البوندسليجا جاهز لضربة بداية جديدة

(د ب أ)- توووفه

ربما لا يحظى الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليجا) في الوضع العادي بنفس الاهتمام والمتابعة التي يتمتع بها كل من الدوري الإنجليزي ونظيره الإسباني، ولكن استئناف فعاليات البوندسليجا في الفترة المقبلة سيضع البطولة في بؤرة هائلة من الاهتمام إن لم يركز الاهتمام كله عليها.

ومع القرار الذي اتخذ أمس الأربعاء باستئناف فعاليات الموسم الحالي لكرة القدم الألمانية رغم أزمة تفشي الإصابات بفيروس “كورونا” المستجد، سيصبح البوندسليجا أول دوري من الدوريات الكبيرة تستأنف فعالياته بعد فترة التوقف في الأسابيع الماضية بسبب أزمة كورونا.

وفي المقابل، ستكون الدوريات الكبيرة الأخرى في حالة مراقبة عن كثب للبروتوكول المتبع في البوندسليجا وإن أكد مسؤول ألماني رفيع المستوى أن استئناف فعاليات الكرة الألمانية ليس بالضرورة أن يكون نموذجا أو مثالا للآخرين في ظل أزمة كورونا.

وقال خافيير تيباس رئيس رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم: “عودة البوندسليجا تمثل نبأ جيدا لصناعة كرة القدم وتمهد الطريق أمام عودة تدريجية هادئة لكرة القدم والتي لن تكتمل عودتها لحين عودة الجماهير إلى المدرجات”.

وأصدرت المستشارة أنجيلا ميركل ورؤساء وزراء الولايات الألمانية أمس الأربعاء قرارا بالسماح باستئناف فعاليات البوندسليجا في النصف الثاني من أيار/مايو الحالي.

وحددت رابطة الدوري الألماني يوم 15 أيار/مايو موعدا لاستئناف المسابقة وبدء المراحل التسعة المتبقية من البوندسليجا بسبب توقف المسابقة منذ منتصف آذار/مارس نتيجة لتفشي وباء كورونا.

وذكرت صحيفة “كورييري ديللو سبورت” الإيطالية الرياضية في عنوانها: “ميركل قالت نعم، والدور علينا الآن”.

وقالت صحيفة لا جازيتا ديللو سبورت: “مصدر الإلهام الألماني أظهر كيفية التسجيل. الدوري الإيطالي يحاول أن يتبعه”.

وفي إنجلترا، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي”: “سيكون من المثير أن نرى ما إذا كانت هذه الأنباء ستمنح الدوري الإنجليزي ونظيريه الإيطالي والإسباني زخما إضافيا لجهود استئناف كل من هذه المسابقات”.

وأضافت: “أكدت سلطات كرة القدم الألمانية شيئا واحدا وهو ضرورة وجود عمل جماعي وجهود موحدة من الأندية ورابطة الدوري واللاعبين”.

وفيما ألغيت مسابقتا الدوري الهولندي والفرنسي هذا الموسم حيث قررت الرابطتان عدم استئناف فعاليات الموسم نتيجة قرار السلطات في كل من البلدين بصعوبة وجود أي نشاط رياضي في الفترة المقبلة، ما زالت بطولات الدوري الكبيرة في إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا تسعى لاستئناف فعاليات الموسم مثلما حدث في ألمانيا وفي دوريات أخرى مثل البرتغالي والصربي والتركي.

وفي ألمانيا، يدرك المسؤولون جيدا أن كل العيون تتركز عليهم وعلى الفكرة المفصلة من رابطة الدوري الألماني والاتحاد الألماني للعبة بشأن استئناف المسابقة مع إقامة المباريات بدون جماهير ومع تطبيق أفضل معايير ممكنة للسلامة والمعايير الصحية.

وقال فريدريش كورتيوس سكرتير عام الاتحاد الألماني للعبة: “مفهومنا وجد قبولا رائعا على الساحة الدولية. ونحن على اتصال بالفعل مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) والاتحادات الوطنية الأخرى للعبة. نرحب باقتسام معرفتنا وخبرتنا مع الآخرين على الساحة الدولية”.

وحذر تيم ماير رئيس اللجنة الطبية بالاتحاد الألماني للعبة وباليويفا، والذي ترأس فريق العمل الذي قدم توصياته بشأن بروتوكول تأمين وسلامة استئناف المسابقة، من إن الطريقة الألمانية يمكن أن تكون نموذجا ومثالا فقط للدول التي تشبه ألمانيا في العدوى بفيروس كورونا وكذلك في وضع الفحوصات بها.

وتحظى ألمانيا بمعدلات أقل للعدوى وأعداد الوفيات عنها في إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا وقدرات أكبر على إجراء الفحوصات ما يجعلها حسب ماير “مختلفة بشكل جوهري عن بلدان أخرى”.

وعلى سبيل المثال، توجد الاستادات بإنجلترا في أماكن كثيفة السكان ما يجعل التباعد الاجتماعي أكثر صعوبة كما أن الأندية لا ترحب بإقامة المباريات على ملاعب محايدة حال سمحت الحكومة باستئناف المسابقة.

والأكثر من هذا أن لاعبين مثل الأرجنتيني سيرخيو أجويرو مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي كشف عن مخاوفه الصحية إذا استُؤنفت مسابقة الدوري الإنجليزي. وذكرت صحيفة “ذي صن” البريطانية أن: “نحو نصف الأندية الـ20 المشاركة في دوري الدرجة الممتازة بإنجلترا يرون أنه من المستحيل حاليا أن تجبر النجوم على استئناف النشاط إذا كان لديهم خوف من التعرض للعدوى أو نقلها إلى عائلاتهم”.

وأوضحت صحيفة “ذي جارديان” البريطانية: “هناك طبيب نادي واحد على الأقل تعرفه ذي جارديان لديه مخاوف هائلة من بروتوكولات استئناف المسابقة وما إذا كانت كرة القدم ستصبح في أمان بالمستقبل القريب”.

وأضاف ماير إن النظام الألماني لا يمكن أن يكون مضمونا بنسبة 100 بالمئة أيضا ولكنه صمم “لضمان حصول لاعبي كرة القدم على مستوى طبي وتأميني جيد عند ممارسة عملهم”.

وما زال الأمل يراود الدوري الإنجليزي لاستئناف فعالياته في حزيران/يونيو المقبل وهو ما ينطبق أيضا على كل من الدوري الإسباني ونظيره الإيطالي.

وسمح وزير الرياضة الإيطالي فنشنزو سبادافورا لفرق دوري الدرجة الأولى باستئناف التدريبات الفردية هذا الأسبوع مع مناقشة إمكانية استئناف التدريبات بشكل كامل في 18 أيار/مايو الحالي وذلك خلال الاجتماع المقرر اليوم بين مسؤولي كرة القدم في إيطاليا واللجنة العلمية بالحكومة الإيطالية.

وأشارت صحيفة “لا جازيتا ديللو سبورت” إلى أن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي قد ينضم قريبا إلى سبادافورا في عملية المفاوضات مع الأندية التي تضغط من أجل استئناف الدوري المحلي.

وفي إسبانيا، قال تيباس: “نعمل على استئناف الدوري الإسباني قريبا”، كما تعود الأندية حاليا إلى تدريباتها كما تخضع لاعبيها لفحوصات الكشف عن “كورونا.

وتضمن برنامج ،عودة الدوري الإسباني على أربع مراحل لضمان “عودة آمنة ومحكمة للغاية” حيث تتركز المرحلة الأولى على إجراء فحوص الكشف عن كورونا ثم تأتي المرحلة الثانية وهي التدريبات الفردية للاعبين فيما تشهد المرحلة الثالثة تدريبات في مجموعات صغيرة قبل إتاحة التدريبات الجماعية للفريق بأكمله في المرحلة الرابعة بهدف استئناف فعاليات الموسم في 13 حزيران/يونيو المقبل.

وهناك مخاوف كبيرة في إسبانيا مثل الدول الأخرى ولكن بعض التقارير نقلت عن تيباس الأسبوع الماضي قوله: “هناك خطورة أكبر في الذهاب إلى الصيدلية عنه في الذهاب إلى التدريب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى