحيله عن الملكي، واتخاذه القرار المفاجئ بالاستقالة والابتعاد قليلا عن الأجواء، ليعطي -دون قصد- قبلة الحياة للاعب الوسط الشاب، الذي عرفه جمهور الليجا منذ صعوده مع ناديه الأندلسي القديم، ووصفه الكثيرون بأنه سيكون واحدا من أفضل لاعبي الارتكاز بالكرة الإسبانية.

حصل سيبايوس على الفرصة الحقيقية مع لوبيتيجي، وأشرك المدرب المقال لاعبه في أكثر من مباراة، سواء كلاعب وسط صريح بالعمق، أو حتى جناح داخلي على الطريقة الإسبانية، بالتواجد على الخط في رسم 4-3-3 أو 4-4-2، والدخول إلى العمق من أجل الصناعة، ليكون تحركه الأساسي في أنصاف المسافات. وقدم داني مستوى جيد في هذا الشق خلال الدقائق التي لعبها، قبل رحيل جولين بسبب سوء النتائج.

المهارة والرؤية، هذه هي الصفات الرئيسية التي تحدد مدى نجاح لاعب الوسط بعيدا عن العمق، لأنه يحتاج إلى إنجاز المهام في أسرع وقت ممكن، مع انسيبابية حركية تساعده على قلب تحركاته في جزء من الثانية، وهذا ما أجاد فيه الرقم 24 ولو لفترة قصيرة، لأنه يملك المرونة التي تجعله يفهم أبجديات المكان الجديد، وكيفية التمركز خلاله سواء بالكرة أو من دونها، ليستخدمه لويس إنريكي بالفترة الأخيرة كلاعب وسط مائل إلى الطرف، من أجل التسديد أو لعب العرضيات في حالة التأخر بالنتيجة، كما حدث ضد إنجلترا منذ فترة.

مع سولاري كان الأمر أكثر حيوية، فالمدرب الجديد لريال مدريد يعتمد على سيبايوس بشكل واضح، لكن كلاعب “طواريء” أكثر منه لاعب أساسي، بمعنى أنه يحل مشاكل المدير الفني في المباريات المعقدة، ويقوم بتعويض زملائه في التشكيلة الرئيسية، كلما غاب أحدهم إما للإصابة أو للإيقاف، مثل مباراتي إيبار وفالنسيا بالليجا.

قدم سيبايوس أداء ضعيف جدا ضد إيبار، حينما تم إشراكه كلاعب ارتكاز دفاعي بدلا من كاسيميرو. ولا يتحمل اللاعب مسؤولية ما حدث، بقدر ما كان الأمر قرارا خاطئا من سولاري، لأن إيبار فريق باسكي على الطريقة الإنجليزية، بمعنى أنه يضغط بقوة، يجيد لعبة التحولات السريعة، ويلجأ إلى الكرات الطولية وألعاب الهواء، مع وضع أكبر عدد ممكن من اللاعبين في نصف ملعب خصومه، للانقاض على حامل الكرة الثانية، وقطعها من أجل تطبيق المرتدة الخاطقة، بأقل عدد ممكن من التمريرات.

ركز ميندليبار مدرب إيبار في خططه على استهداف أظهرة مدريد وارتكازه عند الضغط، بمعنى لعب الكرات الطولية تجاه ثنائي الهجوم، ثم محاولة افتكاك الهجمة من مناطق قريبة، لذلك فشل سيبايوس في التعامل مع الكرة الثانية، لأنه بالنهاية لاعب وسط متقدم أو ارتكاز مساند، وبالتأكيد لا يملك القوة البدنية التي يمتاز بها كاسيميرو وأمثاله، لذلك أدى مباراة ضعيفة من دون الكرة، في التغطية وشغل الفراغات أثناء التحولات، بالإضافة لضعف مساندة زملائه أسفل الأطراف.

في مباراة فالنسيا كانت الأمور أفضل، لأن داني تواجد كلاعب وسط مائل لليسار، مكان كروس الغائب للإصابة. ودخل سولاري برسم 4-3-3، مع وجود يورينتي، سيبايوس، ومودريتش، ونجح الفريق الملكي في السيطرة على مجريات اللعب، خصوصا بالشوط الأول، الذي قدم فيه الريال ربما أفضل عروضه منذ فترة طويلة، من خلال التحكم في نسق المباراة، وخلق أكثر من فرصة، مع عدم فقدان الكرة في نصف ملعبهم، بالإضافة للارتداد السريع أثناء المرتدات، وكان “الجوكر” أحد نجوم المباراة عن جدارة.

سيطر سيبايوس على الجبهة اليسرى تماما، وصنع ثنائية مميزة مع الظهير الشاب ريجيلون، بالإضافة لتمركزه في العمق على مقربة من بيل/ أسينسيو، ليهاجم الريال من الأطراف، مع حماية كاملة بالمنتصف. ونتيجة لذلك، فإنه قادر على المشاركة في الخانة الأساسية خلال المباريات المقبلة، خصوصا مع سوء حالة مودريتش وانخفاض مستواه، لينتقل من خانة البديل الجيد إلى الأساسي الإجباري هذا الموسم.

يلعب سيبايوس في المركز 8 خلال بداياته، أي لاعب الوسط المهاجم القريب من الثلث الهجومي الأخير، لكنه يعود كثيرا إلى خط المنتصف، ليقوم بمهام الارتكاز المتكامل في المركز 6 بالملعب، أي اللاعب الذي يربط بين اللاعب الدفاعي ونظيره الهجومي، مع قيامه بضبط سرعة فريقه هجوما ودفاعا، بالإضافة إلى التحكم في نسق المباريات بتسريع أو قتل الهجمة وفق حاجة فريقه، لذلك هو أقرب إلى دور منظم الأداء وصانع اللعب من الخلف.

مع عودة كاسيميرو ووجود يورينتي كلاعب جاهز، فإن سيبايوس يستطيع اللعب أساسيا كلاعب وسط مائل لليمين، رفقة كروس على اليسار، وإراحة مودريتش قليلا على الدكة، تجنبا لإبعاده الموسم المقبل، مع رغبة الكرواتي في الرحيل وخوض تجربة جديدة، لكن قرار مثل هذا يحتاج إلى جرأة كبيرة من سولاري، فهل يفعلها المدير الفني الجديد لريال مدريد؟

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك رداً على محمد ذكي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى