هل أصبح فيدرر اللاعب الأفضل في تاريخ اللعبة البيضاء بلا منازع؟

(د ب أ)- توووفه

 

لن يصل الجدال حول هوية أفضل لاعب تنس بالعالم لإجابة شافية، ولكن ورغم ذلك يوجد هناك في عالم اللعبة البيضاء من لا يعتريهم أي شك في أن السويسري روجيه فيدرر هو الأفضل في تاريخ هذه الرياضة.
وبعد أن توج في أستراليا المفتوحة بلقبه العشرين في البطولات الأربع الكبرى “جراند سلام”، أضاف فيدرر المزيد من الثراء والقيمة لأسطورته، إذا جاز هذا التصور.
ولم يجد بعض من نجوم كرة المضرب العالميين، مثل مارتينا نافراتيولفا وبيلي جيان كينج وكريس ايفرت، في أنفسهم أي غضاضة في الاعتراف بأن فيدرر هو أفضل لاعب على مر العصور.
واتفق مع نجوم التنس المذكورين لاعبين نجوم في رياضات أخرى، مثل كوبي براينت، نجم السلة الأمريكية، وليندساي فون، بطلة التزلج الأمريكية، هذا بالإضافة إلى بعض المحللين ووسائل الإعلام في شتى بقالع العالم التي تتبنى نفس وجهة النظر.
وامتد هذا الجدال أيضا إلى مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الرياضية على الانترنت التي عقدت مقارنات بين النجم السويسري ونجوم آخرين في مختلف الرياضات أثروا حركة الرياضة العالمية بشكل عام على مر التاريخ مثل مايكل جوردان ومحمد علي ودييجو مارادونا وبيليه ومايكل فيليبس.
وفيما يلي نسلط الضوء على الأسباب التي قد تجعل من فيدرر أفضل لاعب تنس على مر التاريخ وعلى تلك الأسباب أيضا التي تجعل من هذا الرأي حكما مبكرا لم يحن وقته بعد:

أولا: لماذا قد يكون فيدرر لاعب التنس الأفضل في التاريخ؟:

– 20 لقبا في بطولات “جراند سلام”:
فاز فيدرر بـ 20 لقبا في بطولات “جراند سلام”، وهو العدد الأكبر لأي لاعب في تاريخ تنس الرجال، وقد حقق هذا الإنجاز غير المسبوق في حقبة زمنية تحولت فيها رياضة اللعبة البيضاء إلى مجالا احترافيا وتنافسا ضخما.
وعلى إثر هذا فإن الحصول على أي لقب من هذه الألقاب يتطلب مجهودا كبيرا، إضافة إلى أن النجم السويسري خاض 30 مباراة نهائية في بطولات “جراند سلام”، وهو ما يعد رقما قياسيا أيضا.
– البطولات الأربع الكبرى:
وزع فيدرر ألقابه الـ 20 على البطولات الأربع الكبرى التي فاز بها جميعا طوال مسيرته الحافلة، وهو الإنجاز الذي حققه ثمانية لاعبين فقط على مر التاريخ.
وبخلاف أساطير أخرى في عالم رياضة التنس العالمية، مثل اللاعب الأمريكي السابق بيت سامبراس، نجح فيدرر في إكمال عقد ألقابه في البطولات الكبرى بالتتويج ببطولة فرنسا المفتوحة (رولان جاروس) عام 2009، وهي البطولة الوحيدة من هذه الفئة التي ظلت عصية طوال وقت طويل على اللاعب السويسري.
– التصنيف:
تربع فيدرر على عرش التصنيف العالمي للاعبي التنس طوال فترة زمنية قياسية امتدت لـ 302 أسبوعا، كما أنهى الموسم متبوأ هذا المركز في خمس مناسبات، ولم يتفوق عليه في هذا الصدد سوى بيت سامبراس (ست مرات).
ومن المحتمل أن يعود فيدرر لصدارة التصنيف مرة أخرى في فبراير المقبل ليصبح بذلك اللاعب الأكبر سنا عبر التاريخ الذي يحصد هذا المركز.
– الألقاب:
حصد فيدرر 96 لقبا عبر مسيرته، محتلا المركز الثاني خلف الأمريكي جيمي كونرز صاحب الـ 109 ألقا.
– المهارة:
لا يعد فيدرر اللاعب الأفضل من ناحية الأرقام وحسب، بل أيضا بفضل طريقة لعبه المميزة، فأسلوبه ومهارته لا يقارنان، فهم قليل هؤلاء اللاعبون المتصفون بالكمال والقادرين على التحكم في مجريات اللعب المتغيرة مثل فيدرر.
وكان المستوى الفني الذي قدمه فيدرر في أوج فترات تألقه في الفترة ما بين عامي 2004 و2007 لا يمكن مقارنته مع مستوى لاعب أخر في أي عصر من عصور اللعبة البيضاء.
– الإصرار:
وإذا كان هناك شيء سقط سهوا من فيدرر خلال مسيرته فقد التقطه من خلال عودته القوية لموسم البطولات قبل عام.
وبعد أن اعتقد الكثيرون أنه أصبح جزءا من الماضي، عاد اللاعب السويسري بشكل سيظل خالدا في ذاكرة تاريخ رياضة التنس في 2017 محققا الفوز بلقبي أستراليا المفتوحة وويمبلدون، بالإضافة إلى ألقاب أخرى.
وفي 2018 استمرت صحوته رغم بلوغه السادسة والثلاثين ونجح بشكل مذهل في الدفاع عن لقبه في أستراليا المفتوحة.
وقال أسطورة التنس الأسترالية رود ليفر، أحد رموز اللعبة الذي ينازع فيدرر موقع الريادة التاريخية لهذه الرياضة، خلال فاعليات بطولة أستراليا المفتوحة: “فيدرر أصبح اللاعب الأفضل في التاريخ”.

ثانيا: لماذا لا يزال من المبكر وصف فيدرر بأنه الأفضل في التاريخ؟.
– نادال:-
لا يزال اللاعب الإسباني مستمرا في مسيرته ويجمع في جعبته 16 لقبا لبطولات “جراند سلام”، ولهذا فإن الصراع على الإحصائية الأهم في عالم التنس لم يحسم بعد.
ومع بلوغ نادال الواحدة والثلاثين من العمر فهو لا يزال قادرا على الفوز بالمزيد من الألقاب في بطولة فرنسا المفتوحة “رولان جاروس” (بطولته المفضلة)، بالإضافة إلى ألقاب بطولات “جراند سلام” الأخرى.
– ذهبية فردي الرجال في الأولمبياد:
ربما يكون هذا هو اللقب الكبير الوحيد الذي لم يحرزه فيدرر في رياضة التنس، فقد فاز اللاعب السويسري بالميدالية الفضية في أولمبياد لندن 2012 وذهبية منافسات الزوجي لأولمبياد بكين 2008 برفقة مواطنه ستلانيلاس فافرينكا.
وبعيدا عن هذا الإنجاز الذي لم يتحقق بعد، حصد فيدرر جميع الألقاب الكبرى الأخرى مثل كأس ديفيز وبطولات الأساتذة “ماسترز”.
يذكر أن نادال حقق ذهبية الأولمبياد، ولكنه لم يفز بعد بجميع بطولات “ماسترز”.

– أرقاما سلبية أمام نادال وديوكوفيتش:
يمتلك اللاعب السويسري سجلا سلبيا في مبارياته أمام نادال والصربي نوفاك ديوكوفيتش، اللاعبين الأبرز في هذه الحقبة بجوار فيدرر.
وإذا كان فيدرر قد فاز بالمباريات الأربع الأخيرة أمام اللاعب الإسباني، إلا أن الفارق التاريخي بينهما لا يزال كبيرا، فقد حقق فيدرر في هذه المواجهة الثنائية 15 فوزا، فيما حقق نادال 23 فوزا.
أما في مواجهة ديوكوفيتش فالفارق ضئيل بواقع فوز واحد فقط لصالح اللاعب الصربي (23 / 22).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى