مقتل جورج فلويد.. كرة القدم من مجرد لعبة إلى جزء من الحراك الاجتماعي!

تقرير – زياد عطية

سجلت كرة القدم طفرة غير مسبوقة في العقود الأخيرة مع تهافت القلوب عليها واستقطاب رجال المال والأعمال، فسرعان ما تحولت من مجرد لعبة تجلب لها أنظار القليل إلى محرك رئيسي لاقتصاديات العالم ودافع اجتماعي وإنساني، ما جعلها في علاقة مباشرة بكل التأثيرات التي تطرأ على العالم.

ولم يخذل لاعبو كرة القدم شعوب العالم نصرة لقاضاياهم في الكثير من الأحداث. وأصبح هؤلاء جزءا من المعركة التي تخوضها هذه الشعوب ضد الأزمات المتتالية فنراهم في الصفوف الأولى قبل الجميع منها معركة العصر غير المسبوقة فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 التي عطلت العالم بأكمله.

وسبق للاعبي كرة القدم دعم كبرى القضايا وأعربوا عن تضامنهم مع الشعوب ضمن أكبر بطولات العالم ولفتوا أنظار حكام العالم منها دعم القضية الفلسطينية التي جابت ملاعب المعمورة دون استثناء. وخطف اللاعب الألماني مسعود أوزيل الأضواء بداية الموسم الكروي بتعليقاته المساندة لمسلمي الأويجور.

ولم تمر حادثة مقتل المواطن الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد على يد أفراد الشرطة مرور الكرام ودون أن تحدث كرة القدم ضجة وتخطف الأضواء من جديد دعما للقضية وتضامنا مع جورج فلويد رغم ما تعيشه هذه اللعبة من ركود كبير وأزمة غير مسبوقة مع مخلفات فيروس كورونا.

تحولت حادثة مقتل جورج فلويد إلى حركة واسعة ضد أشكال العنصرية وساهم لاعبو كرة القدم في توسيع دائرة الاحتجاجات، وصلت رياح الاحتجاجات إلى لاعبي الدوري الألماني وهو الدوري الوحيد بين الدوريات الخمس الكبرى الذي أستأنف نشاطه، حيث تعاطف عدد من اللاعبين مع جورج فلويد ضحية العنف الوحشي والتمييز العنصري بأمريكا حسب تعبيرهم إما بتقليد الحركة التي قتل بها أو كتابة رسالة دعم على قمصانهم وأظهروا دعمهم الكامل له.

ماركوس تورام

وتناقل رواد التواصل الاجتماعي واحدة من أشهر لقطات الدعم للضحية جورج فلويد التي قام بها المهاجم الفرنسي لنادي بروسيا مونشنغلادباخ من أصول أفريقية ماركوس تورام إثر تسجيله لهدف في شباك يونيون برلين، حيث جلس على ركبته اليسرى كما حدث مع الشرطي أثناء عملية القتل.

وحرص نجوم بروسيا دورتموند على دعم القضية بكتابة عبارة “العدالة لجورج فلويد” والتي ظهر بها قمصان المغربي أشرف حكيمي والنجم الإنجليزي سانشو إثر تسجيل هدفين في شباك بادربورن.

وشارك النجم الفرنسي كيليان مبابي والهولندي دي يونج مع المدافع الإيطالي جورجيو كيليني في حملة التضامن الواسعة عبر تغريدات ضمن حساباتهما بشبكات التواصل الاجتماعي وندد برشلونة الإسباني بكل أشكال العنصرية متضامنا مع جورج فلويد تحت عبارة ” متحدون ضد العنصرية “.

وتستعد الأندية الانجليزية لاستئناف الدوري بداية من 17 يونيو الجاري وسط ترقب شديد لعودة ليفربول لزعامة الدوري بعد عقود طويلة من الانتظار مع المنافسة المحتدمة على بطاقات التأهل إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا، ورغم التركيز الشديد والمخاوف من فايروس كورونا فإن ذلك لم يمنع كبرى الأندية الإنجليزية من إعلان تضامنها الكامل مع التحركات الشعبية بالولايات المتحدة الأمريكية حيث قام لاعبو ليفربول وتشلسي بحركة رمزية أثناء تدريباتهم حين جثا كل منهم على ركبته وسط الملعب.

وأبدى نجما مانشستر يونايتد، ماركوس راشفورد وبول بوغبا، دعمهما للاحتجاجات الجارية و المناهضة للعنصرية في شتى أرجاء العالم حيث قال نجم الوسط الفرنسي بول بوغبا في تغريدة له على حسابه بالانستجرام في منشور مؤثر “شعرت بالغضب، والأسف، والكراهية، والسخط، والألم، والحزن “.

ولم يخف الهيكل الأول المسير لكرة القدم عبر العالم الاتحاد الدولي ” فيفا ” تضامنه مع جورج فلويد عبر دعوته الاتحادات المحلية إلى عدم معاقبة أي لاعب أعلن تضامنه وانخرط في دعم و مساندة الاحتجاجات الجارية بكبرى مدن الولايات المتحدة الأمريكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى