يوفنتوس وروما.. لماذا لا يخسرون؟

تحليل-يوسف حمدي

تخيل أن هناك فريقًا يفوز بالدوري في كل عام، 7 مواسم متتالية بدون منافس، وفي كل مرة ترفع من الجودة قبل بداية الموسم الجديد من أجل الطموح الأوروبي، فيصبح اللقب المحلي أكثر سهولة، حتى بات الدوري الإيطالي محسومًا قبل بدايته بعدما كان جنة كرة القدم في السابق.

يوفنتوس ضد روما كانت حلقة جديدة من سؤال متى سيسقط يوفنتوس، ولكنها حلقة أكثر إثارة فقط لا أكثر، وعلى الرغم من صعوبة المواجهة بالنسبة لروما ورغم ما يمر به الفريق، إلا أن المواجهة كشفت أن روما الضعيف كان قادرًا على منافسة يوفنتوس، تمامًا كما فعل إنتر قبل أن يخسر، القاسم المشترك فقط أنهم يخسرون جميعًا.

لماذا يخسرون؟

يمكنك استنتاج ذلك بمجرد النظر إلى التشكيل والرسم الخططي للفريقين، يوفنتوس برسم ثابت وأسماء اعتادت على اللعب، وروما ببعض الشباب وآخرين لا تعرف أين يلعبون نظرًا لأنهم يتواجدون في غير مراكزهم المعتادة، حتى من يتواجدون في مراكزهم تشعر أنك تراهم يلعبون كرة القدم لأول مرة.

يوفنتوس و 4/3/3 بتشيزني في حراسة المرمى، كيليلني وبونوتشي في قلب الدفاع، أليكس ساندرو على اليسار و دي تشيليو على اليمين، ثلاثي وسط ملعب مكون من بينتانكور وبيانيتش وماتويدي، خلف الثلاثي الهجومي باولو ديبالا وماريو ماندزوكيتش وكريستيانو رونالدو.

على الناحية الأخرى روما بـ 5/3/2 ستكتشفها مع الوقت، لأنك ستخدع فيها في البداية بكل تأكيد، أولسن في حراسة المرمى، فازيو ومانولاس ومعهم كولاروف في قلب الدفاع، سانتون على اليمين وفلورينزي على اليسار، في الوسط كريستانتي ونزونزي وزانيولو، خلف باتريك شيك وجينكيز أوندر.

فريق بأسماء ثابتة وخطة معتادة، وآخر يجرب في كل مباراة شيئًا جديدًا عسى أن يجدي نفعًا، الأسئلة لا تحتاج الإجابة عنها الآن بالطبع، لأن الإجابة ستكون بسؤال آخر، وكيف سيخسرون بهذا الشكل؟

عشوائية أخرى

بالنسبة لروما لم تقتصر العشوائية على الرسم التكتيكي وتمركز اللاعبين فقط، فمحاولات بناء اللعب اتسمت بنفس الأمر في شوط المباراة الأول كذلك، تناقل الكرة في الوسط لم يأتِ بالجديد، واعتماد غير مفسر على الكرات الطولية، تمامًا كما كان غياب إيدين دجيكو ودييجو بيروتي غير مفسر.

على الجانب الآخر يوفنتوس لا يندفع للأمام، ويحافظ على توازنه في الحلف ويتقدم بحذر ويلعب على كراته التي يحبها دومًا، اعتمادًا على تقدم أظهرته وعرضياتهم، والعمل الثلاثي لماريو ماندزوكيتش وباولو ديبالا وكريستيانو رونالدو.

روما ظهر عليه ما ظهر منذ بداية الموسم، التخبط الذي أحدثه الميركاتو الغريب وعدم قدرة دي فرانشيسكو على التعامل مع الفريق بشكله الحالي، الفارق فقط أن مباراة يوفنتوس تمت مشاهدتها بنسبة أكبر، عدا ذلك فروما كان أفضل حتى من مبارياته السابقة، لم يكن هناك ما هو جديد إلا لمن كان يشاهد روما لأول مرة هذا الموسم.

تعديلات

في الشوط الثاني بدأ يوفنتوس متقدمًا بهدف ماندزوكيتش الذي أحرزه بعد نصف ساعة من الشوط الأول، وهو ما استدعى تدخلًا من دي فرانشيسكو من أجل تصحيح الأوضاع، التبديلات جاءت بدخول جاستن كلويفرت ودييجو بيروتي بدلًا من جينكيز أوندر وفلورينزي، ليتحول الرسم التكتيكي إلى الـ 4/3/3 المعتادة.

بعدها جاء دجيكو في الدقائق الـ 10 الأخيرة بدلًا من نزونزي، وبالحديث عن نزونزي يجب الإشارة إلى أن هذا الرجل علامة استفهام أخرى من تلك التي لا تنتهي، إذا كانت آخر مشاهدة لك لنزونزي قد حدثت واللاعب في صفوف إشبيلية فمن الأفضل لك أن تحتفظ بهذه الصورة الإيجابية، ولا تحاول مشاهدة نزونزي روما لأنك ستكرهه بالطبع.

تعديلات دي فرانشيسكو لم تأتِ بالجديد على مستوى النتيجة، ولكنها غيرت من شكل الفريق وجعلته يقدم أداء أفضل، روما امتلك الاستحواذ لأن أليجري لا ينظر إليه، ولكنه في نفس الوقت سدد 20 كرة في الوقت الذي سدد فيه يوفنتوس 7 كرات فقط، وهو معدل يوضح أن المباراة لم تكن من جانب واحد، ويوضح أيضًا الفارق الذي تحدثنا عنه بداية، فالتسديدات السبعة ليوفنتوس ذهبت 5 منها على المرمى بأقدام رونالدو وساندرو، قبل أن يتعملق أولسين في إبعادهم، بينما من 20 تسديدة لروما يمكنك أن تخرج 3 كرات فقط هي التي أحدثت خطورة، وبالطبع ليست كما أحدثته تسديدات اليوفي.

الكرة الآن يلعبها يوفنتوس وحده في إيطاليا، نعم اليوفي يملك فريقًا أقوى من الجميع، ولكن الجميع أيضًا تخلصوا من أزمات الماضي وأصبحوا قادرين على تحسين الأوضاع، يوفنتوس كان مثلهم يومًا وأصبح على ما هو عليه، وهو خير دليل على أن التحرك الإيجابي أفضل بكثير من البكاء على أطلال الماضي وشكوى قلة الإمكانيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى