مشاهد من ليلة التأهل

 

كتب: أ.د. حسني نصر

من داخل ملعب الجزيرة بأبو ظبي كنت شاهدا علي الفرحة العارمة التي عمت الجماهير العُمانية الوفية فور إطلاق الحكم صافرة نهاية مباراة المنتخب العماني مع نظيره التركمستاني معلنة تأهل الأحمر إلى دور الستة عشر في بطولة أمم آسيا المقامة حاليا في دولة الإمارات العربية المتحدة.

قبل انطلاق المباراة وأثناء عزف النشيد الوطني العُماني، ترسخت لدى قناعة بأن الفوز وبفارق هدفين سوف يتحقق اليوم. ترديد الجماهير النشيد الوطني بأصواتها الهادرة التي هزت جنبات ملعب الجزيرة، أكدت لي أن اللاعبين لن يسمحوا بأن تخرج هذه الجماهير حزينة.

التشجيع المستمر الذي لم ينقطع طوال المباراة، حتى بعد أن أحرز منتخب تركمستان هدف التعادل، والذى قاده من المدرجات أيقونة الكرة العُمانية الحارس الكبير علي الحبسي، كان مؤشرا  على أن المنتخب بفضل هذا التشجيع الذي يحرك الصخر، سيكون قادرا على التسجيل أكثر من مرة ولن يرضى عن الفوز بديلا.

بعد الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل الإيجابي بين المنتخبين كنت أقف مع عميد الصحافة الرياضية العمانية ناصر درويش ومجموعة من الصحفيين، ورغم صعوبة الموقف فإنني أكدت لهم أن الفوز قادم وبثلاثة أهداف لهدف، وهو ما حدث بالفعل.

لم يكن الأمر من قبيل التنجيم بالطبع، ولكن توقعاتي جاءت بناء على ما شاهدته من إصرار جميع لاعبي المنتخب على محو آثار الهزيمتين أمام أوزبكستان واليابان والعبور إلى الدور الثاني وإدخال الفرحة على الجماهير الغاضبة والحزينة.

مع دخول المباراة في الوقت بدل الضائع والنتيجة هدفين لهدف، كنت أقول لمن حولي أن الهدف الثالث سيأتي الآن حتى تكتمل فرحة الجماهير الغفيرة التي زحفت وراء المنتخب، وحتى يعوض الله ما تعرض له المنتخب من ظلم تحكيمي فادح في مباراتي اليابان وأوزبكستان.

أثناء العودة من الملعب إلى فندق إقامة المنتخب العماني بصحبة الصديقين محمد العلوي مدير إدارة المنتخبات باتحاد الكرة العُماني، وسالم الغيلاني رئيس تحرير صحيفة “توووفه” الرياضية الإلكترونية، لم يتوقف الحديث عن المباراة المثيرة وعن عدالة السماء التي هبطت على استاد الجزيرة ومكنت المنتخب من تسجيل الهدف الثالث في الوقت بدل الضائع، وعوضت الجماهير العمانية.

وتطرق الحديث إلى  صعوبة المباراة القادمة وضرورة دعم الشركات الكبيرة في السلطنة من أجل زيادة الحضور الجماهيري في هذه المباراة.

من الضروري أن نعطي كل ذي حق حقه، فهذا الفوز والتأهل في الأمتار الأخيرة يعود الفضل فيه ليس فقط إلى اللاعبين الذين أدوا ما عليهم في المباريات الثلاثة، ولكن أيضا إلى الجماهير العُمانية الوفية التي تكبدت عناء السفر إلى الإمارات والزحف بأعداد كبيرة وراء المنتخب، وكذلك اتحاد الكرة وإدارة المنتخب وكتيبة الإعلاميين المرافقين للمنتخب.

لقد حقق المنتخب المطلوب منه وهو التأهل للدور الثاني، ويبقى الأمل في أن يتجاوز هذا الدور إلى الأدوار المتقدمة وصولا بإذن الله إلى نصف النهائي وربما النهائي.. ولم لا والمنتخب كما لو كان يلعب على أرضه ووسط جمهوره؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى