تحليل توووفه: الفوز ليس للأفضل دائماً

 

توووفه- عمر الصالحي

هنالك نظريات كثيرة، وأسس قد تبدو ثابتة في محيطنا بعدة مجالات مختلفة إلا في كرة القدم التي تضرب بتلك المفاهيم عرض الحائط.

لأنك بكل سهولة قد تخسر في مباراة أنت الأفضل فيها وقد تكسب في أخرى وأنت الأسوأ، علاقه ليست طردية أثبتتها كرة القدم كحال لقاء المنتخب العماني أمام أوزباكستان، حيث خسر الأفضل وكسب الأسوأ.

قبل أن تنطلق صافرة الكوري هيونغ جين معلنةً البداية كسب منتخب عمان عوامل عدة رجحت كفته على الخصم الذي بدا مهزوزاً منذ الدقائق الأولى وذلك ما أكده مدربه هيكتور كوبر حرفياً في المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء.

فاجأ المنتخب العماني نظيره الأوزبكي ببداية رائعة وأسلوب جيد، يعتمد على الرسم التكتيكي 4-2-3-1 بواجبات وأسلوب مختلف قد يبدو بسيطاً نظرياً بعد أن أجاد لاعبونا تنفيذه يتحول إلى 4-4-2 في الشق الدفاعي عند فقدان الكرة.

تواجد كانو أمام الخط الدفاعي وحيداً لعملية البناء التي تركت له وتواجد المحور الآخر حارب السعدي في مرحلة تطوير الهجمة مائلاً إلى جهة الظهير الأيمن سعد سهيل الذي خطف نجومية اللقاء مع بعض رفاقه.

وتمكن من توسيع عرض الملعب والذي ظهر للجميع بتواجد رباعي في الخط الأمامي لاستلام الكرات الطولية أو حتى التمريرات القصيرة التي تصل إليهم أخيرا.ً

نهج عصري

ذلك النهج ساعد منتخبنا في تنفيذ أكثر من 6 عرضيات في غضون 25 دقيقة في رقم قياسي و28 عرضية إجمالا،ً في لقاء لم نشاهد مثله بتلك الجودة مع منتخبنا، جلها من الجانب الأيمن عبر سعد سهيل الذي تفرغ لتلك المهمة وبتغطية مميزة من حارب السعدي.

كما تحصل منتخبنا على فرصة سانحة لولا التعامل الضعيف من بعض اللاعبين في الكرات الرأسية كفرصة رائد إبراهيم وبعض اللقطات الأخرى.

إجادة

بعيداً عن فكرة توسيع الملعب والتي نجح منتخبنا في أدائها بشكل مثالي، ظهر تنظيم الخطوط بشكل جيد مع تقاربها مع دفاع عال أربك المنتخب الأوزبكي والذي أجبر على التمريرات القصيرة السلبية في ملعبه برقم إجمالي 351 تمريرة منها 306 تمريرات قصيرة.

لم يستطع الأوزبكي الخروج من ملعبه سوى بالكرات الطويلة والتي تكسرت بسبب يقظة لاعبينا سوى في حالات نادرة.

تفوق كاسح

جودة التمرير العالية بين لاعبي منتخبنا والتي وصلت إلى 88%، نجح بها منتخبنا في السيطرة على اللقاء والاستحواذ على الكرة بنسبة 60%،‎ مما مهد لمنتخبنا الحصول على فرص عديدة لم يستغلها لاعبو الأحمر بالشكل المثالي.

المخرج الوحيد

أكد المنتخب الأوزبكي أهمية المواقف الثابتة والتي ركز عليها في مبارياته الأخيرة بتسجيله هدف التقدم، ليؤكد اهتمامه بالجزئيات البسيطة والتي من شأنها أن يكسب بقاء لقاء معين بعيداً عن لغة التفوق التي لم يجيدها سوى بالأهداف.

خطأ مركب

هدف الفوز الثاني للأوزبك أتى بعد خطأ ثلاثي مركب في التمرير تلاه خطأ آخر في التغطية وعدم تمكن ثلاثة لاعبين من قطع كرة من منتصف الملعب، والذي يتحمل جزءاً منه مدافعو وحارس مرمى منتخبنا الوطني.

رغم الخسارة القاسية بدا للجميع أن منتخبنا قدم أداء بطولياً لم يسبقه مثيل في عهد بيم فيربيك حيث استطاع الخروج من اللقاء منتصرا بكل الأرقام سوى من الرقم الأول والذي أتى من أجله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى