هل هناك أي شيء لا يتفوق فيه ميسي؟

كتب- محمد يوسف

إذا لفت انتباهك اسم ليونيل ميسي في العنوان، ودخلت لتقرأ عن مواطن تفوق ميسي في اللعبة كالمعتاد، يؤسفني أن أخبرك أن هذا التقرير يتحدث بالفعل عن مواطن ضعف ميسي، والتي لا يتفوق فيها على الآخرين.

الجميع يتحدث عمّا يمكن لهذا الفتى الصغير أن يفعله، فإذا سألك صديق لك، لا يعرف أي شيء عن كرة القدم من الأساس، من هو أفضل لاعب كرة قدم في العالم؟، أعتقد أن الإجابة ستكون بسيطة للغاية: ليونيل ميسي!

إذا أصرّ صديقك وسألك: لماذا هو الأفضل؟ مرة أخرى، الإجابة ستكون بسيطة: هو أفضل هداف قد تراه في حياتك، ومنذ كانت الأهداف تحمل القيمة الأعلى في اللعبة، فإن هذه الإجابة قد تكون كافية.

ولكنك ستكمل الحديث على أية حال، فهو الأفضل في صناعة الأهداف لزملائه، وهو أفضل من يمرر الكرة، وأفضل من يراوغ بها، وأفضل من ينفذ الركلات الحرة كذلك.

ميسي يتوج بالكرة الذهبية السادسة في تاريخه كأفضل لاعب

ووفق تقرير أعدته ESPN، من إحصائيات البطولات الخمس الكبرى في أوروبا منذ عام 2014، سجل ميسي أكبر عدد من الأهداف، امتلك أعلى معدل من التمريرات الحاسمة، ومرر أكثر تمريرات بينية لزملائه، وسجل أكبر عدد من الركلات الحرة، بمعدل أعلى ثلاث مرات عن أقرب منافسيه في القائمة.

والأمر يتجاوز هذه الأرقام؛ في العام الماضي، قام مجموعة من الباحثين في بلجيكا وهولندا بنشر ورقة بحثية تهدف إلى وضع قيمة رقمية على كل فعل بالكرة يحدث في المباراة.

بالطبع، وجدت الدراسة، عن موسم 2017-18، أن ميسي أعلى لاعب مؤثر في إسبانيا بأعلى معدل، بفارق بعيد عن أقرب منافسيه.

وجدت الدراسة شيئا آخر، لا يثير الدهشة كذلك، وهو أن معظم المهاجمين قدموا عددا محدودا من الأفعال إلا أن تلك الأفعال كانت ذات قيمة عالية، بالطبع لأن قيمتها قد تساوي أهدافاً، في حين أن لاعبي خط الوسط كانوا على العكس، حيث كانت أفعالهم ذات قيمة منخفضة.

إلا أن هناك، كما قد تكون خمّنت، لاعبا واحدا تفوق في كلا الأمرين: نعم هو ليونيل ميسي. أي أنه ببساطة يتفوق في الكم والكيف!

لكن ليس هذا موضوعنا على أية حال، لا تنس، نحن هنا لنتحدث عن نقاط ضعف ميسي!

ميسي ليس مدافعاً جيداً!

بيكيه يتكلم بانفعال مع ميسي

من الواضح أن ميسي ليس مدافعاً كبيراً، ولكن بالتأكيد أنت تعرف هذا مسبقاً. وفقاً لتقرير ESPN، منذ عام 2010، لم يتمكن ميسي من تحقيق أكثر من 23 أو 22 تدخلا صحيحا على المنافس في موسم كامل بالدوري الإسباني، كما أنه نادراً ما يستعيد الاستحواذ لفريقه.

ولكن يمكن تفسير هذا، بصورة جزئية، بحقيقة أن برشلونة يسيطر بشكل كبير على الكرة في معظم المباريات التي يخوضها، بالإضافة إلى ذلك، كان معظم لاعبي الفريق بجانب ميسي من أفضل من يطبقوا الضغط، وبصورة أكثر فعالية في العقد الماضي، وهذا الضغط لا يعمل بالشكل الصحيح إلا إذا كان الجميع مشاركاً، لذلك، يمكن اعتباره على الأقل عضواً فعالاً في فريق يطبق الضغط العالي كوحدة واحدة في الماضي.

لذلك، ربما كان يضغط في الماضي كلاعب خط وسط، لكنه لم يفعل شيئاً يُذكر في الثلث الدفاعي. وفقاً للتقرير، منذ 2010، لم يتمكن ميسي من إخراج سوى خمس كرات، ويمنع خمس تسديدات وكرة عرضية واحدة في المجمل.

لكن، وهناك تكمن المشكلة، إذا اضطر ميسي في أي وقت أن يفعل أي من تلك الأشياء، فهناك على الأرجح نقطة ضعف وفشل منهجي في طريقة لعب فريقه بالكامل، فأنت بالتأكيد تريده بالقرب من مرمى المنافس، وليس مرمى فريقك.

بالتأكيد، لا يمكن أن نتحدث عن لعبه كحارس مرمى، فهذا أمر مستبعد على كل الأحوال، ولكن ماذا عن الأشياء التي من المفترض أن يفعلها؟ صناعة الأهداف والمراوغة والتمرير والتسجيل، هل هناك أي شيء داخل تلك الأفعال حيث يبدأ خفوت تألق ميسي؟

ماذا عن الكرات العرضية؟

في البداية، لا يتفوق ميسي في الكرات العرضية؛ وفقاً لتقرير ESPN، في الدوري الإسباني لموسم 2018-2019، يتصدر ميسي الرسوم البيانية في التسديدات والتمريرات ويحتل المرتبة الثانية وراء فينيسيوس جونيور في عدد المراوغات الناجحة، ولكن على صعيد المساهمة الإجمالية لكل 90 دقيقة من الكرات العرضية، يأتي ميسي في منتصف القائمة.

في الموسم الماضي، أكمل ميسي 14 تمريرة عرضية صحيحة من أصل 78 محاولة، ليأتي في المركز 84 في المجمل، والمركز 50 في الدوري الإسباني.

وكانت نسبة نجاحه قدرها 17.9% أقل من المتوسط في الدوري والتي تقدر بـ23.9%. ومع ذلك، تعتبر التمريرات العرضية في الكرة الحديثة واحدة من أقل الطرق فعالية للتسجيل، وإذا كان عليك أن تختار أن تكون متوسطاً في إحدى الجوانب الهجومية، فربما تكون هي التمريرات العرضية.

حتى مع اعتباره متوسطاً في التمريرات العرضية، فإن ميسي ربما كان يلعب رياضة مختلفة في الموسم الماضي، وفقاً لمساهمته الإجمالية في المباراة مقارنةً مع لاعبي الجناح ولاعبي خط الوسط الآخرين.

مساهمات ميسي الإجمالية في المباراة الموسم الماضي

كما أن الرسومات البيانية للموسمين السابقين لموسم 2018-2019 تتطابق أيضاً مع هذا الرسم البياني.

فاصل

ماذا عن الضربات الرأسية؟

بدأت عملية تجميع البيانات بشكل شبه متقدم في كرة القدم منذ عام 2010، ولكن في وقت سابق من هذا العام، قامت إحدى الشركات الكبرى في مجال التحليلات والبيانات StatsBomb بمراجعة شرائط كل مباراة لعبها ميسي لبرشلونة، ووضعت كل ما فعله في رسومات بيانية وإحصائية، ثم أصدرت مجموعة من البيانات.

وفقاً للأرقام، هناك شيء آخر يتوسط فيه أداء ميسي، وهو التسجيل من خلال الضربات الرأسية.

محاولات ميسي من الضربات الرأسية منذ بدأ حياته المهنية في الدوري الإسباني

يسجل ميسي أهدافاً من ضربات الرأس بمعدل متوسط؛ فأهدافه الرأسية (14 هدفا) تتساوى تقريباً مع معدل الأهداف المتوقعة (xG 14.56)، وهو يحرز هدفاً واحداً بالرأس تقريباً في الموسم الواحد.

ومثل حالة الكرات العرضية، ضربات الرأس هي شيء آخر أقل كفاءة وفعالية، ولا يلجأ إليها ميسي إلا نادراً من الأساس؛ فتسديدة بالقدم من نفس المكان ستكون أكثر فعالية ومن المرجح أكثر أن تتحول إلى هدف.

وعلى كل الأحوال، هو لا يتمتع بالطول الكافي من الأصل، لذا لن تتوقع منه الفوز بكرات هوائية كثيراً.

ماذا عن التسجيل بالقدم اليُمنى؟

غالبية أهداف ميسي وتسديداته تأتي من قدمه اليسرى، ولكن حتى عندما يسدد بقدمه اليمنى الأضعف، لا تزال النتيجة مميتة.

ووفقاً لبيانات StatsBomb، سجل ميسي 58 هدفاً بقدمه اليمنى، مع معدل أهداف متوقعة (41.47 xG) فحسب، ومع ذلك، تظل هناك مشكلة واحدة؛ إحدى الحركات المميزة لإنهاء ميسي للهجمات هي أن يأتي من الجهة اليمنى ويدخل إلى عمق منطقة الخطر، ليتمكن من التسديد بقدمه اليسرى، ولكن العكس نادراً ما يحدث، كما يوضح الرسم التالي لكل تسديداته بقدمه اليمنى في الدوري الإسباني.

كل تسديدات ميسي بقدمه اليُمنى في الدوري الإسباني

ميسي عظيم في الدخول إلى أفضل مواقع التهديف، ولكن هناك منطقة واحدة يتجنبها بوضوح: وهي المنطقة التي يضطر فيها إلى التسديد بقدمه اليمنى.

ما تقوله هذه البيانات هو أنه لم يدخل إلى العمق من الجهة اليسرى، ويقطع إلى الداخل ليسدد بقدمه اليمنى، من الواضح، أنه يختار دائماً التخطيط للدخول من الجهة اليمنى والتسديد أو التمرير بقدمه اليسرى الأقوى.

وهكذا، وفي أثناء دخول ميسي إلى أعماق الثلاثينيات من عمره، ومع افتراض بدء انخفاض مستواه، فعندما نُلقي نظرة بسيطة على نقاط ضعفه، سنفهم لماذا يتميز بهذه الروعة في كل شيء في المقام الأول: “إن الأشياء التي لا يجيد القيام بها لا تحمل أهمية كبيرة على المستوى الهجومي، وعندما لا يستطيع أن يفعل شيئًا أفضل من أي شخص آخر، فإنه يتأكد من أنه لا يفعل هذا الشيء على الإطلاق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى