الرميثي يكشف كيفية تطوير الكرة الأسيوية 

(د ب أ)-توووفه

أكد محمد خلفان الرميثي رئيس الهيئة العام للرياضة الإماراتية نائب رئيس مجلس أبو ظبي الرياضي أن الإمارات لا تسعى لنقل بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم من قطر مشيرا إلى أن الإمارات تدعم هذه البطولة وأنه يشعر بالسعادة لوجود كأس العالم في المنطقة.

جاء ذلك خلال حديث الرميثي بقمة القيادات الرياضية العالمية والتي افتتحت اليوم في أبو ظبي بمشاركة أكثر من 350 شخصية بارزة.

ولدى سؤاله عن الموقف من كأس العالم 2022 بقطر وسط ما يتردد عن إمكانية المشاركة في استضافة البطولة حال زيادة عدد المنتخبات المشاركة فيها إلى 48 منتخبا، قال الرميثي: ” أشعر بالسعادة لوجود كأس العالم في المنطقة. ندعم البطولة ولسنا مع نقلها من قطر خاصة وأن إقامة البطولة في آسيا سيمنح القارة عددا أكبر من المقاعد. لدينا العديد من الفرق التي تستحق المشاركة في كأس العالم”.

وأشار: “هناك أزمة سياسية منذ عام ونصف العام وأي حديث عن وجود شراكة في التنظيم يجب أن يسبقه حل للأزمة وعودة العلاقة الجيدة. وإذا أصبحت البطولة بمشاركة ٤٨ فريقا لن يغير هذا في الأمر شيئا إلا مع حل الأزمة أولا”.

وأضاف الرميثي المرشح لرئاسة الاتحاد الأسيوي لكرة القدم في الانتخابات المزمعة بعد أسابيع قليلة ، : “الإمارات والسعودية لديهما استادات كبيرة ورائعة ويمكنهما استضافة أي أحداث. لكنني أتمنى انتهاء الأزمة ، وفي هذا الوقت سنفتح ذراعينا”.

وتحدث الرميثي باستفاضة عن كرة القدم الأسيوية ووضعها الحالي وما يجب أن تكون عليه في المستقبل مؤكدا أن الكرة الأسيوية لديها القدرة على أن تكون بحال أفضل فالقارة تمتلك اقتصادا متينا وقويا وبنية أساسية هائلة ويجب استغلالها والتركيز على مشروعات متنوعة لتخريج أجيال قادرة على المنافسة عالميا لاسيما وأن آسيا هي القارة الأكبر في العالم.

وأكد أنه لابد من إطلاق مشروعات لرعاية الشباب وتنشئتهم على برامج تغذية جيدة ومنحهم الفرصة للتدريب بشكل أفضل تحت إشراف مدربين وأخصائيين متميزين حتى يتم تجيل هذه الأجيال القادرة على المنافسة عالميا.

وقال الرميثي: “علينا أن نبدأ بتدريب الصغار من البنين والبنات وتنشئتهم بصورة رياضية صحيحة من أجل المنافسة في المونديال وفي المحافل العالمية المختلفة… كرة القدم تحتاج للمال لتتطور وتساعد الدول التي تحتاج للمساعدة”.

وأضاف: “أؤيد المساواة بين الجنسين وأن يكون لكل من الجنسين بطولات قوية. لدينا فرق متميزة لكرة القدم النسائية في آسيا مثل منتخب الصين ولكننا نحتاج للمزيد فالمرأة مهمة كالرجل ولابد من أن تكون بطولات الكرة والرياضة النسائية على نفس القدر من الاهتمام والقوة لدى نظيرتها للرجال”.

وأشار: يجب أيضا التركيز على كرة القدم الشاطئية والاهتمام بها في ظل التطور الكبير الذي تشهده على الساحة الدولية”.

وأوضح الرميثي: “علينا تحويل الخطط إلى واقع بتنفيذها… السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قال سابقا إن نسبة تتراوح بين 50 و60 بالمئة من رعاة بطولات كأس العالم والبطولات العالمية يأتون من آسيا. لماذا لا تستفيد القارة نفسها من هؤلاء الرعاة لدعم وتطوير البطولات الآسيوية والكرة في القارة بشكل عام ؟! “.

وفي بداية حديثه خلال قمة القيادات الرياضية العالمية ، أوضح الرميثي معنى “القائد” وطبيعته قائلا : “القائد يولد قائدا ولكنه يحتاج للتدريب ولابد من منحه الثقة” مشيرا إلى أنه حظي بهذا خلال حياته حيث أتيحت له الفرصة ونال الثقة والتدريب المهمين سواء في عمله بالشرطة حيث تقلد العديد من المراتب حتى وصل إلى منصب قائد عام شرطة أبو ظبي أو خلال عمله في المجال الرياضي.

وأكد: “الجميع كانوا يشعرون بالرضا عن الاستراتيجيات التي أضعها بعد التشاور والدراسة لأن نجاح أي عمل يكون بسبب تعاون ومشاركة الفريق ككل. علينا أن نهتم في القيادة أيضا بالقيم الإنسانية. حققنا الكثير وسيظل ما حققناه إرثا لسنوات طويلة”.

وأضاف: “القائد إنسان يمكنه تجميع وتوحيد الآخرين خلف الهدف المرجو. كرئيس للهيئة ، أترك التفاصيل لفريق العمل لأن مهمة القائد هي وضع الاستراتيجيات وتحديد الأهداف ومراقبة تنفيذها دون الدخول في تفاصيل دقيقة لأن دور فريق العمل هو هذه التفاصيل في إطار الاستراتيجية الموضوعة لتحقيق هدف محدد”.

وعن أفضل درس تعلمه في القيادة ، قال الرميثي : “يجب أن تكون قريبا من الآخرين وتكون قدوة لهم بعيدا عن التعالي. يجب أن يروك ويأخذون منك النصائح. الجميع ملهمون”.

وأشار: “كرئيس للهيئة العامة للرياضة الإماراتية ، أطالب كل اتحاد بوضع استراتيجيته للسنوات المقبلة وتكاليفها وعلينا مراقبة التنفيذ والمحاسبة على أي تقصير”.

وعن خروج المنتخب الإماراتي من المربع الذهبي لبطولة كأس آسيا المقامة حاليا بالإمارات ، قال الرميثي : “نشعر بالرضا عما قدمه منتخبنا حيث بلغ المربع الذهبي رغم الظروف الصعبة التي أحاطت بالفريق وغياب أكثر من لاعب مؤثر ، وهذه هي كرة القدم”.

وأوضح أن خروج المنتخب الإماراتي من المربع الذهبي لن يؤثر على الاستعدادات للنهائي المقرر بعد غد الجمعة. وقال : “نجحنا في تنظيم أفضل نسخة لكأس آسيا. والإمارات هي أول دولة تنظم البطولة بهذا العدد من المنتخبات (24 منتخبا) . هناك تنافس بين المدن المضيفة (أبو ظبي ودبي والشارقة والعين) على تقديم أفضل ما لديها لخدمة التنظيم الجيد للبطولة. ولا نتدخل في هذه التفاصيل”.

وأشار: “زائرونا والمشاركون في البطولة يشهدون بحسن التنظيم الذي قدمناه في هذه البطولة بعد أربع سنوات من الإعداد. الجميع قام بالمطلوب منه. أهنئ فريق العمل والمتطوعين”.

وأضاف: “شاهدت لبنانيا وصينيا يغنيان النشيد الوطني للإمارات. وشاهدت حلاقا يحمل لافتة كتب عليها الهند وطني والإمارات بلدي كما شاهدت يمنيا يحمل العلم الإماراتي… كلها أمور تدعو للسعادة والفخر”.

وأكد الرميثي: “تنظيم البطولة ترك إرثا هائلا سيظل لسنوات وكذلك المهارات التنظيمية. حققنا الكثير في هذا المجال وأحث الجميع على رعاية إرثها والدروس المستفادة منها”.

وكان الرميثي افتتح القمة بكلمة شكر وهنأ فيها منظمي هذا الملتقى الرياضي الرائع لاختيارهم أبوظبي لاحتضان هذا المؤتمر الكبير الذي يتزامن مع العد التنازلي لنهائي كأس آسيا 2019 بالإمارات. وقدم التهنئة لمنتخبي قطر واليابان على بلوغهما النهائي.

وذكر الرميثي في كلمته: “الاهتمام العالمي بالرياضة والذي يعكس حقيقة تطورها، ستلمسونه هنا في الإمارات وفي ملتقاكم هذا على مدار يومين.. وبصفتي رئيسا للهيئة العامة للرياضة ، لدي قناعة تامة بأن للرياضة تأثيرا هائلا في حياة الأفراد والشعوب.. ولكي نرى نموذجا عمليا وواقعيا للقيادة ، علينا أن ننظر إلى الأب المؤسس الشيخ زايد ، لقد كان القوة الدافعة الملهمة التي تقف خلف تأسيس دولة الإمارات. أنجز كل ذلك بالتصميم والعمل الدؤوب ، وكرس حياته لخدمة شعبه، ولم يتوقف مسعاه يوما لجعل العالم من حولنا أفضل حالا. إنه القدوة الرائعة بالنسبة لي، ولغيري من أبناء المنطقة”.

 

وأضاف: “أعتبر نفسي شخصاً محظوظاً، بأنه كان لدي والدان هما مصدر القيم بالنسبة لي، ومن هذه القيم تعلمت كيف أكون في خدمة الآخرين. حملت هذه القيم معي في كافة مراحل حياتي، وخلال فترات خدمتي في الجيش، والإدارة العامة، وبالطبع في مجال العمل الرياضي.. ‎في سن مبكرة جدا جذبتني الرياضة إلى عالمها، ووقعت في حب كرة القدم. لم تكن علاقتي بها مجرد عشق وشغف، بل إنها منحتني نظرة ثاقبة في الجانب الإداري، سواء كان ذلك بالاستفادة مما يحدث داخل الملعب أو خارجه”.

وأكد الرميثي: “الرياضة توحد الأمم، وتلهم ملايين البشر، ونحن باعتبارنا قادة في عالم الرياضة، لدينا مزايا قد لا تتوفر لغيرنا، ولكن هذه المزايا تتطلب أن تكون على قدر المسؤولية إن أردت أن تكون قائداً مؤثراً في عالم الرياضة.. مسؤوليتنا الأكبر أن نتعاون لتأمين مستقبل الرياضة للأجيال القادمة، مستقبل يقوم على النزاهة، وغرس القيم.. للرياضة قوة خاصة تجعلها قادرة على تغيير حياة الأمم، ويجب توجيه هذه القوة الفاعلة لخدمة الأغلبية وليس لمصلحة قلة قليلة”.

وأضاف: “الظروف تتغير، ولكن القيم تظل راسخة ثابتة في وجه أي متغيرات، ونحن كقادة لا يجب أن نغفل أبداً عن هذه الحقيقة، قادة الرياضة هم حماة الجواهر الثمينة في تاج البشرية.. . نعم ، الرياضة جوهرة ثمينة علينا أن نجعلها أكثر توهجاً وتألقاً، والأهم أن نحميها ونحافظ عليها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى