الاتحاد الإفريقي واحترام مسابقاته

 

أ.د. حسني نصر

لم يكن فوز النجم المصري محمد صلاح بلقب أفضل لاعب في إفريقيا للعام الثاني على التوالي مفاجئا، فكل التوقعات التي سبقت الإعلان عن ذلك كانت تصب في صالحه، خاصة بعد أن كان مرشحا بقوة للحصول على لقب الأفضل في العالم في كل المسابقات والاستفتاءات العالمية خلال العام الماضي.

ما كان مفاجئا بحق هو ذلك الحفل الفقير الذي أقامه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في العاصمة السنغالية داكار الأسبوع الفائت لإعلان جوائزه بحضور الرئيس السنغالي ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم.

نعلم أنها إفريقيا وليست أوروبا، ومع ذلك فإن مستوى إخراج الحفل يؤكد الفارق الكبير الذي ما زال قائما بين القارتين.  أضواء صفراء كثيرة ومتداخلة على مسرح الحفل أعاقت الرؤية، وفواصل طويلة، وبطء شديد في الانتقال من فقرة إلى أخرى جعلت الحفل يمتد إلى نحو الساعتين دون مبرر.

الأمر المحزن في جوائز الاتحاد الإفريقي لهذا العام والأعوام السابقة أيضا، أنها أعادت التأكيد على احتقار وعدم احترام هذا الاتحاد لبطولاته القارية، خاصة بطولة دورى أبطال إفريقيا التي فاز بها الترجي التونسي العام الماضي، وهو ما يكشفه ذهاب كل الجوائز خاصة على مستوى الرجال للاعبين المحترفين خارج القارة خاصة في الأندية الأوروبية الكبيرة مثل ليفربول والأرسنال وغيرهما.

النجوم الثلاثة، المصري محمد صلاح، والسنغالي ساديو ماني، والجابوني بيير ايمريك اوباميانج الذين فازوا بالكرات الذهبية والفضية والبرونزية يلعبون في الدوري الإنجليزي.  وتشكيل أفضل إحدى عشر لاعبا في القارة جاء كله من لاعبين من الدوريات الأوروبية، باستثناء حارس المرمى الأوغندي دينيس اونيانجو الذي يلعب لفريق صن داونز الجنوب إفريقي.

كنا وما زلنا نتمنى أن يولى الاتحاد الأفريقي اهتماما أكبر للاعبين المحليين الذين يمثلون عصب اللعبة ووقود الدوريات المحلية. وإذا كان من الصعب أن ينافس هؤلاء اللاعبين أقرانهم الذين يلعبون في أوروبا لأسباب كثيرة تتعلق بالإمكانات المادية في المقام الأول، فإن الحل يتمثل في إعادة جائزة الأفضل محليا التي ألغاها العام الماضي دون مبرر، أسوة بالبطولة التي كان قد تم استحداثها منذ سنوات وهي بطولة الأمم الإفريقية للاعبين المحليين، التي تقتصر المشاركة فيها علي لاعبي الدوريات المحلية فقط، والمستمرة حتى الآن. وقد فازت المغرب بالبطولة الأخيرة التي نظمتها في يناير وفبراير 2018 بعد فوزها على نيجيريا بأربعة أهداف. وفي هذه البطولة حققت السودان المركز الثالث وليبيا المركز الرابع.

السؤال هو كيف لا يخرج من بطولات الاتحاد الإفريقي العديدة، سواء بطولة الأمم أو بطولة المحليين أو دورى الأبطال وكأس الكونفدرالية وغيرها، لاعبا واحدا يستطيع أن ينافس على لقب الأفضل في إفريقيا.

يجب أن يتوقف الاتحاد الافريقي لكرة القدم عن محاباة اللاعبين الذين يلعبون في الدوريات الأوروبية وأن يمنح اللاعبين المحليين مزيدا من الاهتمام، حتى لا تستمر الكرة الافريقية تعمل فقط في خدمة المسابقات الأوروبية عبر تقديم أفضل مواهبها إلى الأندية الأوروبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى