محترفون.. أحلام وردية على سرير الإنعاش

 

كتب- عمر الصالحي 

من مبادئ تقييم الدوريات المختلفة قياس جودة المحترفين الذين يلعبون به، ومدى تأثيرهم الفني على فرقهم والدوري الذين ينتظمون تحت مظلته بالإضافة إلى القيمة الفردية التي يمتلكونها.

على المستوى المحلي وتحديداً في دوري عمانتل يختلف عدد القادمين والمغامرين في الأندية موسمياً، حيث تشهد بعض الأندية رحلات موسمية بجلب 4 إلى 6 محترفين وهو متوسط عدد المحترفين، فيما تذهب أخرى لأبعد من هذا الرقم بكثير.

قصص كثيرة حدثت وستحدث ولكن هنالك عبر كثيرة تظهرها رحلات الاستقطاب التي تشهد صنوفاً مختلفة، إحدى معالم قصص استقطاب المحترفين تتشكل عندما يبدأ “س” من الأندية بالبحث عن لاعب “محترف” يتم اختيار عينته ومركزه قبل أن يتم تعيين من سيشرف على قيادته وتقييمه في أوقات كثيرة.

وتذهب الرياح بأصحاب الاختيار إلى أن يسابقون الزمن لاقتناص المتوفر منهم بأبخس الأثمان من صندوق خاو لا يحمل إلا القليل من المال بعد أن عصفت به الأيدي من كل صوب وحدب من أجل سد ما يمكن سداده، وبعد اختيار متأخر يأتي الدور على “الوسيط” الذي يلعب دوراً محورياً في إيصال المحترف للنادي الذي بنى وعلق آماله بالظهور المميز وترك بصمته، فيما آخرون منهم يأتون لقضاء وقتهم ولحاجتهم لا أكثر.

وما إن تطأ قدما المحترف ناديه الجديد حتى يصطدم بالحالة الفنية والمالية الضعيفة التي تتكئ عليها بعض الأندية والتي يصل بعضها لعدم قدرة إداراتها على توفير قيمة تذكرة قدومه إليها، ليدفع “الوسيط” قيمتها على أمل تحقيق غاية في نفسه .. كل ماحدث ليس سوى بداية النهاية التي ما إن يبدأ “المحترف” بالتعايش يجد نفسه بين دوامة من الهواجس التي تؤرقه والتي تلقي بظلالها على مستواه الفني غير المضمون وذلك لجودة الاختيار الضعيفة إلى حد كبير.

في دورينا قلة هم من سطروا أسماءهم وزخرفوها بماء الذهب، هم من ذهبوا إلى الدوريات المجاورة وحصدوا نجاحات أخرى وكثيرة، وعلى سبيل المثال لا الحصر مارديك مارديكيان لاعب صحار السابق وداسيلفا لاعب المصنعة اللذين تمكنا من وضع بصمتهما في دورينا، ثم شهدت لهما أنديتهما الخليجية بما حققاه من النجاحات، ويعزى أمر نجاحهما بدرجة أولى إلى معايير الجودة التي اعتمدها من استقطبهما لدورينا، وأظهرهما بشكل مميز.

في الجانب الآخر والمظلم هنالك العشرات من اللاعبين الذين يناهزون أرقاما مرتفعة في المغادرة موسمياً بعد رحلة شاقة في دورينا، لم تسعفهم خلالها مستوياتهم الفنية المتواضعة من أجل البقاء في الأندية، ولتخسر الأخيرة أرقاما مالية كبيرة على إثر ذلك.

ويُعزى ضعف الاختيارات التي تكشفها أرضية ملاعب دوري عمانتل للجانب المادي ومعايير الجودة الضعيفة والتأخير الكثير في اختيار الأنسب، هذا ما أكده أحد الوسطاء الذين يستقطبون الأجانب في دورينا منذ سنوات، ليبقى السؤال الأهم لماذا تستمر الأندية في مسلسل الانتقاءات غير الموفقة رغم معرفة مكامن الخطأ؟ ولماذا لا نشاهد تغييراً جذرياً في طريقة انتقاء المحترفين الأجانب؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى