كاتب التاريخ بلغة القدم ..!

كتب- محمد العولقي

قالت العرب: أجمل عيون خلقها الله للغزال، لو أنهم عاشوا بيننا اليوم لأعادوا الاعتبار لعين الإمارات البنفسجية ..

حذرنا الشاعر الأموي (جرير) من العيون التي في طرفها حور، فما بالك بعين الإمارات التي تصرع لب المنافس مهما كان وزنه أو حجمه ..
في عين الإمارات يستوي مرود السحر، لأنها (عين) مكحلة بهوى كل إماراتي أصيل جعل من رموشه وأهدابه فراشا وثيرا تنام عليه الإمارات في عيدها قريرة (العين) ..

عذرا (زرقاء اليمامة)، فعين الإمارات البنفسجية في بطولة العالم للأندية أصبحت أسرع وذات فاعلية على اختراق كل الحواجز مهما بدت منيعة ومستحيلة علميا ..
نعم أيها العاشق الولهان المتيم بحب بلادك، عين الإمارات جلبت لكم الهوى من حيث يدري الشاعر (علي بن الجهم)، ومن حيث لا يدري ..

للعين البنفسجية قصة، حكاية في طريقها لأن تتحول إلى موروث عالمي، فتلك العين التي نومت منافسيها مغناطيسيا، هي ذاتها العين التي تتوغل في ذواتنا المنكسرة، وهي نفسها العين التي وقعنا في غرامها البنفسجي فأحالتنا إلى (سمار) نناجي ليل الصب في انتظار ساعة فرح، هي ذاتها التي أهدتنا ثريا جميلة ملأى بضوء الليلك ..

لا يهم فريق (العين) خسارته للنهائي أمام (ريال مدريد)الإسباني، ففي النهاية تبرز فوارق التجربة والخبرة دون أن تمنع (العين) من إحصاء مكاسبه في بطولة عالمية، كان فيها بيت القصيد مع (ريال مدريد) ..

ليس لوطننا العربي عيون بصيرة في ليالينا الحالكات غير (عين) الإمارات، كلما حاصرتنا السنوات العجاف نيمم وجوهنا شطر (العين) البنفسجية حيث الماء والخضرة والوجه الحسن، عين الإمارات في دواخلنا وطن تطرزه كل حوريات الخليج، وفي أعماقنا غيمة خير محملة على أثير قوس قزح، هي مصدر إلهامنا، وشلال أفراحنا مبدد أتراحنا، هي (العين) البنفسجية آسرة عقولنا وألبابنا، فرقد سامر فوق مصلانا يقودنا إلى القمة العالية، حيث وكر النسر الإماراتي الذي لا تستهويه البقاع المنخفضة ..

بالأمس فقط .. علت (العين) على حاجب (ريفربليت)، تفجرت سحرا عاصفا أمام (الترجي)، صارت عينا ماؤها كالزلال، يشرب منها السائل والمحروم، فاض خيرها وروت تلك الشعاب الظامئة، أينع طلعها، فطرح نخيلها رطبا جنيا يحمل ماركة إماراتية أغرقت أسواق بطولة أندية العالم ..

مغرية تلك الشمس الذهبية التي تشرق على الإمارات من عين حمئة، مذهلة تلك (العين ) البنفسجية التي تذكي الهوى وتبعث المسرة، اليوم طاب أنسكم يا أصحاب المعالي والسعادة والسمو، أنتم الآن في حضرة (البنفسج)، حيث (العين) الساهرة طاردة للنوى جالبة للبشارة بصريح العبارة ..

تأكدوا من هذا الخبر : العين تفتك بكل أرقام التاريخ والأرشفة، تطوي انكسارات العرب رغم خسارة اللقب، تلملم بقايا فرائصنا المرتعدة، وبعمادة (بنفسجية) تغير مسارات التاريخ، التاريخ يا سادة انحنى أمام (العين)، أبدا ليست معجزة، ولا رمية حظ، لكنه السحر (العيناوي) الجارف الذي يقهر المستحيل ..

لم يحدث من قبل أن انحنت نجوم المجرة، ولا كواكبها لأي فريق خليجي في مزاد التاريخ المونديالي للأندية، ظلت بطولاتنا مجرد وهم وعبث وخيالات على الورق، مع (العين) تمنعت عندي الكلمات، استحالت حقيقة إلى رسم نبض يحرضك على إثارة القاموس المحيط، وكيف لا يكون المرء شاعرا وهو مطالب أن يغزل من شمس الضحى قصيدة غزل مقفاة تنضح بكل ديباجيات المديح، ليس فيها بيتا يبكي على الأطلال ..

كيف لا يزورني طيف (المتنبي)، وقد أشرقت شمس (العين) على حياض الوطن العربي بإنجاز فضي طعمه كالإعجاز ..؟
عفوا يا من أسهرت الناس ونمت ملء جفونك عن شواردها، الآن في حضرة (العين) ليس لي أن أضع سؤالك على لساني، فقد جاء العيد أخيرا، بكل حمولته المثيرة، ولد فجره في حضرة أهل العزم والعزائم، وأقطاب الكرم والمكارم ..

أيها العيناويون، لقد ذاع صيتكم في العالم، وأسمع إنجازكم الفضي العالمي من به صمم، أنتم يا أولاد الجيد ابن الجيد، لقد ختمتم عام (زايد الخير) مسكا، صرتم لأمتكم قصصا تنام في كراريس المدارس، وأصبحتم في حضرة الرواة فرسان المجالس، توجتم عامكم هذا بوثيقة للتاريخ عنوانها (في عيننا خير زايد)..

هناك من يتسلق جدار التاريخ بحثا عن خرم إبرة، وهناك من يهوى قراءة التاريخ حبا في التباكي على ماضيه، لكن نادي (العين) الإماراتي غير، هو من يكتب التاريخ، هو من يدون قصة القدم بأحلى قلم، هو من ينفخ في روح أرقامنا متكئا على ملاحمه الخالدة، وهو الراوي يا سادة يا كرام، يأمر المجد فيستجيب دون نقاش ..

أنتم يا فرسان (عين) الإمارات، أنتم يا من أبصرتم عين (المعرة)، وشيدتم لنا جنة على ضفاف المجرة، دمتم لنا ياقوتا ولؤلؤا ومرجانا وبحرا في أحشائه الدر كامن، حبنا لكم يا فرسان (العين) بغير تكلف والطبع في الإنسان لا يتغير ..
يا حاصدي العساجد، يا فتية (العين) البنفسجية، هبت رياحكم على ديار ليلى، فلم تعد عليلة، وجالت بسمائنا نحلة (البنفسج) فهزت عواطفنا العربية المحنطة، فطرحت للعالم شرابا مستساغا فيه لذة للشاربين، مودتنا لكم كبيرة بحجم وطننا العربي الكبير، وعشقنا لكم بلا حدود وأنتم في الحشا سكان ..

كونوا كما أنتم (عين حور) لا تتنفس بغير رحيق الزهر، كونوا لنا نبعا رقراقا صافيا لكل عابر سبيل، دواؤنا الذي نستطيب به، منا وسلوانا، أحداقنا التي تسهرون بها، حلم الفقير المعدم، والمشجع المغرم، طاب مقيلكم يا ساكني (عين) الإمارات، فأنا في هواكم مبتلى، ومفتون بكم من قمة رأسي حتى أخمص قدمي، سأبقى هنا تحت شمس ضحاكم الفضية، أنسج من أشعتكم وطنا لأحلامنا الكروية المستدامة، فعيني لغير جمالكم لا تنظر، وسواكم في خاطري لا يخطر ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى