ملحمه كروية وقصة الدقيقة 92:47 الحاسمة

توووفه – عمر الصالحي

 

سطر المنتخب العماني إنجازاً كروياً بصعوده للمرة الأولى لدور ال16، ليبداً الأحمر مشواراً جديداً بكسر حاجز جديد في سماء الكرة الآسيوية.

وبعيداً عن مشاركة 24 فريقا في النسخة الحالية من البطولة الآسيوية والتي أتاحت لمنتخبات الصف الثالث صعود 4 فرق من المراكز التي تحصلت على المركز الثالث، والتي نال العماني إحداها.

أتى الفوز والصعود التاريخي بعد مجهود وافر قدمه لاعبو الأحمر في المباراة الأخيرة، كان امتدادا للعطاءات السابقة، وحملت الدقائق الأخيرة الكثير من الإثارة، حيث حسمت المباراة في ثوانيها الأخيرة.

على المستوى الفني دخل الأحمر برسم غير معتاد 4-4-2 (فلات) من أجل إحراز هدف التقدم الذي سيسهل مأمورية اللقاء الصعب معنوياً أكثر من الجانب الفني الذي تفوق فيه العماني فنياً مسبقاً وحتى على الورق أيضاً.

ظهر الشكل الفني بمهاجمين في الأمام ولاعبين يمتلكان السرعة على الرواقين الأيسر والأيمن، مع استغلال تقدم الظهيرين الطائرين اللذين تبدأ مهمتهما بعد منتصف الملعب وصولاً لمناطق جزاء تركمانستان التي لطالما عانت من تلك الأجزاء في الملعب والتي أحسن الهولندي بيم فيربيك قراءتها.

الاندفاع الشديد للعمانيين أجبر لاعبي تركمانستان على التحفظ الدفاعي، وبانتهاج الرسم المحبب له 5-4-1، والاعتماد كلياً على عدد تمريرات قصيرة أقل عند الاستحواذ على الكرة وعدد تمريرات طويلة أكبر في محاولة منهم لإجبار لاعبي عمان على التراجع، وهو أسلوب لم يتغير من التركمان منذ لقائهم الأول في البطولة.

بعد الهدف الأول زادت رغبة المنتخب العماني لخطف هدف آخر، كلفه ذلك هدف التعادل للتركمان بعد خطأ جماعي مركب ارتكبه اللاعبون في التمركز أولاً وضعف المراقبة الفردية.

بعد هدف التعادل المخيب للآمال العمانية والذي زاد من صعوبة اللقاء سيّر لاعبو عمان الشوط الأول كيفما يشاءون بفضل الاستحواذ المطلق والذي بلغت نسبته 70%‎ في الشوط الأول فقط، وهذا أحد النسب الكبيرة في البطولة وبجودة تمرير بلغت أخيراً 82%‎.

وبعيداً عن إضاعة الكم الهائل من الفرص من العماني في الشوط الأول والتي تكررت كثيراً راهن الأحمر على صناعة الفرص من جانبي الملعب عبر الظهيرين الطائرين بعدد وافر منها شكلت المنفذ الأول والأفضل لصناعة الفرص الحقيقية للتسجيل.

الشوط الثاني

وفي الشوط الثاني دخل العماني بكل ثقلة بعد أن رمى المدرب الهولندي بورقتين هجوميتين تتمثلان بدخول جميل اليحمدي بدلاً من محمد خصيب لتنشيط الجهة اليمنى وسحب المدافع خالد البريكي وإشراك مهاجم ثالث محمد الغساني ليتغير الرسم لما يبدو 3-4-3 بأدوار كانت مفصلية وحاسمة لبعض اللاعبين.

أسهمت التبديلات ببسط واستكمال عمان سيطرتها مع زيادة عددية أكبر في الشق الهجومي وتأمين دفاعي من حارب السعدي الذي أدى ادواراً مميزة بتغطية ظهيري الجنب، خصوصاً عند صعود سعد سهيل للأمام لممارسة نهجه الخاص في صناعة الفرص عبر العرضيات.

 

الهدف العماني الذي أتى في الدقيقة 84 من الخيار الأول والذي يتمثل بعرضية عبر البديل جميل اليحمدي ختمها الشاب محسن الغساني في شباك التركمان.

بعد الهدف يبدو أن فيربيك أدرك أهمية تواجد صانع ألعاب مميز لفتح خيارات أكبر في التمرير بالدفع بصلاح اليحيائي في وسط الملعب وتراجع حارب المحارب إلى خط الدفاع لعمل اتزان برسم يبدو أقرب إلى 4-4-2 (دايموند).

التبديل المناسب كان فيصلاً في اللقاء بعد هدف عماني دراماتيكي كان ختاماً لملحمة كروية سطرها عبر محمد المسلمي بعد عرضية متقنة من البديل الناجح ورأسية المدافع المميز التي حسمت كل شيئ في الدقيقة 92:47.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى