الأحمر العماني وحلم العبور في كأس آسيا

(د ب أ)-توووفه

عندما يخوض المنتخب العماني لكرة القدم فعاليات بطولة كأس آسيا 2019 بالإمارات خلال الأيام المقبلة، سيكون لدى الفريق “المحاربون الحمر” العديد من الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها في رابع ظهور له بالبطولة القارية.

ولم يعرف المنتخب العماني طريقه إلى بطولات كأس آسيا إلا في القرن الحالي حيث تأهل إلى نسختي 2004 و2007 ثم غاب عن نسخة 2011 في قطر قبل أن يعود للبطولة من خلال النسخة الماضية عام 2015 بأستراليا.

ومع مشاركة الفريق في البطولة الآسيوية للنسخة الثانية على التوالي والرابعة في تاريخه ، سيكون الهدف الرئيسي للمنتخب العماني هو العبور إلى الدور الثاني (دور الستة عشر) ولكنه يحتاج من أجل هذا إلى إنجاز هدف ثاني له في البطولة وهو تحقيق الفوز الثالث له في تاريخ مشاركاته الآسيوية حيث لا يزال سجل الفريق في البطولة القارية قاصرا على تسع مباريات حقق الفوز في مباراتين فقط وتعادل في ثلاث وخسر أربع مباريات.

كما يسعى المنتخب العماني إلى ترك بصمته على الساحة القارية بعد عام واحد من تتويجه بلقب كأس الخليج للمرة الثانية في تاريخه.

والحقيقة أن ملامح الطفرة الكروية الحقيقية في سلطنة عمان ظهرت للمرة الأولى قبل نحو ربع قرن عندما بلغ المنتخب العماني المربع الذهبي لبطولة كأس العالم للناشئين (تحت 17 عاما) في 1995 قبل أن يخسر الفريق أمام نظيره الغاني.

وبعدها بعامين ، عاد ناشئو الكرة العمانية للتألق في مونديال الناشئين عام 1997 ولكنهم سقطوا مجددا أمام نجوم غانا في دور الثمانية.

وعلى مدار السنوات التالية، حقق المنتخب العماني بعض النجاح على مستوى مشاركاته في بطولات كأس الخليج حيث احتل المركز الرابع في نسختي 1998 و2003 ثم المركز الثاني في 2004 و2007 قبل أن يتوج جهوده والتطور في مستواه بلقب خليجي 19 التي أقيمت عام 2009، وكرر الفريق هذا الإنجاز في النسخة التي استضافتها الكويت نهاية 2017 ومطلع عام 2018 حيث توج باللقب الخليجي للمرة الثانية في تاريخه.

ورغم هذه الطفرة التي حققتها الكرة العمانية على مدار أكثر من عقدين، فشل المنتخب العماني في التأهل لنهائيات كأس العالم على مدار السنوات الماضية كما خرج صفر اليدين من الدور الأول في بطولات كأس آسيا 2004 و2007 و2015 لتكون النسخة المقبلة بالإمارات بمثابة الفرصة الجديدة أمام الفريق للخروج من عنق الزجاجة على الساحة القارية.

وتمثل العروض القوية التي قدمها الفريق في خليجي 23 بالكويت والمسيرة الجيدة التي قدمها في التصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا وكأس آسيا 2019 دافعا قويا أمام المنتخب العماني للتألق في المعترك الآسيوي.

والحقيقة أن الفريق العماني قدم أيضا عروضا قوية في مشاركاته السابقة بكأس آسيا وفشل في التأهل للأدوار الإقصائية.

ولكن الفريق يمتلك حاليا مزيدا من الخبرة التي تضاف إلى أسلحته الأخرى وقد تساعده على العبور للأدوار الفاصلة في البطولة الآسيوية للمرة الأولى علما بأنه سيخوض فعاليات البطولة بفريق يجمع بين عنصري الشباب والخبرة.

ويبرز من عناصر الشباب في الفريق المهاجم خالد الهاجري بينما يبرز من نجوم الخبرة اللاعب الكبير أحمد مبارك (كانو) / 33 عاما/ نجم خط وسط مسيمير القطري.

وإلى جانب هذا المزيج بين الخبرة والشباب، يقود الفريق هذه المرة المدرب الهولندي بيم فيربيك الذي يمتلك خبرة كبيرة من العمل مع الأندية الأوروبية وكذلك من العمل في تدريب كوريا الجنوبية وأستراليا قبل توليه مسؤولية المنتخب العماني.

وقاد فيربيك، الذي سبق له العمل كمدرب مساعد بالمنتخب الإماراتي، المنتخب العماني للفوز بلقب كأس الخليج بالكويت قبل عام واحد ويحلم بقيادته إلى الأدوار الإقصائية في كأس آسيا.

كما قاد الفريق للتأهل بجدارة إلى نهائيات كأس آسيا في الإمارات حيث احتل المركز الثاني في المجموعة الرابعة بالدور الثاني من التصفيات وحصد الفريق 14 نقطة ليحتل المركز الثاني بفارق ست نقاط خلف المنتخب الإيراني.

وخلال مسيرته في هذه المرحلة من التصفيات ، حقق الفريق الفوز في أربع مباريات وتعادل في مباراتين وخسر مثلهما وسجل لاعبوه 11 هدفا مقابل سبعة أهداف اهتزت بها شباكه.

ورغم فشله في استكمال مسيرته والوصول لتصفيات التأهيل لكأس العالم، أكمل الفريق طريقه إلى نهائيات كأس آسيا بتصدر مجموعته في الدور الثالث بالتصفيات حيث حصد 15 نقطة من خمسة انتصارات وهزيمة واحدة وسجل لاعبوه 28 هدفا واهتزت شباك الفريق خمس مرات.

ويستهل المنتخب العماني مسيرته في المجموعة السادسة بالنهائيات بمواجهة منتخب أوزبكستان العنيد والتي تعتبر مواجهة حاسمة بين الفريقين بشكل كبير على بطاقة التأهل الثانية من هذه المجموعة إلى الدور الثاني حال سارت النتائج في هذه المجموعة بلا مفاجآت وحجز المنتخب الياباني بطاقة التأهل الأولى من هذه المجموعة.

وبعد هذه المواجهة أمام المنتخب الأوزبكي، يلتقي المنتخب العماني نظيره الياباني قبل مواجهة منتخب تركمانستان في ختام مسيرته بالمجموعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى