تحليل توووفه: الثعلب كيروش وجوكر إيران في مواجهة الأحمر العماني

توووفه- عمر الصالحي

 

يبدو أن لقاء المنتخب العماني وإيران سيأخذ منحنى الإثارة في طابعه التكتيكي، حيث يصطدم بيم فيربيك والذي تحصل على إشادة واسعة بالثعلب البرتغالي كارلوس كيروش مدرب منتخب إيران.

تفاصيل منتخب إيران قد تبدو معقدة من الوهلة الأولى بعد أن أدرك الأغلب قوته، حيث استطاع فرض هيمنته باعتلائه الهرم الكروي الآسيوي في السنوات الأخيرة.

ولكشف الأسلوب الفني الإيراني لاتحتاج سوى 5 دقائق فقط من التمحص الدقيق والعميق في لقاء إيران و العراق السابق في الجولة الاخيرة من دور المجوعات لكشف بعض الأساليب الناجحة والفعالة للثعلب البرتغالي كيروش مدرب إيران الذي وظف لاعبيه بشكل مميز ومرن أسهم في القوة التي يمتلكها هذا المنتخب العتيد حالياً.

الجوكر أميري

يعد فهيد أميري أحد الأوراق الناجحة للثعلب كيروش والذي يخدم أساليب البرتغالي العديدة والمتنوعة، حيث يعتمد على 4-4-1-1 (استثنائية).

وبجانب توظيف أميري في مركز الوسط كمحور أساسي في الحالة الدفاعية يجيد أميري مركز الجناح الأيسر بشكل مميز جعل من كيروش يصب اهتمامه بهذا اللاعب خصوصاً لخدمة أساليبه.

قلب إيران النابض

تبدأ مهمة أميري في الحالة الهجومية عندما يبدأ المنتخب ببناء اللعب التقليدي من الخلف بترك أميري دائرة الوسط والصعود إلى الجهة اليسرى، حيث يفاجئ فيها الظهير الأيمن للخصم بتواجد 3 لاعبين إيرانيين يملؤون الرواق الأيسر من الجانب الإيراني مقابل لاعب أو لاعبين من الخصم بعد انشغال الآخرين بمتابعة الكرة في الجانب الآخر من الملعب.

ذلك التفوق العددي في الجهة اليسرى يستثمره الإيراني أيضاً في الجهة اليمنى بنزول اميد إبراهيم ( اللاعب المسؤول عن التواجد خلف المهاجم بشكل أساسي )من المنطقة الهجومية إلى ثلث الوسط للبناء ولتغطية الظهير الأيمن الصاعد والذي يفتح مجالاً آخر للتمرير أو بضرب دفاعات الخصم بكرة طويلة عبر اميد مفاجئة إلى المنطقة اليسرى التي تفوق فيها الإيراني عددياً سلفاً.

الأسلوب يبدو مركباً من شقين إلى ثلاثة ينجح غالباً لجودة لاعبي إيران في التمركز وتبادل المراكز المستمر وجودة التمرير أيضاً التي أسهمت بذلك.

مغامرة كيروش

ورغم المغامرة الكبيرة التي ينتهجها كيروش بهذا الأسلوب يأمن الجانب الدفاعي بتحول الظهير الأيمن فوريا غفوري أمام قلبي الدفاع في بعض الحالات لعمل ساتر دفاعي أمامي يحمي تقدم لاعبي الوسط في الجانب الهجومي.

والذين يمارسون ضغطاً عالياً على الخصم عند فقدان الكرة في المناطق الهجومية لمنعهم من استغلال بعض المساحات المتروكة في وسط ملعب إيران.

المنفذ البارع

وبجانب الأدوار المركبة التي يجيدها فهيد أميري فهنالك مهمة أخرى، فهو المسؤول الأول عن تنفيذ رميات التماس الطويلة التي تولي إيران اهتماماً بالغاً بها برميات طويلة إلى منطقة جزاء الخصم وبتواجد مالايقل عن 5 لاعبين تستغل في أحيان كثيرة كإحدى الميزات المهمة لهم.

المشاهد الماضية ما كانت إلا جزءاً مما ينتهجه كيروش مراراً وتكراراً في مبارياته ليرسم سيناريو تكتيكيا إيرانيا مميزا أصبح فعالاً في أغلب اللقاءات في صنع تفوق جماعي في المناطق الأمامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى