رئيس اللجنة البارالمبية: 2019 ستكون سنة التحضير لطوكيو 2020

نسعى لاحداث لجنة مستقلة على غرار اللجنة الاولمبية

توووفه-محمد مبارك

على مدى ثلاث سنوات ومنذ توليه رئاسة اللجنة البارالمبية العمانية، ساهم في إحداث نقلة نوعية في رياضة ذوي الإعاقة، حيث اعتبرت السنوات الماضية بداية حصد الإنجازات على المستوى الخارجي والتواجد في عدة محافل ومنصات رياضية دولية وعربية.

وللوقوف على ما تحقق والمشاريع المستقبلية لهذه اللجنة حاورت صحيفة توووفه رئيس اللجنة البارالمبية الدكتور منصور الطوقي، حيث قدم الشكر لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ووزارة الشؤون الرياضية على الدعم غير المحدود وأعضاء اللجنة البارالمبية والرياضيين على العمل والمثابرة في هذا المجال وفيما يلي نص الحوار.

كيف تقيمون كرئاسة لجنة مسؤولة عن رياضة ذوي الإعاقة سنة 2018، هل تعتبر هذه السنة في نظركم سنة الإنجازات لرياضة ذوي الإعاقة؟

تسلمنا إدارة اللجنة البارالمبية منذ نهاية سنة 2015 أي منذ ثلاث سنوات وهو عمر المجلس الحالي الجديد، السنة الأولى كانت سنة قمنا فيها بإعادة تأسيس وهيكلة اللجنة، أما السنة الثانية 2017 من عمر المجلس كانت سنة الإنجازات على المستويين الخليجي والعربي وبطولة غرب آسيا، ونتيجة واحدة كانت مميزة في هذه السنة على المستوى العالمي كانت فضية بطولة العالم للاعب محمد المشايخي.

أما بالنسبة لسنة 2018 كانت تكملة لجهود سنة 2017 وتوجنا بميداليات في بطولة آسيا والعمل يسير بصفة منتظمة وتكاتف بين الشباب، أعتبر انجاز بطولة آسيا مقدمة لنتائج أكبر إذا استطعنا العمل بنفس الأسلوب والطريقة والهدف هو أولمبياد طوكيو 2020.

ماهي حصيلة ونوعية الميداليات في هاتين السنتين؟

في العام الماضي 2017 حققنا 25 ميدالية في مختلف البطولات التي شاركنا فيها وكانت أبرزها فضية بطولة العالم لألعاب القوى، أما السنة الحالية فقدمنا 24 ميدالية متنوعة واختلاف الإنجاز حسب “وزن البطولة” منها 5 ميداليات في البطولة الآسيوية، برونزية و3 ميداليات فضية وميدالية ذهبية، وتم تحقيق بطولة أجيال الغد لأول مرة بالأردن 2018 في كرة السلة.

ماهي الإنجازات التي تم تحقيقها في هذه السنة وهل هناك خطة لتطوير المسابقات المحلية؟

على المستوى الإداري أضفنا كرة القدم للمكفوفين وهو مشروع يطرح لأول مرة في السلطنة، وبدأنا فيه السنة الماضية وفي هذه السنة تأسيس الفريق والسنة القادمة 2019 سيكون تشكيل أول فريق كرة قدم للمكفوفين، بالإضافة إلى إحداث لعبة الشطرنج وهي في مراحل التطوير وتوسيع نطاق المشاركة فيها.

الرياضات كانت تقتصر فقط على كرة الهدف الآن تطورت وشملت ألعاب القوى كالوثب والجري وتمكين بعض اللاعبين فيها، وتم تطوير المسابقات المحلية بتطويرها وتحديثها على مستوى التسميات كملتقى عمان لألعاب القوى لذوي الإعاقة، ومستمرة لموسمين وبطولة عمان لكرة السلة لموسمين أيضا على التوالي وبطولة عمان المفتوحة لكرة الهدف وهي في استمرار منذ ثلاثة مواسم.

وضعنا لكل بطولة شعارا وثيمة وخططنا لتسويق كل بطولة على حدة وهذا التطوير والتأثيث للمسابقات حتى تستمر للسنوات القادمة.

أيضا نسعى بالتعاون مع وزارة الشؤون الرياضية لعمل برنامج الصيف الرياضي للمعاقين.

ماهي الألعاب التي تعملون على إضافتها؟

نتطلع في العام 2019 إلى التوسع لإحداث برنامج الإبحار للمعاقين ونطمح إلى التعاون في ذلك مع شركة إبحار عمان ” عمان تلينغ” بالإضافة إلى إحداث رياضة “البوشيا” لشديدي الإعاقة الحركية بالتعاون مع بعض المدارس المحلية، “تأسيسها أولا محليا حتى تشكيل فريق رياضي ومن ثم نستطيع تشكيل منتخب للعبة الجديدة والهدف يكمن في تنويع الألعاب والتعاون مع جهات أخرى من أجل تكريس النشاط الرياضي لذوي الإعاقة وتدريبهم لرفع العبء عن اللجنة”.

ماهي التسهيلات التي تحققت لهذه الفئة للانخراط في المجتمع على مستوى المواصلات والتجهيزات والتدريبات؟

رياضة المعاقين مازالت في مرحلة البناء والتكوين وهناك تحديات كثيرة في علاقتها بالمواصلات وأماكن التدريب فهي متوفرة فقط للمنتخبات على مستوى ألعاب معينة، وإذا أردنا تطوير رياضة ذوي الإعاقة لابد للأندية البدء في تقديم الخدمات لهؤلاء الرياضيين.

وعلى الجمعيات أيضا أن تفتح مرافقها لممارسة الرياضيين لأنواع مختلفة من الرياضات لتوسيع رقعة الممارسة ومع مرور السنوات كلما أضفنا رياضة جديدة بالتعاون مع جهات أخرى يمكن توسيع فرص المشاركة للمعاقين.

في الوقت الحالي الأماكن المتوفرة محدودة جدا وتحتاج لمجهود كبير من الشخص ذي الإعاقة لممارسة الرياضة مثال “في السباحة مازال هناك إشكالية في توفير الأماكن والتكنولوجيا المناسبة لممارسة هذه الرياضة، والأدوات المستخدمة أيضا في رياضة الدراجات الهوائية وأجهزة المشي والجري مكلفة جدا حيث لابد من جهات داعمة لتوفير فرصة لذوي الإعاقة لممارسة الرياضة.

نحتاج إلى دعم كبير جدا وتهيئة المرافق بحيث تكون قابلة لاستقبال المعاقين، ونطمح لوجود ناد مخصص للمعاقين يتم إنشاء ناد مخصص لذوي الإعاقة في مسقط يشمل جميع المرافق الضرورية.

كيف يتم تأهيل المدربين للقيام بمهامهم في علاقة برياضة ذوي الإعاقة لتحقيق الإنجازات؟

خلال المشاركات المختلفة في البطولات توجد العديد من الدورات التدريبية، نجعل المدربين ينخرطون فيها للارتقاء بمستوياتهم، ونطمح في العام القادم للإعلان عن برنامج تمكين لتأهيل قيادات في مجال رياضة ذوي الإعاقة.

بالإضافة إلى القيام بعدة دورات للمدربين والحكام والمتطوعين وحتى أولياء الأمور ليكون هناك أناس لديهم فكرة وقدرة على تدريب المعاقين.

كيف تقيمون الشراكة المجتمعية في هذا المجال؟ هل تعتبر كافية؟ وكيف توفرون الدعم للقيام بهذه المهام؟

بالبداية كانت نظرة الناس والمجتمع نظرة دونية كنوع من الخدمة الإنسانية، ولكن بعدما تحقق تغيرت هذه النظرة حيث قمنا ببرامج تسويق استراتيجية جيدة كما قمنا بإنجاز اتفاقيات مع شركة “تاول” وهي أول اتفاقية لدعم تأسيس كرة قدم في عمان للمكفوفين، وعندما قمنا بوضع هوية لكل بطولة بدأت الشركات في دعمنا بمبالغ مالية بسيطة لتسيير البطولات.

قبل بطولة آسيا توجهنا لشركة “كيمجي رامداس” لدعم المشاركات الخارجية، ونجحت الفكرة وكذلك في بطولة الجائزة الكبرى بتونس ونسعى إلى توقيع اتفاقيات أخرى لشراكة طويلة المدى وليست مرتبطة بفاعليات لمدة سنة كاملة كشركاء رسميين.

في 2018 كان هناك دعم قوي جدا من شركة “نت عمان” وشركة “ميثانول صلالة “، لكن الرياضات متعددة حيث هناك 5 رياضات حاليا وسنضيف رياضتين ليصبح المجموع سبع رياضات، ونحتاج إلى المزيد من الدعم لتسيير أعمال اللجنة كرسوم مدربين وحكام وأخصائي علاج طبيعي، كل هؤلاء يحتاجون إلى أموال لتقديم خدمة جيدة للمعاقين.

على المستوى التسويقي كيف كانت خطتكم؟ وكيف ترون دور الإعلام في دعم رياضة ذوي الإعاقة؟

بالنسبة للتسويق فهو شيء مهم حيث نسعى لتطوير العمل التسويقي للجنة ليكون ذا صبغة احترافية عالية وجاذبا للشركات بالإضافة إلى تطوير عمل وسائل التواصل الاجتماعي وأصبح للجنة حسابات رسمية، كما قمنا بمقابلات شخصية للرياضيين في التلفزيون والإذاعة وساعد ذلك في انتشار الوعي ونأمل أن ما قمنا به يساهم في جذب الشركات.

دور الإعلام مهم وقوي، حيث كلما وصلت المعلومة للناس كلما كانت متابعتهم أكثر وهو ما يخلق التسويق لأعمال اللجنة لجذب الشركات، وكنت أتمنى أن أحدث مجلة إلكترونية خاصة بالمعاقين لكن ذلك يعتمد على الدعم في المرحلة القادمة.

كيف تردون على من يقول إن رياضيي ذوي الإعاقة أكثر من يقدم إنجازات للوطن؟

هذه الفئة تقدم الكثير لأنها تعيش في تحد دائم لأنه عندما يحقق إنجازا يكون بذل فيه مجهودا أكبر من الشخص العادي، ولازالت هناك نظرة دونية تجاه هذه الرياضات لأنها ليست قوية كالرياضات الأخرى، أنا لا أقدم مقارنة ولكن هؤلاء حققوا إنجازات عالمية كبيرة حيث من المفروض تكريمهم وأن التكريم لابد أن يكون في المستوى وبالنظر لما قدموه يستحقون التكريم.

ماهي المصاعب التي تواجه هؤلاء الرياضيين وانتم كلجنة؟

المصاعب التي تواجه هؤلاء الرياضيين عديدة وهي متعلقة بالمواصلات حيث إن نقل الرياضيين يتطلب سيارات وباصات بمواصفات معينة، لوجود تشعب في الأماكن بين مناطق المعبيلة والخوض والعامرات فهذا يعد تحديا كبيرا لتوفير المواصلات، والأدوات المستخدمة في هذه الرياضات مكلفة وعملية شرائها ونقلها في غاية الصعوبة وتعتبر تحديا كبيرا.

أيضا صحة ذوي الإعاقة في الكثير من الأحيان تحتاج إلى أدوية وعلاج طبيعي لأن التشوهات في الجسم أثناء ممارسة الرياضة تسبب آلاما للرياضي، هناك قلة من المدربين المتخصصين، نتمنى وجود مدربين أكثر كفاءة للنهوض بهذه الرياضة حيث وصلنا إلى مستوى لابد من المحافظة عليه.

إذا كنت تحتاج إلى بطل عالمي لابد من توفير مدرب ليس بالضرورة عالميا ولكن متمكن، حيث إن المدرب يقوم كحد أقصى بتدريب اثنين من الرياضيين.

لدينا مدربة من طراز عال التونسية سنية مصطفى، حيث قدمت نتائج طيبة ولابد من وجود مساعدين لبقية اللاعبين لتكوين أبطال عالميين.

ماهي استعداداتكم للبطولات القادمة كبطولة غرب آسيا في الأردن والألعاب البارالمبية طوكيو 2020؟

الاستعدادات والخطط جاهزة وتم رفعها لوزارة الشؤون الرياضية، نأمل أن يكون هناك دعم إضافي لخطط اللجنة لأن المشاركات في السنة القادمة 2019 لابد أن تكون النشاطات على المستوى الدولي أكثر لأن هذا العام نستعد فيه لبطولة الألعاب البارالمبية طوكيو 2020، فالاستعداد الجيد يعني الوصول لعقلية تنافسية مع اللاعبين العالميين.

ليس بالضرورة تحقيق ميداليات ولكن المشاركات العام القادم في البطولات إيجابية للاحتكاك بالرياضيين العالميين ونأمل في توفر فرص أكثر ومعسكرات أكثر وبطولات أكثر للاعبين حتى يتمكنوا من التحضير الجيد للعام القادم لتأهيله للأولمبياد.

بالإضافة إلى دعوته لتأسيس لجنة رياضية خاصة برياضة ذوي الإعاقة على غرار اللجنة الأولمبية العمانية لها استقلالها المالي والإداري حيث هناك حاجة ملحة لوجود موظفين إداريين يعملون عملا دائما في هذا المجال، فما هو متوفر الآن من كوادر غير متفرغين خصوصا المدربين،وهذا الأمر يعد مطلبا أساسيا نظرا لكثافة الأنشطة والإنجازات.

وفي الختام وجه الدكتور منصور الطوقي رئيس اللجنة البارالمبية، التحية للمنتخب العماني وهو على أعتاب خوض منافسات بطولة كأس آسيا لكرة القدم في الخامس من يناير 2019، تجدون ذلك في حوار ثان طريف يتحدث فيه عن الجانب الآخر من شخصيته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى