تتويج قطر بلقب كأس آسيا 2019… بداية وليست النهاية 

(د ب أ)-توووفه

بمجرد إطلاق الحكم الأوزبكي رافشان إرماتوف صافرة نهاية المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الآسيوية 2019 لكرة القدم مساء الجمعة، انطلق لاعبو المنتخب القطري المتوج باللقب للاحتفال على أرضية الملعب قبل تكريمهم خلال مراسم التتويج، ولكن سرعان ما كانت أحلام العنابي القطري لكأس العالم 2022 حاضرة.

وعلى ملعب استاد مدينة زايد الرياضية بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، تغلب المنتخب القطري على نظيره الياباني 3-1 في المباراة النهائية ليتوج باللقب للمرة الأولى في تاريخه، علما بأنه لم يسبق له تجاوز دور الثمانية في أي نسخة سابقة من البطولة الآسيوية.

وعند التتويج بلقب قاري، ربما تستمر احتفالات المنتخب المتوج وجماهيره عدة أيام، ولكن الوضع بدا مختلفا للمنتخب القطري، فسرعان ما تحول تركيزه نحو طموحه لكأس العالم 2022 التي تحتضنها قطر، علما بأن المنتخب القطري لم يسبق له التأهل إلى نهائيات المونديال.

وجاء الفوز في مباراة أمس تحت قيادة المدير الفني الإسباني فيليكس سانشيز ليصبح المنتخب القطري تاسع المتوجين باللقب الآسيوي، ويرتفع سقف طموحاته وجماهيره قبل أقل من أربعة أعوام على انطلاق مونديال 2022 ، وهو ما يحتم عليه استئناف المزيد من العمل.

وقال سانشيز: “إنها خطوة أخرى على طريق مواصلة تطوير الفريق، وسنخوض بطولة أخرى في الصيف (كوبا أمريكا)، وعلينا الاستعداد لمونديال 2022 كي نخوض البطولة بفريق قادر على المنافسة.”

ويشارك المنتخب القطري في نهائيات المونديال دون خوض التصفيات، وهو ما يشكل عملة ذات وجهين، حيث سيفتقد الفريق المباريات الرسمية بعد الانتهاء من مشاركته في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) في يونيو المقبل، والتي يشارك بها بدعوة من اتحاد أمريكا الجنوبية.

وقال المعز علي مهاجم المنتخب القطري، والذي توج أمس بجائزتي هداف البطولة الآسيوية وأفضل لاعب، كما حطم الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف يسجله لاعب خلال نسخة واحدة من البطولة الآسيوية برصيد تسعة أهداف :” نستهدف كأس العالم 2022 بالعمل الذي نقوم به.”

وأضاف: “الآن بدأنا عبر البطولة الآسيوية ونجحنا في الفوز على اليابان (في النهائي). سنستعد أيضا عبر كوبا أمريكا في البرازيل ، ليس متوقعا أن نتوزج ولكننا سنتعلم من خلالها المزيد.”

وأضاف: “في كوبا أمريكا سنتعلم المزيد… نعرف أن المنتخبات هناك تحظى بمستويات مختلفة. سنتعلم الكثير هنا وهو ما سيفيدنا كفريق.”

وتجدر الإشارة إلى أن المعز علي يبلغ من العمر 22 عاما فقط ، كما أنه ضمن 14 لاعبا في صفوف المنتخب القطري لا تتجاوز أعمارهم 25 عاما.

وكان اندفاع قطر نحو تشكيل منتخب قادر على المنافسة، عقب فوزها بحق استضافة مونديال 2022 في عام 2010 ، قد جاء بنتائج عكسية ، حيث شهد المنتخب تغييرا سريعا للمدربين، ولم يتم في البداية تحقيق النتائج المنشودة فيما يتعلق بتطوير اللاعبين.

ولكن الأمور تغيرت تدريجيا، بفضل الاستثمارات الكبيرة ومنح الأهداف بعيدة المدى أولوية وليس النتائج السريعة.

كما برزت فكرة الاعتماد على سانشيز، الذي تولى تدريب منتخب الشباب القطري لفترة طويلة، وإسناد مهمة المنتخب الأول له.

فقد عمل المدرب الإسباني مع أغلبية لاعبي المنتخب لسنوات طويلة من قبل ويتمتع بدراية كبيرة بهم، وبينهم المعز علي الذي خطف الأضواء بشكل كبير خلال البطولة الآسيوية بالإمارات.

ودائما ما يشدد سانشيز على أهمية الأداء الجماعي أكثر من الفردي، وذلك من خلال الدور الذي يؤديه كل عنصر بالفريق.

وتألق المهاجم أكرم عفيف /21 عاما/ بشكل كبير وكان له دور بارز في 12 من إجمالي 19 هدفا للمنتخب القطري في كأس آسيا 2019 ، منها الأهداف الثلاثة للمنتخب القطري في المباراة النهائية ، وقد تولى تسجيل الهدف الثالث من ضربة جزاء بعد أن صنع الهدفين الأول والثاني.

وقال المعز علي: “نحن معا منذ سبعة أعوام، وأعرف أكرم، وأعرف كيف وأين يمرر ، كما أنه يتوقع ما سأقوم به خلال اللعب… نؤدي بشكل رائع معا.”

وفي طريقه إلى منصة التتويج ، حقق المنتخب القطري الفوز في جميع المباريات السبع التي خاضها بالبطولة ، حيث تغلب على منتخبات لبنان وكوريا الشمالية والسعودية والعراق وكوريا الجنوبية والإمارات واليابان.

وحطم المنتخب القطري الرقم القياسي في فارق الأهداف في اريخ البطولة الآسيوية حيث سجل 19 هدفا ولم يدخل شباكه سوى هدف واحد ، ليسجل فارق 18 هدفا.

وسجل القطريون أفضل الأرقام بين منتخبات البطولة الآسيوية ، ولكن المعز علي أشار إلى أن منتخبات أمريكا الجنوبية أكثر قوة من نظيرتها الآسيوية.

وستكون مواجهة منتخبات مثل كولومبيا وباراجواي والأرجنتين، بمثابة مؤشر أكثر وضوحا على ما يجب القيام به من قبل المنتخب القطري.

وعلى الجانب الآخر، قال هاجيمي مورياسو المدير الفني للمنتخب الياباني إن أداء المنتخب القطري لم يشكل مفاجأة له، “كنا نعرف أن المنتخب القطري يمكنه استعراض الصلابة الدفاعية والقوة الهجومية. يمكنه التحرك جيدا بالكرة وصناعة الفرص، أعتقد أن المدير الفني يبني فريقا هائلا من أجل كأس العالم.”

ولم يتضح بعد، ما إذا كان سانشيز سيحصل على فرصة الاستمرار على رأس الجهاز الفي للمنتخب القطري حتى مونديال 2022 .

وكانت الشائعات ربطت تدريب المنتخب القطري بعدة أسماء ذات شهرة عالية كبيرة ، وقال سانشيز عن مستقبله مع العنابي “إنني أفكر فقط بشأن اليوم ، وهو يوم رائع بالنسبة لي وللاعبين وللبلاد. ربما تتردد أنباء وترتبط اسماء بالمنصب، ولكننا نفكر فقط بشأن العمل الذي نقوم به.”

وأضاف: “يتبقى ثلاثة أعوام على (مونديال) 2022 … وفي كرة القدم لا يمكن للمرء أن يعرف ماذا سيحدث خلال أسبوعين.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى