بوليسيتش.. جوهرة تشيلسي التي تحتاج إلى هازارد

 

تحليل- أحمد مختار

تعاقد نادي تشيلسي رسميا مع الأمريكي كريستيان بوليسيتش، في صفقة كلفت الفريق اللندني 64 مليون يورو، حصل عليها فريقه الحالي بروسيا دورتموند، الذي سيلعب له بنظام الإعارة حتى نهاية الموسم، قبل انتقاله النهائي إلى الدوري الإنجليزي مطلع الصيف المقبل.

ويعتبر اللاعب أحد أبرز المواهب الشابة في كرة القدم، وتابعه أكثر من فريق أوروبي كبير، قبل أن يخطفه “البلوز” بعد إصرار ماوريسيو ساري على ضمه بأي طريقة.”

بوليسيتش كان خيارا رائعا في مرحلة ما بعد ديمبلي بدورتموند، نتيجة ذكائه بالكرة ومن دونها، وتألقه مع المدرب بيتر بوس وقبله توماس توخيل. وقدم الأمريكي مباريات جيدة في البوندسليجا، مع قدرته على صناعة اللعب والتسجيل، بالإضافة إلى أهم مزاياه على الإطلاق، ألا وهي المراوغة وهزيمة المدافعين، مع لعب التمريرات البينية خلف الأظهرة، وتجاه زملائه بالثلث الهجومي الأخير مباشرة.

يشبه بوليسيتش في تألقه طريقة صعود النجم ماركو رويس، من خلاله كونه جناح غير تقليدي، أقرب إلى صناع اللعب ونجوم خط الوسط، لأنه يمرر إلى زملائه باستمرار، ويضع اللاعب الآخر في وضع أفضل أمام المرمى، أي يمكنه التواجد خلف المهاجم الصريح أو على الطرفين.

مع لعبه من قبل كلاعب وسط صريح في بعض المواجهات، لكن ليس كارتكاز دفاعي أو حتى مساند، بل لاعب وسط ثالث مائل لليمين أو اليسار. بالتحديد لاعب الوسط بالمركز 8 في رسم 4-3-3، أي اللاعب الهجومي الثالث في تركيبة ثلاثي المنتصف، لكنه يعاني مثل غيره من بعض العيوب، أهمها ضعف مردوده الدفاعي، ونقص قوته البدنية في ألعاب الهواء، نظرا لصغر سنه وعدم ضخامة جسده.

ووفق إحصائياته طوال مسيرته مع دورتموند، سجل اللاعب 10 أهداف وصنع 13، مع ميزة واضحة في الحيازة والسيطرة، سواء بلعب التمريرات التي تؤدي إلى تسديدة، أو حتى العودة خطوات للخلف والمشاركة في خروج الكرة من الوسط، بدون تمريرة حاسمة أو تسديدة.

والأهم قدرته على الاستحواذ الإيجابي والاحتفاظ بالكرة في المساحات الضيقة، لخلق الفراغ أمام زملائه، سواء الأظهرة أو المهاجمين، مع كونه خيار تمرير قوي أمام لاعبي الارتكاز، لعدم خوفه أو هيبته من الاستلام تحت الضغط، وهذه أكبر ميزة جعلته لاعبا أساسيا مع المدرب توخيل في بداياته مع بروسيا.

يؤكد الكثيرون بأن صفقة انتقال بوليسيتش جاءت لتعويض رحيل هازارد المنتظر، وبعيدا عن بقاء أو انتقال إيدين لأي فريق آخر، فإنه من الصعب وصف كريستيان بأنه بديل البلجيكي في تشيلسي، لأن اللاعب الأمريكي خليط بين لاعب الوسط والجناح، يفضل الصناعة والعودة إلى المنتصف أكثر من التسجيل أو حتى القيام بالأسيست المباشر، وبالتالي فإن مسألة تمحور هجوم فريقه عليه فقط سيكون أمرا خاطئا، لأنه أفضل في دور العامل المساعد لا الخيار الرئيسي.

وفي رواية أخرى هو صديق البطل الذي لا يتصدر الأفيش، عكس هازارد على سبيل المثال الذي يقود منظومة تشيلسي، ولديه عدد وافر من الأهداف تسجيلا وصناعة.
بالتأكيد لعب كجناح أيسر سواء على الخط أو داخل الملعب، لكنه يتألق أكثر في الجهة الأخرى، بعيدا عن مكان تألق هازارد الطبيعي، الساعد الهجومي المائل لليسار، والذي لديه القدرة على التحول إلى الصندوق، كمهاجم إضافي أو حتى مهاجم وهمي، كما جرى مؤخرا بعد غياب كلا من جيرو وموراتا عن المشاركة الأساسية.

يمكن التأكيد بأن بوليسيتش مع هازارد إضافة قوية لتشيلسي، لكن بوليسيتش مكان هازارد يعني دخول ساري وفريقه في مرحلة الشك، لاختلاف التمركز الخططي لكلا اللاعبين، مع تضاعف الضغوطات في إنجلترا مقارنة بألمانيا، وحاجة اللاعب إلى الوقت والتجربة، للتحول من دوره كمشروع لاعب كبير إلى آخر كبير قولا وفعلا.

في حالة استمرار تشيلسي برسم 4-3-3، فإن بوليسيتش أمامه أكثر من خيار، إما التواجد على اليمين كجناح حقيقي، وفي الجهة الأخرى هازارد، مع جلب مهاجم جديد أو استمرار الرهان على موراتا، والإبقاء على ثلاثي الوسط كما هو. هناك حل آخر، بعمل بعض التعديلات بوضع الوافد الجديد كلاعب وسط ثالث مائل لليمين، مكانه المفضل في دورتموند جنبا لجنب مع الجناح، وتحويل كانتي إلى اليسار، للتغطية خلف هازارد، وإعطاء ألونسو ميزة التقدم للأمام.

خصوصا أن الجهة الأخرى ضعيفة هجوميا، لأن أزبليكويتا ظهير دفاعي بامتياز، لذلك وجود جناح على الخط “بيدرو أو أي لاعب آخر” مع بوليسيتش في الوسط الأيمن، خيارات ستعطي تشيلسي ميزة الوفرة في الكم والكيف على حد سواء. وبالطبع يمكن للأمريكي اللعب كجناح أيسر على الخط، مع دخول هازارد في العمق كمهاجم وهمي، للاستفادة من مهارته في وبين الخطوط.

وللعلم فأن بولسيتش لعب في هذا المركز على اليسار أيام تواجد ديمبلي معه في دورتموند، لأن الفرنسي شغل الرواق الأيمن حينها.

“ربما في إيطاليا نحن نجري أكثر من إنجلترا على مستوى العدد، لكن هناك فارق حقيقي في الجودة، بمعنى أن السرعة في الدوري الإيطالي مرتبطة بالكم، أما البريمرليج فهي أقرب إلى الكيف.

السرعة في الدوري الإنجليزي أكثر وضوحا، هناك انطلاقات كل دقيقة، شيء قريب من الركض الخاطف من مكان لآخر، أشبه بالسبرينت في عالم الجري، لذلك فأنت في حاجة إلى محرك كبير، أو مجموعة قادرة على التحولات السريعة”.

يقول ساري هذا التصريح بعد هزيمته منذ فترة أمام ليستر، ليؤكد حاجة تشيلسي إلى دماء جديدة، خصوصا في لعبة المرتدات سواء في الدفاع أو الهجوم، لأن فريقه أو حتى أسلوبه الآن أقل سرعة من منافسيه، أبطء بعض الشيء من المتداول في الكرة الإنجليزية.

نتيجة لذلك فإن السعي نحو بوليسيتش أمر منطقيا، لأن الأمريكي مميز في الناحية التقنية، لكنه أيضا يمتاز بالسرعة والخفة، التي تجعله مثاليا في لعبة التحولات، الصيحة الأشهر في إنجلترا والتي يحتاج ساري إلى ضبطها في أقرب وقت ممكن، حتى يصنع فريقا تنافسيا قادر على الفوز باللقب، لا مجرد التواجد ضمن الأربعة الكبار في البريمرليج.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى