
حاوره- خليل التميمي
فهد المشايخي مدرب منتخبنا الوطني لألعاب القوى، لديه ماجستير إعداد بدني وصحي، وخبرة في التدريب 20 سنة، محاضر دولي معتمد منذ 2009م.
يتحدث المشايخي لـ توووفه في حوار خاص عن التدريب وطموحه في هذا المجال والتحديات التي تواجه المدرب، وأبرز اللاعبين الذين دربهم.
ما التدريب الرياضي من وجهة نظرك؟
التدريب بشكل عام عملية معقدة جدا تحتاج إلى الكثير من الصبر والجهد والتضحية، كل شخص يمكنه إعطاء التدريبات لتنفيذها بينما ليس كل شخص مدرب، التدريب يقوم على عنصرين في غاية الأهمية، أولاً الموهبة، فهو فن لا يملكه الجميع وموهبة اختص بها البعض كالموسيقى أو الرسم أو الطب أو الهندسة، ثانياً العلم، الذي بدونه لا يمكن الوصول إلى المستويات العليا من الأداء البدني والمهاري والخططي، فالعلوم الرياضية تتقدم يوما بعد يوم ويجب أن يطور المدرب معارفه باستمرار لمواكبة التطور العالمي في هذا المجال.
لماذا اتجهت لتدريب ألعاب القوى؟
بدأت كلاعب وقمت بتدريب زملائي وأنا لاعب، بعد انتهائي من الدراسة الجامعية بتخصص تربية رياضية، عندها اكتشفت موهبتي في التدريب من خلال تطور مستوى اللاعبين الذين أدربهم. وتخصصت في تدريب ألعاب القوى وإزداد حبي وتعلقي بهذه الرياضة بسبب النجاحات التي حققتها والرعاية التي حصلت عليها من الاتحاد العماني لألعاب القوى، إضافة إلى أن عمان مازالت تملك الكثير من الإمكانيات والمواهب لم يتم اكتشافها أو الاهتمام بها كما يجب، مما يجدد الأمل باستمرار بأن هناك المزيد يمكن أن نقدمه للوطن.
ما الصعوبات التي تواجهك كمدرب؟
هناك العديد من الصعوبات أهمها عدم التفرغ للتدريب إذ يجب الاحتراف للوصول إلى المستويات العليا للتدريب، فلا يستطيع المدرب أن يعطي أفضل ما لديه وهو مرهق من العمل مع ما يرافق العمل من مسؤوليات وواجبات، كذلك عدم وجود مضمار خاص بالاتحاد العماني، حيث يتم التدريب حاليا في منشآت وزارة الشؤون الرياضية، والتي أشكرها لكل ما تقدمه من تسهيلات، ولكننا جميعا كمدربين نواجه نقصا في الأدوات والأجهزة وخاصة تلك المتعلقة بالاستشفاء وعدم وجود غرف لتبديل الملابس أو التدليك الرياضي أو حتى مخزن لحفظ الأدوات الخاصة بالتدريب، ومن أهم الصعوبات ترك أغلب اللاعبين للرياضة بشكل عام بعد الثانوية العامة أو بعد الدراسة الجامعية لعدة أسباب أهمها عدم وجود ضمانات لحياة كريمة مستقبلا للاعب كالحصول على عمل بأقل تقدير، وعدم تعاون جهات العمل في تقليل ساعات العمل أو تفريغ اللاعبين للمعسكرات الداخلية والخارجية أو المشاركات الخارجية.
حدثنا عن طموحك؟
لدي طموح خاص وآخر عام، الخاص هو أن أحقق للسلطنة أول ميدالية أولمبية عبر أحد اللاعبين الذين أدربهم حاليا، أما العام فهو أن يحصل المدرب الوطني في جميع الرياضات على الاحترام الذي يستحقه، فلن تجد من يخدم عمان بصدق وإخلاص وتضحية بالوقت والمال والجهد إلا العماني ابن الوطن الأكثر معرفة بخصوصية اللاعب العماني وقدراته البدنية والمهارية والنفسية، التي لا يدركها المدربون الأجانب مع احترامي لخبراتهم الفنية التي دائما ما تنصدم بالواقع الذي لا يستوعبه إلا العماني.
ماذا ينقصنا لتحقيق ميدالية أولمبية؟
نحتاج إلى تكاتف جميع الجهود وتسخير جميع الإمكانيات المتاحة وتوجيهها نحو الهدف كمشروع متكامل، فلا يمكن أن تعمل أية جهة بمعزل عن الجهات الأخرى، فلدى الاتحاد العماني لألعاب القوى اللاعبون والمدربون والفنيون والإداريون والخطط الكفيلة بالوصول إلى أعلى المستويات، ولدى وزارة الشؤون الرياضية الدعم المالي والإداري من حيث المتابعة والرقابة، ولدى اللجنة الأولمبية الدعم والمتابعة الفنية وبعض النواحي الإدارية كذلك، أما القطاع الخاص فله الدور الأكبر في توفير الدعم المالي والإعلامي، وعند توحيد جميع تلك الجهود عبر لجنة خاصة تشرف على المشروع وتسهيل كافة الصعوبات المتوقعة ستكون الطريق مؤهله تماما للإنجازات العالمية فلا ينقصنا شيء للوصول للعالمية سوى توحيد الجهود وتوجيهها.