تطوير الدوري..مسؤولية من ؟

كتب– فاضل المزروعي

دورينا ضعيف ..دورينا لم يتطور..تصنيف دورينا متأخر، هذه أسطوانة سئمنا سماعها، تتكررعند كل موسم، مذ كنا في العهد القديم أو المسمى السابق قبل أن ينتقل إلى مسمى المحترفين، ثم التراجع عن الاسم مجددا ليحمل اسم عمانتل.

أتساءل، منذ متى كان دورينا قويا؟ ومنذ متى نافس دورينا دوريات المنطقة أو القارة؟، ومتى أخرج لنا الدوري بعبعا يقارع في البطولات الإقليمية والقارية؟.

تطوير الدوري لا يأتي باجتهاد جهة على أخرى، ولا هو من شأن جهة بذاتها، مثال اتحاد كرة القدم الذي دائما ما يكون الشماعة، والمطالب بتطويره كونه الجهة المسؤولة عن تطوير المسابقات المحلية.

وإذا مررنا على عجالة بما يقوم به الاتحاد العماني لكرة القدم، نجد أن الاتحاد أنشأ رابطة للدوري تقوم بالإشراف على المسابقات وتسن القوانين والنظم والجداول.

وبجانبها المسابقات ولجنة الانضباط، ولا ننسى لجنة الحكام أساس كل مسابقة، أضف إلى ذلك وجود خبير للاتحاد، دوره الأساسي العمل على تطوير المسابقات المحلية ..ما يعني أن الاتحاد قام بكل ما من شأنه الارتقاء بالدوري وتطويره.

كما أن الاتحاد ضمن النقل التلفزيوني لمعظم مباريات دوري عمانتل، ويدفع حصة مالية للأندية المشاركة ويعوضها عن التنقل والتغذية.

سؤال آخر ..ما المطلوب من اتحاد كرة القدم إلى جانب كل ما يقوم به من أساسيات تقوم بها جميع الاتحادات الرياضية في المستديرة، عدا تلك المحترفة التي نعتبرها تعيش في كوكب آخر ومنذ سنوات طويلة؟.

تطوير المسابقة ليس مسؤولية الاتحاد فحسب، المسؤولية الأكبر تقع على الأندية، هي التي يجب أن تطور نفسها وتسعى للارتقاء بفرقها والوصول بها لأفضل مستوى فني، يجعلها منافسة قوية على جميع الألقاب المحلية.

والفوز بها يجعل منها بطلا وممثلا للسلطنة في المسابقات الإقليمية، والتي أيضا من المفترض أن تعد لها الإعداد الأمثل للمنافسة على ألقابها كما تنافس عليها في الداخل.

للأسف الشديد لا نرى في واقع أنديتنا المحلية سوى التخبط والعشوائية التي انعكست على واقع الدوري،  الاستراتيجيات والخطط القصيرة والطويلة المدى معدومة، فأنديتنا لا تعدو أن تخطط بمستوى موطئ قدمها.

فمنذ عقود- والعقد عشر سنوات – لم نحظ بناد قادر على المحافظة على لقبه لأكثر من موسم، ولا ناد قادر على البقاء في القمة لسنوات متتالية، وما يؤكد ذلك هو أن جميع الأندية التي وصلت لدوري الأولى أو الممتاز هبطت عدا ناد واحد هو ظفار الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الهبوط الموسم المنصرم.

وهذا دليل على عدم ثبات أي ناد نتيجة غياب الخطط والاستراتيجيات.

الأندية للأسف الشديد تعمل من أجل الحصول على لقب وكفى، والإدارة تأتي لتبحث عن الألقاب لا من أجل صناعة فريق كروي أو ناد يظل الرهان الأول في كل مسابقة.

فعلى من يطالب الاتحاد بتطوير الدوري وجعله قويا وأفضل تصنيفا، أن يرى حال الأندية، وماذا تفعل هذه الأندية، وكيف تعمل وماهي برامجها وخططها.

لأننا لو نقلنا ملف تنظيم الدوري الإنجليزي بكل تفاصيله وأتينا به، لن يعمل أبدا لأن واقع أنديتنا بعيد كل البعد عما نراه ونشاهده في الدوريات الأخرى.

نأمل -بلا شك- أن نرى دورينا مستقبلا، يشار له بالبنان ويتناقل بين وكالات الأنباء والقنوات الرياضية العربية والعالمية.

لكن علينا أن نكون أكثر واقعية ونستمتع بما يبث من مباريات على الشاشة الفضية، ولنبقى نشجع ريال مدريد وبرشلونة، وآخرون يشجعون بايرن ميونخ ويوفتنوس وسان جيرمان ومانشيستر يونايتد والسيتي وليفربول وأرسنال.

ونستمتع بكرة القدم بكل جماليتها، لأنها ولدت هناك وترعرعت هناك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى