أحمد السروري .. هدهد يمني يحلق في سماء الدوري التشيكي

توووفه- محمد العولقي  

ارتبط اسم مهاجم المنتخب اليمني أحمد السروري بالأخبار المشبعة بكثير من توابل الاحتراف، ومع كل عام ميلادي يحن الفتى اليمني الطائر لخوض تجربة جديدة، تصاحبه خلالها ضجة إعلامية ليس لها حدود.

وهذا العام وصلت الضجة إلى  أقصى الحدود، خصوصا بعد أن طير السروري خبر احترافه في أوروبا، وتحديدا في الدوري التشيكي للدرجة الثالثة.

قبل عامين تقريبا فجر السروري قنبلة دخانية في الوسط الكروي اليمني، عندما أعلن فجأة وبلا مقدمات أنه في طريقه إلى البرازيل للعب لأحد أندية مقاطعة ريو دي جانيرو.

لا أحد يدري كيف ذهب إلى البرازيل ولا كيف عاد؟

هل لعب هناك حقا ؟ أم خاض رحلة استكشافية تحسبا لمغامرة جديدة؟

كانت رحلة مجهولة تماما بالنسبة للجماهير اليمنية العاشقة لكرة القدم البرازيلية حتى النخاع، لكن أحمد السروري لم يؤكد بالدليل القاطع أنه خاض تجربة احترافيه هناك، أو أن قدميه الماهرتين داعبتا الكرة على رمال الكوبا كابانا.

قيل يومها أن البرازيلي أحمد لوسيانو المدرب الذي ارتبط بالكرة اليمنية حتى قبل تحقيق الوحدة بين الطرفين الشمالي والجنوبي، هو من تبنى سفر أحمد السروري إلى  البرازيل، ربما بدافع الأبوة، أو بدافع تأهيل السروري هناك ردا لجميل وطن قدم للوسيانو الكثير حتى ظنه اليمنيون  يحمل الجنسية اليمنية.

تبدو عملية احتراف أحمد السروري في أوروبا هذه المرة واقعية كونها عملية واضحة التفاصيل، بغض النظر عن تواضع دوري الدرجة الثالثة في جمهورية تشيك.

ضجة جديدة فجرها السروري حركت مياه الوسط الرياضي اليمني الراكدة بسبب الأوضاع المأساوية التي تعيشها بلاد السعيدة منذ خمسة أعوام، فجأة وبدون مقدمات وبصورة رسمية هذه المرة أعلن المهاجم الشاب أحمد السروري عن إتمام عملية احترافه ضمن صفوف نادي ماس تابوروسكو التشيكي، وهو ناد ينتمي للدرجة الثالثة.

هذه المرة كان عراب الصفقة مدرب منتخب اليمن في نهائيات أمم آسيا الأخيرة بالإمارات التشيكي بروزيتش، الأرجح أن بروزيتش الذي يرى في السروري موهبة جيدة على معرفة بأن اللعب في ملاعب أوروبا حلم يداعب السروري منذ الطفولة، من هنا مد يد المساعدة لهذا اللاعب الواعد المتوعد في تجربة جس نبض ، يقيس من خلالها طريقة تفكير اللاعب الذي دخل عامه الرابع والعشرين.

كثير من اليمنيين تبرموا من الصفقة، فمن وجهة نظرهم لن تفيد السروري طالما وهو يلعب لفريق درجة ثالثة ، لكن السروري ينظر للتجربة من زاوية مختلفة تماما.

“حلمي هو اللعب في أوروبا، ولقد أخترت اللعب في جمهورية تشيك، تتويجا للعلاقة الجيدة التي تربطني بمدرب منتخب اليمن السابق بروزيتش ، لست نادما على اللعب لحساب فريق تابوروسكو ، فأنا أرى أن اللعب هناك البوابة الحقيقية للانتقال إلى فريق أكبر مستقبلا “.

ورغم أن صفقة انتقال الهدهد اليماني أحمد السروري إلى الدوري التشيكي مؤكدة – حسب ما أكده اللاعب نفسه لوسائل الإعلام اليمنية – إلا أن الصفقة يشوبها بعض الغموض ، على اعتبار أن السروري لم يكشف عن تفاصيل العقد من حيث قيمة التعاقد والراتب وخلافهما.

ومهما كانت التباينات وردود الأفعال اليمنية على انتقال الواعد أحمد السروري إلى فريق  درجة ثالثة في جمهورية تشيك ، سيبقى اللعب هناك محطة تجهيز قد تخلق الكثير من المحفزات لأندية أخرى، ربما يلفت نظرها السروري بفضل سرعته ومهارته علما بأن الجماهير اليمنية تطلق عليه لقب (ميسي اليمن).

وبحسب مصادر مقربة من اللاعب اليمني السروري فإن احترافه في تشيك خطوة أولى في مشوار الألف ميل، من جهة أخرى يراهن السروري على إحداث بصمة في صفوف فريق تابوروسكو الذي يتصدر مجموعته في دوري الدرجة الثالثة برصيد 18 نقطة من 7 مباريات، وهو وضع قد يحرك أحلام السروري خطوة أخرى إلى الأمام إذا صعد الفريق إلى دوري الدرجة الثانية الموسم القادم.

وعلى ذمة السروري نفسه فإنه سيكون أساسيا يوم الأحد القادم، عندما يرحل فريقه الجديد إلى براغ لمواجهة الفريق الرديف لنادي سبارتا براغ الشهير في افتتاح الجولة الثامنة من الدوري التشيكي للدرجة الثالثة.

وكانت بعض المواقع اليمنية قد وقعت في لبس، عندما هللت كثيرا حين تصورت أن السروري تعاقد مع نادي سبارتا براغ الشهير على مستوى القارة العجوز والذي يعتبر الأقوى في الدوري الممتاز التشيكي والممثل شبه الدائم للكرة التشيكية في دوري أبطال أوروبا، والحقيقة التي لا غبار عليها أن السروري سيلعب في دوري الدرجة الثالثة الأقرب إلى الهواة، ولحساب فريق تابوروسكو.

موقع (توووفه) الإلكتروني  يتمنى رحلة احترافية موفقة للمهاجم اليمني الموهوب أحمد السروري يتعلم فيها أبجديات الكرة الأوروبية، كما يلفت عناية الجمهور اليمني بأنه سيتابع رحلة السروري الاحترافية في تشيك كلما جد جديد.