
توووفه– سالم الغافري
بدر المحروقي، من الحكايات الجميلة في كرة القدم العمانية، حظي باحترام وتقدير كبير طوال مسيرته مع المنتخبات الوطنية التي امتدت لأكثر من 10 سنوات، عرف بمستواه وحماسه داخل الملعب سواء كقلب دفاع أو وسط الملعب، ارتبط اسمه كثيرا بالأحمر العاصمي مسقط، حيث حقق معه العديد من الإنجازات، توووفه تستعرض لكم في التقرير التالي حكاية بدر المحروقي مع الكرة المحلية.
البدايات
بدر المحروقي هو ابن ولاية أدم في محافظة الداخلية، بدأ خطواته الأولى مع كرة القدم بحواري منطقة عوقد في صلالة نهاية ثمانينيات القرن الماضي، حين كان يقيم مع أحد إخوانه، شاءت الأقدار أن يجتمع في عوقد مع الموهبة العمانية محمد عامر، لم يعلم الاثنان بأنهما سيكونا يوما ما ضمن الجيل الذي حقق الإنجاز الأبرز للكرة العمانية في فئة الناشئين، حين بلغ الدور نصف النهائي في مونديال الناشئين عام 1995 بالإكوادور.
منتخب الناشئين
بعد عودته من صلالة برزت موهبة المحروقي في مركز الدفاع مع نادي فنجاء، حيث التحق بالنادي الأصفر في فئة الأشبال ثم الناشئين، بداية التسعينيات، وهناك لمحته أعين المدرب الإنجليزي جورج سميث ليحمله إلى بطولة آسيا للناشئين عام 1994 ثم مونديال الناشئين عام 95، حيث حقق اللقب الآسيوي وحل رابعا في مونديال الإكوادور.
فنجاء
بعد مونديال الإكوادور 95، توجه المحروقي في نفس العام للمشاركة في بطولة مجلس التعاون للناشئين مع فنجاء رفقة المدرب السوداني التاج محجوب، وتمكن حينها من الظفر باللقب الخليجي، ليبدأ بعدها رحلته مع فنجاء حتى وصل إلى الفريق الأول.
نادي مسقط
غادر بدر المحروقي أسوار فنجاء إلى مسقط بعد أن حقق معه الصعود للدرجة الممتازة عام 1997، مثل المحروقي مع مسقط رقما صعبا ومهما، وكان جزءا من الثورة التي أحدثها النادي مطلع الألفية الحالية والتي مكنته من تحقيق ثنائية الدوري مع مبارك سلطان موسمي 2002/2003، و2005/2006، وبطولة الكأس 2002/2003، مثل بعد ذلك ناديي صحم والسويق، قبل أن تكون محطة فنجاء عام 2009 هي الأخيرة في مشواره.
المنتخب الأول
خلال الفترة من 1995 وحتى 2007، سجل المحروقي حضوره في جميع المنتخبات الوطنية، بدايته كانت مع المصري محمود الجوهري في خليجي 96 بمسقط، وكان من أصغر اللاعبين سنا في البطولة، لم يحظ المحروقي بفرصة المشاركة خلال هذه البطولة لكنه سجل بعد ذلك حضوره في ثلاث بطولات لكأس الخليج وهي خليجي 15 و 16 و 17، كما شارك في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2002 و 2006 ونهائيات آسيا للأمم 2004، وبطولة الألعاب العربية في لبنان عام 1997، وشارك مع مسقط في بطولة أندية مجلس التعاون الخليجي 2005، ودوري أبطال العرب 2004.
أجيال مختلفة
ما ميز سيرة بدر المحروقي هو معاصرته العديد من الأجيال التي مثلت الكرة العمانية في الكثير من المحافل، لعب إلى جانب محمد عامر وتقي مبارك وهاني الضابط، وعبدالله حمدان ومجدي وسعيد شعبان ومحمد خميس وخير خادم، كان شاهدا أيضا على بداية طفرة كرة القدم العمانية مع الجيل الذهبي علي الحبسي ومحمد ربيع وأحمد كانو وبدر الميمني وعماد الحوسني وفوزي بشير.
من الذاكرة
من المباريات الكبيرة التي تظل محفورة في ذاكرة بدر المحروقي لقاء تحديد المركز الثالث في مونديال الإكوادور 95، ضد المنتخب الأرجنتيني، ورغم خسارة الأحمر بهدفين دون مقابل، وقف المحروقي سدا منيعا أمام عدد من نجوم التانجو أبرزهم كامبياسو وأيالا، أيضا هناك مواجهة أخرى لن تنسى لكن هذه المرة مع المنتخب الأول أمام المنتخب الإيراني ضمن نهائيات كأس آسيا 2002، دخل المحروقي بديلا لأحمد كانو مع الدقيقة الثانية والستين وكانت النتيجة تشير إلى تقدم الأحمر بهدفين لواحد قبل أن تتلقى شباك الحبسي هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة من اللقاء.