لقاء السحاب ..!

كتب- محمد العولقي

كما لو أن قرعة دوري أبطال أوروبا تخطط لمواجهة نصف القرن بين البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي والدون البرتغالي كريستيانو رونالدو، فقد جنبت القرعة فريقي برشلونة الإسباني ويوفنتوس الإيطالي المواجهة في الأدوار الإقصائية، ومهدت الطريق نحو نهائي عملاق بين ميسي ورونالدو ..

يعلم اللاعبان الكبيران اللذان شغلا الناس والدنيا، أن الطريق نحو النهائي المرتقب بين أيديهما، لكن شريطة أن يسيرا على نهج ومبدأ (تؤخذ الدنيا غلابا)، فالأماني بعيدا عن هذا المنهج لا تؤكل عيشا وخبزا ..

على مقياس الجوع الذي ينتاب معدة ميسي أوروبيا، تبدو مسألة بلوغ برشلونة نهائي (المترو بوليتانو) في متناول الفريق، ليس لأن كعبه غالبا عال على الفرق الإنجليزية فقط، ولكن لأن الفريق الكاتالوني تحت قيادة وسطوة ميسي لا يرحم صغيرا ولا كبيرا ..

في الطرف الآخر يبدو كريستيانو رونالدو كمن يعرف أسرار الحمض النووي لدوري أبطال أوروبا، فهو الوحيد الذي بمقدوره إخراج يوفنتوس من عنق الزجاجة في المباريات التي تتطلب سلاحا حاسما يعرف كيف يوجه قذائفه نحو نهائي مدريد ..

ارتاح الكثير من النقاد والفنيين وحتى جماهير القرية الإلكترونية المسماة الأرض، للقرعة التي هيأت على الورق طبعا مباراة نهائية بين ميسي ورونالدو، ويا لها من مواجهة يغلق بها هذا القرن عقدين من النزاع الكروي بين السهمين ميسي ورونالدو ..

في حال سارت سفن البرشا واليوفي بما يشتهيه ميسي ورونالدو، فإن القدر سيجمع بين العبقريين على مسرح الأحلام أمام أنظار كل سكان الأرض، وهو لقاء صارخ وصاخب سيذكرنا بلقاء عملاقي الفن الشرقي أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب في أغنية (أنت عمري) ..

رسمت القرعة مسارين متوازيين لميسي ورونالدو، وجنبتهما الصدام المبكر، فوفقا لمنحنيات الدورين القادمين، فلن يلتقيا إلا في النهائي الكبير، لكن من قال إن طريق اليوفي والبرشا مفروش بالورود والرياحين ..؟

ومن قال إن حلمهما لن يواجه عواصف ثلجية من طرف فرق إنجليزية لم تعد كرتها باردة في ظل المعمل الكيميائي الذي يشرف عليه جوارديولا وكلوب ..؟

ولكي يستمتع العالم بكل شموسه وأقماره وكواكبه بلقاء السحاب بين العملاقين رونالدو وميسي، يجب على البرشا تخطي عقبة شياطين مانشستر يونايتد أولا، ثم تجهيز تعويذة ميسي لتدمير كل قواعد ليفربول المرشح لتخطي عقبة بورتو البرتغالي دون مشاكل ..

وعلى يوفنتوس أن يحذر تماما من لدغات كوبرا أياكس أمستردام الهولندي الذي يتسلح بمجموعة مراهقين، ثم عليه أن يكتب وصيته الأخيرة على قدم رونالدو حين تحل الواقعة أمام مانشستر سيتي المرشح الأبرز لتخطي عقبة بلدياته توتنهام ..

عندها ستتهيأ فرصة العمر أمام ميسي ورونالدو لفض الاشتباك وانتزاع الكرة الذهبية السادسة من الميدان مباشرة وليس من مطابخ الاستبيانات والاستفتاءات المعتادة والمثيرة للجدل ..

يحتم الواجب على عشاق متعة كرة القدم توجيه الشكر والامتنان للقرعة، لكن ليس قبل أن يغتنم ميسي ورونالدو هذه الفرصة التاريخية التي قد لا تتكرر في حال فرط أحدهما فيها، الكرة الآن في ملعب عبقريي هذا الزمن ميسي ورونالدو، فهل يتحفان العالم بلقاء السحاب بينهما في مدريد أم أنهما سيرفضان هدية نصف القرن، ويطويان صفحة المواجهة المباشرة إلى الأبد ..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى