تحليل توووفه: الديربي الذي كسبه الفريقان دون أهداف

تحليل– عمر الصالحي

 

أوجه الشبه مختلفة حين نسمع أن لقاء انتهى بغلة من الأهداف وآخر انتهى سلبياً عبر عنه الرقمان 0-0، عن محدودية الأداء منذ الوهلة الأولى، ولكن هذا الأمر ليس غالباً، فقد كسر لقاء مرباط وظفار رتابة ذلك الأمر لمن شاهد اللقاء.

تقرير يسرد بعض أبرز المشاهد الفنية في اللقاء الذي انتهى بالتعادل السلبي، والذي غلب على طابعه الشراسة في الأداء، ويبدو أن تصريحات رئيسي الناديين قبل المباراة ألقت بظلالها، حينما جاهد الفريقان في كسب اللقاء الذي انتهى صعباً على كليهما.

أسلوب ناجح

على المستوى الفني اعتمد مرباط على الرسم التكتيكي 4-4-1-1 بواجبات للاعبيه تستشف أثناء الدقائق الأولى بعد أن مارسوا الضغط العالي على ظفار ومحاولة منعه من التحضير الجيد في ملعبه، ما جعل لاعبي ظفار يرتكبون أخطاءً كثيرة في التمرير.

تنظيم عال

بالإضافة إلى أن التنظيم الجيد لمرباط صعّب وضع ظفار الذي غير استراتيجيته قليلاً بمحاولة الاختراق من طرفي الملعب بعد أن منع ظهيرا مرباط بدر الجابري وعبدالمجيد اليحمدي جناحي ظفار علي البوسعيدي والمنذر العلوي من استغلال المساحات التي يفضلانها.

وأجبر ذلك علي البوسعيدي على الدخول إلى وسط الملعب قليلاً والذي فشل بسبب كثافة لاعبي مرباط وتضييق المساحات.

نهج ظفار

في الجانب الآخر دخل ظفار بالرسم التكتيكي 4-2-3-1، جارى ذلك الضغط بمحاولة التمرير السريع والخروج بالكرة من طرفي الملعب كما هي العادة واستغلال سرعة لاعبيه المنذر العلوي وعلي البوسعيدي واللذين اعتمدا على العرضيات المتكررة التي لم تنجح بسبب ضعفها.

ليأتي الحل الآخر بكرات طويلة عبر المدافع محمد المسلمي لم تأت بثمارها، أبرزها كان في الدقيقة 10 والأخرى في الدقيقة 20، والتي تؤكد على فقدان الحلول الهجومية لدى الفريق ومحاولة انتهاج أسلوب آخر غير مستحب.

شراسه وإجادة

شراسة لاعبي مرباط في الالتحامات والصراعات البدنية وسط الملعب حرمت ظفار من التحضير والوصول بشكل جيد لمناطق مرباط مما جعلهم يحاولون التسديد من مواقف بعيدة ومتحركة، فشلت جلها بسبب تضييق مساحات الرؤية أمام المسددين، حيث خرجت تسديداتهم بعيداً عن مرمى مرباط في 7 فرص من أصل 10 تسديدات إجمالاً تقريباً.

نجاح سلبي

ورغم النجاح المميز للاعبي مرباط في الشق الدفاعي بعد اعتماد الفريق على دفاع منخفض وبخطوط متقاربة، أدى في بعض الأحيان إلى تراجع كبير ومبالغ فيه.

ولم يسهم في التحول الهجومي السريع الذي بدا به الفريق بطيئاً جداً، والذي تؤكده الإحصائيات الخاصة بفرصتين فقط في الشوط الأول لم تذهب أي منهما إلى حارس ظفار.

أهمية اللقاء انعكست على الفريقين مما جعل مرباط يتخلى عن تحفظه النسبي قليلاً في الشوط الثاني، ونعكس ذلك سلباً وساعد ظفار في الحصول على عدة فرص بمرتدات سريعة، أجاد لاعبوه الوصول لمناطق مرباط بأقل عدد من التمريرات.

فيما لازم مرباط نهجه ببقاء المهاجم السنغالي راول ميندي كمحطة هجومية لاستقبال الكرات العالية ومساندة لاعب الوسط عبدالله السعدي وحسين الحضري له في لقطات لم تشكل خطراً، ليضطر مدرب مرباط اليكس لإخراج السنغالي الذي لم يسدد سوى كرة واحدة على مرمى ظفار في الشوط الثاني بعد كرتين في الشوط الأول أخطأتا المرمى.

تضييق المساحات

المساحات الضيقة سواء العرضية أوالعمودية التي لعب بها الفريقان حجمت من الأداء المجمل للفريقين ولم تتح للاعبين فرصا عديدة وحقيقية لصناعة الأهداف أو لمحاولة التسجيل منها إلا في محاولة واحدة عبر المنذر العلوي الذي حاول الهروب من الرواق الأيسر بعد أن نجح في فتح عرض الملعب الهجومي لفريقه.

ولكن تلك المحاولة اصطدمت براية الحكم المساعد التي أعلنت التسلل الأول في المباراة في الدقيقة 69.

حل متأخر

أدرك مدرب ظفار محمد عظيمة متأخراً أن نقاط تفوقه التي نجح بها سابقاً ضد الفرق لم تكفل له النجاح حتى الدقائق الأخيرة، ما جعله يدفع بلاعبي الوسط حاتم الروشدي وصلاح اليحيائي وترك الحلول من أطراف الملعب والعرضيات التي بلغت 14 عرضية والتي اصطدمت ببراعة مدافعي مرباط.

دخول صلاح اليحيائي وحده ساهم بصنع فرصتين محققتين للتسجيل،تفنن زملاؤه بإضاعتهما، رأسية المنذر العلوي وتسديدة حاتم الروشدي اللتان أخطأتا مرمى مرباط لتؤكدان على ضعف واضح في استثمار الفرص لازمهم حتى بعد خروج هداف دوري عمانتل عدي القرا.

مشهد ختام

هدف المنذر العلوي الملغي بداعي التسلل في الدقيقة 91 والمشكوك في أمره يبدو أنه خير تأكيد لمدرب ظفار عظيمة على محاولة عدم اتباع ما قد ينجح به دائماً بعد أن تجلى الفريق في فرصة واحدة عبر عمق الملعب في الموقع الذي تخلى الفريق مسبقاً عن اللعب به وانصاع للعب بالمناطق التي نجح بها مسبقاً وفشل بكل ذلك في هذا اللقاء.

أخيراً لم ينجح أي من الفريقين في كسب اللقاء رغم نجاح مرباط في أداء إحدى أبرز مبارياته عطفاً على المستوى الفني، فيما نجح ظفار في كسب نقطة زادت من غلته النقطية في اللقاء الذي بدا للكثير أنه اللقاء الأقل فنياً له في مسابقة دوري عمانتل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى