أرسنال، مان يونايتد.. هل بدأ تأثير مايكل أرتيتا في الظهور؟

تحليل- محمد يوسف

العنوان الأبرز، لأولى مباريات القمة في عام 2020، كان اقتناص أرتيتا لفوزه الأول كمدرب لأرسنال. والجميل أن الفوز جاء بأداء مميز للغاية، وعلى منافس بحجم مانشستر يونايتد، وبهدفين دون مقابل.

كان قد استلم القائد السابق للفريق مهمة الإدارة الفنية، خلفًا للمدير الفني المُقال أوناي إيمري، ولكنه تعادل في أولى مبارياته مع بورنموث بهدف لمثله، وفي المباراة الثانية على ملعب الإمارات، خسر بهدفين لهدف في ديربي العاصمة لندن أمام تشيلسي، بعد أن قدم فريق أرتيتا مباراة كبيرة وأداء مميز.

سيطر الفريق اللندني على مجريات الشوط الأول بالكامل، وسجل الجناح الإيفواري المتألق نيكولاس بيبي الهدف الأول مبكراً بعد مرور 8 دقائق من عمر المباراة، ومع اقتراب صافرة نهاية الشوط الأول، أضاف المدافع سوكراتيس الهدف الثاني من مسافة قريبة من مرمى الحارس الإسباني دي خيا.

بينما في الجهة المقابلة، ظهر الشياطين الحمر بأداء باهت للغاية، وكان قد بدأ المدرب أولي جونار سولسكاير برسم خططية 4-2-3-1، مع استمرار غياب نجم خط الوسط الفرنسي بول بوجبا، والذي افتقده اليونايتد في هذه المباراة.

أرتيتا، أرسنال مانشستر يونايتد، الدوري الإنجليزي

وبدأ أرتيتا بذات الرسم الخططي 4-2-3-1، معتمدًا على ثنائي محوري، ولعب الفريق على الضغط العالي في مناطق اليونايتد، بأداء مشابه لمباراتهم السابقة أمام تشيلسي. لكن هذه المرة دون أخطاء دفاعية، وبتنظيم دفاعي مميز، ليحافظوا على نظافة شباكهم، ويقتنصوا الثلاث نقاط، ويصعدوا إلى المركز العاشر في ترتيب جدول الدوري الممتاز.

مانشستر يونايتد أرسنال، الدوري الإنجليزي

بعد انتقاله الى صفوف أرسنال في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، نالت الانتقادات من الجناح الإيفواري نيكولاس بيبي في مناسبات عديدة هذا الموسم، بعد تقديمه لأداء باهت، وتحت قيادة إيمري، لم يكن خيارًا أساسيًا في أغلب الأحيان.

وعلى الرغم من الصعوبات التي عانى منها اللاعب الشاب، إلا أنه قدم أيضاً بعض اللمحات الجميلة، وخلال مباراة القمة أمام اليونايتد أعطى لنا لمحة عن موهبته الهائلة، حيث سبب مشاكل عديدة لدفاع اليونايتد، على الجهة اليُمنى خلال الشوط الأول، والذي كان نجمه الأول بامتياز.

لم يكتف الإيفواري بإحراز الهدف الأول فحسب، لكنه أيضاً خلق فرصاً كبيرة للتسجيل لكل من أوباميانج وألكسندر لاكازيت، ولكنها لم تتُرجم إلى أهداف. في الواقع، كان بيبي أكثر لاعبي أرسنال انتاجية حتى تم استبداله، حيث تمكن من النجاح في أربع مراوغات، وصنع أربع تمريرات مفتاحية، وبنسبة نجاح وصلت إلى 100% لمعدل تمريراته، وهي أعلى إحصائيات بين زملائه في الفريق.

إذا استمر الإيفواري على هذا الأداء الرائع، سيعتمد عليه أرتيتا كثيراً في المباريات القادمة.

أرسنال، مانشتسر يونايتد، الدوري الإنجليزي

تفيد بعض التقارير الحالية بأن أرسنال على استعداد بالسماح للسويسري شاكا بالذهاب في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، مع نادي هرتا برلين كوجهة ممكنة.

ولكن إذا حكمنا من خلال الأداء الذي قدمه خلال القمة، فيجب على أرسنال محاولة الحفاظ على لاعب خط الوسط السويسري المثير للجدل في ملعب الإمارات في المستقبل.

اعتمد أرتيتا على ثنائي محوري double-pivot، من شاكا وتوريرا، وتميز السويسري على مستوى بناء اللعب، والخروج بالكرة من الخلف، وسبب مشاكل كثيرة لخط وسط الشياطين الحمر. ظهر شاكا وكأنه في كل مكان من الملعب، وخاصة على مستوى الشوط الأول، بالربط دائمًا مع الألماني مسعود أوزيل، وبمعدل نجاح في التمريرات وصل إلى 93%.

أبرز ما يميز أداء أرسنال، كان الضغط العالي في مناطق مانشستر يونايتد، والتي سببت ارتباكاً واضحاً لدفاعات الشياطين الحمر، وبشكل خاص على الأطراف. ولم يستطع يونايتد التقدم بالكرة إلى النصف الثاني من الملعب إلا نادراً، خصوصاً في الشوط الأول.

النقطة الثانية التي منحت أرسنال الأفضلية في الشوط الأول كانت الانطلاقات السريعة للبوسني كولاسيناتش على الجبهة اليُسرى، حيث يتمتع بالسرعة المطلوبة للقيام بالأدوار الهجومية، وساعده في ذلك أنه حظي بالدعم اللازم في الخلف من قبل لاعبي الارتكاز توريرا وشاكا.

كان أداء أرسنال أسرع وأكثر فاعلية، حيث ساهم في ذلك التألق الواضح للنجم مسعود أوزيل كصانع ألعاب حر، وكذلك تبادل الأدوار السلس بين لاكازيت وأوباميانج، إضافة إلى قدرة الدفاع على التعامل مع الهجمات المرتدة التي تميز بها مانشستر يونايتد في الآونة الأخيرة.

أرسنال ومانشستر يونايتد، الدوري الإنجليزي

عانى خط وسط الشياطين الحمر كثيراً أثناء المباراة، وظهر بشكل ضعيف للغاية، حيث استمر مسلسل معاناة جيسي لينجارد هذا الموسم، لاعب خط الوسط الهجومي الذي لم يسجل أو يساهم في صناعة أي هدف في الدوري الممتاز منذ بداية الموسم، على الرغم من ظهوره في 18 مباراة من المباريات التي لعبها الفريق حتى الآن، ومن الواضح أن المعاناة لن تنتهي في أي وقت قريب.

وبالرغم من إشراكه كصانع ألعاب خلف المهاجم مارسيال، إلا أن لينجارد فشل في تقديم أي نوع من التأثير على مجريات المباراة، حيث لم يسدد على المرمى، وفشل في كل محاولات المراوغة التي قام بها، وتمكن من صنع تمريرة مفتاحية واحدة فقط قبل استبداله في الدقيقة 58. حتى أن بديله بيريرا سدد على المرمى في غضون دقائق من دخوله إلى أرض الملعب.

توقع مشجعو المان يونايتد عودة الفرنسي بول بوجبا إلى التشكيلة الأساسية بعد غيابه بداعي الإصابة، لكن ذلك لم يحدث، حيث أكد سولسكاير انه سيغيب لبضعة أسابيع بعد تعرضه لانتكاسة جراء إصابته في الكاحل.

قدم الشياطين الحمر أداءً مقبولاً دون النجم الفرنسي، وخاصةً في المباريات الكبيرة هذا الموسم، لكن افتقده خط الوسط جداً في ملعب الإمارات. يحتاج خط وسط اليونايتد إلى الإبداع، وخلق الفرص للثلاثي الأمامي، وهو ما لم يستطع تقديمه أي من ماتيتش أو فريد أو لينجارد. وللأسف، فإن الرجل الوحيد القادر على توفير ذلك، يمضي المزيد من الوقت على طاولة العلاج أكثر من أرض الملعب.

في حين أصر المدرب المؤقت لأرسنال فريدي ليونبيرج على عدم لعب أوباميانج ولاكازيت معاً، إلا أن أرتيتا وجد النظام التكتيكي المناسب لإشراكهما معاً.

وأتى هذا النهج التكتيكي بثماره، مع تقدم الظهير البوسني كولاسيناتش وفتح أطراف الملعب، مع دخول أوباميانج من الجهة اليُسرى إلى داخل الملعب في كل هجمة، مما سبب حملاً زائداً على ظهير الشياطين الحمر وان بيساكا.

أدى هذا التقدم إلى خلق العديد من الفرص الهجومية لأرسنال من هذه الجهة، ويبدو أن هذا الشكل التكتيكي يعمل لمصلحة الفريق حتى الآن.

بدأ تأثير أرتيتا بالظهور فعلاً على أداء الفريق، وعلى أسلوب لعبه، واستعادة الأداء الذي فقده مع إيمري، وإذا تمكن من الإبقاء على مثل هذا الأداء في المستقبل، فليس هناك ما يدعو للقلق على نتائج الفريق.

يريد مشجعو الأرسنال أن يشاهدوا فريقهم يلعب كرته السريعة والمنظمة، كرة القدم الهجومية التي تعودوا عليها دائماً، وهذا ما حصلوا عليه ضد اليونايتد على ملعب الإمارات، وربما هذا ما سنشاهده في المستقبل مع أرتيتا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى